خبر « الوسواس المرضي » حالة خطيرة تستدعي علاجا نفسيا

الساعة 01:49 م|24 نوفمبر 2010

"الوسواس المرضي" حالة خطيرة تستدعي علاجا نفسيا

فلسطين اليوم – وكالات

كثيرا ما تتردد على ذهن الكثير من الأطباء عبارة "يا إلهي إنه هو أو هي مرة أخرى"، وذلك عندما يعود إليه مريض أو مريضة بسرعة في غرفة الفحص يشكو من أعراض أكثر غموضا. فقبل أسبوع ربما كانوا يشعرون بآلام صدر شديدة من إشتباه في نوبة قلبية، والآن صداع يمكن أن يكون مؤشرا على ورم بالمخ.

 

ولا يعني عدم وجود شئ خطأ من الناحية البدنية في المريض وحسب أن هذه الأعراض تكون مختلقة ولكن على العكس، فالمريض بحق لديه مشكلة خطيرة أنها بالتحديد الوسواس المرضي أو التوهم بالمرض أو إضطراب صحي حاد.

 

وفي حين أن المخاوف الصحية يمكن أن تكون ضرورية من أجل البقاء ، فإن المصابين بالوسواس المرضي يميلون إلى تفسير إحاسيس أو متاعب جسمانية عادية على إنها بوادر مرض عضال.

 

وقال أوته هابيل عضو الرابطة الألمانية لعلم النفس الجسماني والعلاج النفسي والعصبي "إنهم "يسببون كوارث" لأنفسهم.

 

وحسبما تقول ماريا جروباليس الطبيبة النفسانية في معهد علم النفس بجامعة ماينز فإن تفسير المتوهمين بالمرض للأعراض التي يشعرون بها تذهب إلى الإتجاه الخاطئ.

 

وتجلب زيارات الطبيب إعادة الطمأنينة ولكن لفترة قصيرة فقط. ثم يبدأ المرضى في التشكك في إنهم لا يوجد شئ خطأ بهم، وتطلق الأعراض الجديدة مخاوف جديدة يتبعها المزيد من الزيارات للأطباء.

 

وأشار توماس جايرتنر كبير الأطباء في عيادة سيشوين للطب النفسي في باد أرولسين إلي أن " الزيارات تصبح إدمانا".

 

والخوف من المرض هو نوع من إختلال على شكل وساوس والذي لا يمكن معه تفسير أي أعراض جسمانية بشكل كامل بأنها إعتلال جسماني محدد. وقال جايرتنر إن أكثر الناس عرضة للخطر بشكل خاص هم الذين لديهم إحساس كبير من الإدراك و"يقظة الجسم" وتلعب الأمراض السابقة وخاصة الى أصيب بها المقربون منهم في الغالب دورا أيضا.

 

وكما تشرح جروباليس فإن مرضى الوسواس المرضي لديهم صعوبة في التوافق مع المشاعر السلبية "وأحيانا تنبع مخاوفهم من التوتر الشديد". وقال جايرتنر إنه بالنسبة للذين يدخلون في علاج نفسي فمن المهم أن يكونوا متأكدين بأنهم "ليسوا مجانين".

 

وأشارت جروباليس إلى أن القلق المستمر على صحة الإنسان هو حالة قهرية للغاية. وقالت "من الطبيعي أن مرضى الوسواس المرضي في الحقيقة يخجلون من مشاكلهم" وأحد أسباب ذلك إنهم يزورون العديد من الأطباء المختلفين. وتصف هابيل هذه العادة بأنها " إدمان الطبيب".

 

وغالبا ما تمر السنون قبل أن يتلقى مرضى التوهم بالمرض العلاج السليم. في ذلك الوقت يكونوا قد قاموا بملحمة من زيارات الأطباء وأحيانا يخضعون لإجراءات تشخيص مؤلمة. وللتغلب على مخاوفهم يجب أولا أن يعترفوا بأنهم يعانون من إضطراب نفسي.

 

ويعالج الإضطراب بعلاج سلوكي إدراكي والذي فيه "يلعب إعادة تشكيل الإدراك" جزءا هاما. وقالت هابيل إن المرضى يجب أن يدركوا إنه من الطبيعي تماما بالنسبة للجسم أن يتفاعل مع الأشياء. فعلى سبيل المثال فإن التوتر يمكن أن يثير الشعور المفاجئ بالضعف والفرح يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب.

 

ويتدرب مرضى العلاج السلوكي الإدراكي على التحكم في مخاوفهم وان تكون نسبية. وإحدى الوسائل التي تستخدمها جروباليس هي جعل المرضي يضعون قائمة بالأدلة المؤيدة والأخرى المعارضة لشكوكهم: "ما الدليل على أنني مريض؟ وما الدليل على أنني غير مريض؟" وهذا يهدف إلى تحديد الأدلة التي أعطيت وزنا أكبر أو وزنا أقل.

 

وقال جايرتنر مع إحترام الأسباب الممكنة "إن الوراثة يحتمل أن تكون عاملا قليل الأهمية في توهم المرض من الإضطرابات الأخرى". وتلعب العوامل الخارجية دورا أكبر ويمكن أن تتضمن تجارب مؤسفة مثل وفاة شخص محبوب أو التشخيص الطبي الخاطئ أو وجود آباء يخافون أو يعتنون بشكل زائد ودائما ما يتوقعون الأسوأ كما تقول هابيل.