فلسطين اليوم-الأهرام المصرية
ناقش المؤتمر السابع للرابطة العربية للعمود الفقري بالاشتراك مع جمعية تشوهات العمود الفقري وقسم جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القاهرة70 بحثا بحضور أكثر من300 طبيب من مصر والخارج, وذلك في أمراض وجراحات تآكل الغضروف وضيق النخاع الشوكي والتهاب وتيبس العمود الفقري وإصابات العمود الفقري وهشاشة العمود الفقري والانحناء الجانبي للعمود الفقري.
ويقول الدكتور يسري الهواري رئيس جمعية تشوهات العمود الفقري ورئيس المؤتمر إن من أبرز المشاكل التي نعانيها في الوطن العربي تزايد درن العظام, والذي يوصف بـ'الطاعون الأصفر' حيث يسبب تآكل الفقرات فيثنيها وينثني معها العمود الفقري, يصاحب ذلك إفراز صديد أصفر في العمود الفقري, ويؤدي في النهاية إلي الإصابة بالشلل في نسبة10% من المصابين, والمشكلة أساسا ناجمة عن ميكروب الدرن, والذي لم يعد مرضا للفقراء بل للأغنياء أيضا, وبات يشكل ثالوثا لأخطر3 أمراض تهدد أفريقيا خلال10 سنوات إضافة إلي الإيدز والملاريا.
وأضاف أن المرض يبدأ في اللوزتين أو الصدر أو المسالك البولية, ويظل كامنا في جسد كل إنسان, ثم ينتهز الفرصة في حال ضعف المناعة ليفتك بالعظام, وأبرز أعراضه التي تمتد لشهور السخونة ليلا إضافة إلي قلة الشهية, وهو لايأتي حادا في العظام بشكل مفاجئ, بل تدريجيا, ويتم التدخل جراحيا عندما يكون هناك تهديد لسلامة الفقرات, ونسبة الشفاء عالية ويحدث التحسن بعد التخلص علاجيا من الميكروب وجراحيا برفع الضغط من علي العمود الفقري واستعداله, وبالتالي التخلص من الإصابة بالشلل.
أما المشكلة الثانية التي حذر منها أساتذة جراحة العمود الفقري, فهي إعوجاج العمود الفقري, وأوضح الدكتور زياد الزعبي أمين عام الرابطة العربية للعمود الفقري أن لدينا2 مليون حالة في الوطن العربي, والسبب حتي الآن مجهول,, وإن كان البعض يعزيه إلي وجود جين معين في الجسم, وهناك عدة أنواع من الاعوجاج تظهر في أعمار مختلفة, منها أسباب خلقية وأغلبها أسبابا مجهولة, لكنها في غالبيتها تظهر في مرحلة الطفولة ماقبل اكتمال نمو العمود الفقري, في المرحلة العمرية من5 ـ6 سنوات, والمرحلة الثانية من11 إلي12 عاما, ويزداد لدي البنات قبل مرحلة الطمث في سن12 ـ13 عاما,
وباكتشافه مبكرا يمكن التعامل معه بدون جراحة, لكن إن بلغ الانحراف65 درجة لحالات التحدب للأمام تصبح الجراحة ضرورية, لكن مشكلة الجراحة أنها بحاجة إلي نظمومة متكاملة من الجراح المتمرس, ولايزيد عددهم في كل الدول العربية عن20 جراحا, نصفهم من مصر!!, والمركز المتخصص لهذه النوعية من الجراحات ولايتجاوز عددها4 ـ5 مراكز في كل الدول العربية, وتكتمل العناصر بتوافر المعدات اللازمة للغرس في العمود الفقري, وهذه تطورت بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية.
الدكتور يسري الهواري يقر بأن هذه الجراحات كانت سيئة السمعة, ولكن في السبعينات, أما اليوم فهناك أمان كامل في علاج جراحات العمود الفقري وتشوهاته. أما مشكلة هشاشة العمود الفقري فيعانيها8 ملايين حالة في الوطن العربي, ومشكلته أنه مرض لايؤلم صاحبه إلا حين يحدث الكسر, ومشكلته أنه يثني العمود الفقري ويصيبه بالشلل.
ويوضح الدكتور أحمد عيسي أستاذ ورئيس قسم جراحة الأعصاب بطب القاهرة أن هناك اتجاها حديثا في الجراحات خلال السنوات العشر الماضية يسمي'جراحات التدخل المحدود' باستخدام المناظير الضوئية دقيقة الحجم التي تعطي ضوءا واضحا يمكن الجراح من الوصول لموضع الجراحة بدون قطع جراحي كبير ويصل إلي هدفه بدون إحداث أي تلف أو إصابة لأنسجة, وتحل المناظير الضوئية محل الميكروسكوب الجراحي الذي بدأناه في بعض جراحات العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي والقطني, وبدأ المنظار الضوئي يحل محله في الجراحات الكبيرة مثل وضع الشرائح والمسامير, وقد أدي ذلك إلي تحسن النتائج كما عرض أساتذة جراحات المخ والأعصاب بقصر العيني, الجديد في علاج أورام النخاع الشوكي, وهي أمنة تماما بشرط إجراؤها في وقت مبكر ولايأتي المريض للطبيب في حالة عجز كامل, لأنه حينها يكون قد حدث تلف كامل في النخاع الشوكي, والأعراض تبدأ بثقل في الحركة وتنميل في الأطراف, ويؤكد الدكتور أحمد عيسي أن أورام النخاع الشوكي تكون غالبا حميدة, وفي75% من الحالات يتم الاستئصال الكامل للورم ويشفي المريض تماما ويعود لحياته الطبيعية,
إضافة إلي ماتناوله الدكتور مصطفي قطب الأستاذ بطب القاهرة من استخدام المنظار الضوئي في استئصال الغضروف القطني وتوسيع القناة الشوكية في حالات اختناق الفقرات القطنية.