خبر نجاح تصوير الانبثاث السرطاني داخل المخ آنياً

الساعة 09:39 ص|23 ديسمبر 2009

نجاح تصوير الانبثاث السرطاني داخل المخ آنياً

فلسطين اليوم- وكالات

ربما نجح الأطباء في علاج بعض حالات الإصابة بمرض السرطان، لاسيما إذا تم اكتشافه وهو ما زال بعد في مراحله الأولى، لكن لا الطب ولا الأطباء حتى الآن لديهم تفسير عن سبب الإصابة بالسرطان؛ لذا منذ أمد والعلماء يحاولون فهم الآلية وكشف الطريقة التي تتكاثر بها خلايا الأورام السرطانية، وهي خطوة غاية في الأهمية للفهم ومن ثم إيجاد العلاجات المناسبة له، وهذا ما لم يتم حتى وقت قريب.

 

لكنّ باحثين ألمان من جامعة لودفيج ماكسميليان بمدينة ميونخ نجحوا لأول مرة في مراقبة نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها؛ الأمر الذي يزيد من فرص كسب جولة ضد السرطان ضمن جولات المعركة الدائرة بين الأطباء وبينه، وفيما يعد فتحاً طبياً يفتح باب الأمل لمرضى السرطان.

 

وقال قائد فريق البحث فرانك  فنكلر: "نأمل أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها في تحسين طرق علاج السرطان المتاحة حاليا، كما نأمل أن تؤدي هذه النتائج إلى إنتاج موادّ فعالة تؤثر على مرحلة بعينها من مراحل نمو الورم"، بحسب ما ذكر لموقع نيتشر ميدسين أونلاين المختص بالشأن العلمي والطبي الأحد 20 ديسمبر 2009.

 

ويعني هذا من منظور طبي أن الورم إذا تعطل في إحدى هذه المراحل فإنه يدخل إلى "طريق مسدود" بحيث يتوقف تكوّن الورم وتكاثره.

 

فللأسف أظهرت الإحصاءات أن نحو ربع مرضى الأورام السرطانية تتكون لديهم لاحقا أورام بالمخ، حتى وإن تم القضاء على الورم الأصلي، إذ ربما ينجح علاج عضو ما مصاب بالسرطان، ثم يموت المريض بعد ذلك لا بسبب الورم الذي تم علاجه ولا انتكاسه، وإنما بسبب تكون ورم سرطاني ثانوي بالمخ.

 

وتعرف هذه العملية بالانبثاث Metastasis وتعرف بانتقال العلة الداء أو العامل المسبب له من مقره الأساسي إلى جزء آخر من الجسم، كما تعني اللفظة العلمية أيضا المنبث أي نمو انبثاثي ثانوي لورم خبيث.

 

وللأسف أيضا فإن الشفاء من أورام المخ الناشئة عن أورام في الرئتين أو الثدي أو الجلد بعيد المنال، ومن الصعب جدا علاجها، وكل الذي يمكن فعله هو إبطاء عملية التسرطن، مما يزيد الأسف أن الانبثاث للمخ غالبا ما يبتلي المرضى بمحن شديدة غالبا ما تستصحب الصداع القوي والدوار، لكن هذه الأعراض تعد هينة أمام بعض الإصابات العصبية الأخرى مثل الشلل وفقد القدرة على الكلام، كما أن "الانبثاث للمخ أصبح يتم رصده حاليا أكثر مما كان مرصودا في الماضي" كما يقول فنكلر.

 

ولم يكن معروفا لما قبل البحث الألماني كيف كانت هذه الأورام تنشأ، حتى لو تكررت نشأتها لدى مرضى بعينهم، إلا أن الـ"ميكروسكوب ثنائي الفوتونات" الذي يعتمد على تكنولوجيا جديدة، مكن العلماء من مراقبة نمو الأورام في مراحلها المختلفة خطوة بخطوة وبصورة مباشرة وآنية على مدار عدة شهور.

 

وإذ يحتاج الأمر لتمييز الخلايا السرطانية عن تلك الطبيعية فإنه باستخدام مادتين صبغيتين مختلفتين تم حقن الأوعية الدموية باللون الأخضر بينما حقنت الأورام باللون الأحمر، ما أتاح لهم رؤية المناطق البعيدة في أعماق أنسجة المخ الحي على بعد مئات الميكرومترات (تعد مسافات بعيدة داخل المخ البشري لدقة وحساسية أنسجته)، وبذلك أمكن للباحثين مراقبة العملية.

 

نتائج رحلة المراقبة والمتابعة التي استمرت عدة شهور أسفرت نتائجها التي توصل إليها العلماء عن أن أورام المخ تتكون على أربع مراحل، حيث قال الباحثون إن خلايا الأورام تعلقُ في المرحلة الأولى في منطقة خطافية داخل شبكة الأوردة الدموية ثم تنفذ بعد ذلك في المرحلة الثانية عبر فتحات دقيقة في جدار الأوعية إلى الخارج لتتشبث في المرحلة الثالثة على الجدار الخارجي للأوعية.

 

أخيرا وفي المرحلة الرابعة تكون هذه الخلايا السرطانية أنوية أورام أخرى صغيرة تتألف من أربع خلايا إلى خمسين خلية، وتعتبر المرحلة الرابعة هي المرحلة الأكثر خطورة، حيث تندمج مجموعة من خلايا الأورام الدقيقة المتجاورة مكونة أوعية دموية جديدة تغذي الأورام بجميع المواد الغذائية التي تحتاجها مما يتيح نمو الأورام بسرعة فائقة لا يمكن كبحها.

 

بذلك يكون الفريق البحثي قد وقف على اكتشاف آخر، مفاده أن إيقاف تكوين أوعية دموية جديدة عن طريق مضادات التسرطن مثل عقار آفاستين يمكنه إيقاف عملية الانبثاث.