خبر الخضروات والفواكه.. مضادات السرطان

الساعة 07:32 ص|31 يوليو 2009

  فلسطين اليوم-البيان الإماراتية  

أظهرت البحوث المتعلقة بأمراض السرطان أن 70% من حالات الاصابة بأنواع السرطان المختلفة تعزي بشكل رئيسي الى الغذاء الذي يتناوله الانسان في حياته اليومية، ومن الامثلة على ذلك العلاقة بين تناول الأغذية المشبعة بالدهون وسرطان الثدي والقولون كذلك الافراط في تناول الكحول والسرطان الذي يصيب كلا من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والثدي والكبد، وأخيرا مابين الاستهلاك المنخفض للألياف الغذائية وسرطان القولون.

 ولعل من أقوى الفرضيات التي وضعت لايجاد العلاقة ما بين الغذاء والسرطان هي الفرضية المتعلقة بالاستهلاك اليومي للخضروات والفواكه الطازجة، وهي الفرضية التي حازت على اكبر قدر من البحث والتأييد العلمي، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت عليها نتائج واضحة وملموسة أكثر من أي فرضية أخرى. ومن بين أنواع السرطان التي يرتبط منعها بزيادة الاستهلاك من الخضروات والفواكه، سرطان المعدة .

 حيث أظهرت الدراسات أن استهلاك الخضروات الطازجة والورقية بشكل متكرر يرتبط ارتباطا مباشرا بمنع الاصابة بسرطان المعدة وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم وبدرجة أقل فقد وجد أن تناول الحمضيات ثم الزنبقيات (الثوم والبصل والكراث) يساعد على التقليل من الاصابة بالسرطان.

 كم أظهرت معظم الدراسات أن الخضروات تساعد على التقليل من اصابة الانسان بسرطان القولون، ذلك أنها تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة من خلال الأمعاء وتقلل من الضغط الذي تولده هذه الفضلات على جدر الأمعاء الغليظة، وهو مايقلل بدوره من فرصة تكون جيوب الأمعاء (وهو ما يعرف بداء الأمعاء الردبي) وهو مايقلل من فرصة الاصابة بسرطان القولون وتتسع القائمة لتشمل العديد من انواع السرطانات التي يؤدي تناول الخضروات والفواكه الى الحد من الاصابة بها اوعلى الاقل خفض نسب الاصابة.

 

 

غير انه يجب علينا ان نعلم ان تناول الخضروات والفواكه الطازجة لا يمنع من تطور او الاصابة بأمراض السرطان بشكل مطلق ولكنها في الحقيقة تقلل من فرصة الاصابة بالمرض بمقدار النصف أو أكثر قليلا، وهذا الدور يبقى دورا هاما وحيويا حتى ولو توقف عند هذا الحد.

 حيث يعزي التأثير الوقائي للخضروات والفواكه أساساً إلى احتوائها على مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتوافر فيها بكميات تكفي للحد من تطور ونمو الخلايا السرطانية.

 وتمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات والفواكه باحتوائها على مركبات معينة تعطيها القدرة على منع السرطان فنباتات الفصيلة الصليبية تمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مركبات تدعى الدايثيول ثيونات والأيثوثيوسيانات، وهي مركبات عضوية كبريتية تعمل على زيادة فعالية الأنزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة الى الجسم.

 أما نباتات الفصيلة الزنبقية فتمتاز باحتوائها على مركبات كبريتية مثل الدايأليل سلفايد والأليل ميثيل ترايسلفايد، وهي مركبات تعمل على زيادة فعالية وتنشيط الأنزيمات المحطمة للسموم والمواد المسرطنة، ولها تأثير مضاد لأنواع البكتيريا التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة.

 فيما تتميز الحمضيات باحتوائها على كميات كبيرة من حامض الاسكوربيك (فيتامين ج) والذي يحمي جدر الخلايا والمادة الوراثية فيها من عمليات التأكسد الضارة، نظرا لطبيعة الحامض التي تؤهله للعمل كمانع للتأكسد. كما يعتقد أن لفيتامين «ج» دورا في منع الاصابة بالسرطان من خلال قدرته على ربط وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من فرصة تكون النيتروز أمينات المسرطنة.

 

 

أما لخضراوات الورقية فتحتوي على مركبات الليوتين، وهي مركبات كاروتينية تعمل كمانعة للتأكسد ولها القدرة عل ربط الجذور الحرة التي تتسبب في نمو الخلايا السرطانية، وتعد الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك، وهو فيتامين ضروري لتصنيع الأحماض النووية والمادة الوراثية في الخلية، حيث يؤدي نقص هذا الحامض الى تحطيم الكروموسومات في المواقع التي يعتقد أنها محل للنموالسرطاني.

على حين ان الخضروات والفواكه الصفراء مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع واليقطين والمانجا والبابايا والشمام تحتوي على كميات وافرة من مادة البيتا- كاروتين التي تعمل كمضادات للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار الذي تحدثه الجذور الحرة، كم أن قابلية البيتا- كاروتين للتحول الى فيتامين أكسبها قدرة اضافية على الحد من النمو السرطاني، وبالاضافة الى ذلك فإن الخضروات الصفراء تحتوي على كميات من ألفا- كاروتين والتي تقوم بدور مماثل للبيتا- كاروتين ولكن بكفاءة أقل.

 ويمتد تأثير الخضروات والفواكه المضاد للسرطان الى مجموعة من المركبات والعناصر الكيمائية التي تتولى القيام بهذا التأثير ومن بينها عنصر السيلينيوم وهو عنصر معدني يحتاجه الجسم بكميات قليلة وتتضح اهمية السيلينيوم في الوقاية من امراض السرطان من خلال الدور الذي يقوم به كمرافق لانزيم «جلوتاثيون بيروكسيداز» والذي يعد احد وسائل الدفاع لدى الجسم التي تحمى جدار الخلايا الحية من تأثير الجذور الحرة المؤكدة التي تعد من اهم اسباب النمو السرطاني.

 ويعود التأثير المضاد لهذا العنصر ضد السرطان الى قدرته على التأثير في عملية أيض المواد المسرطنة ومن ثما منع تفاقم خطرها كما ان العلاقة بين السيلينيوم «وفيتامين O التوكوفيول» تلعب دوراً مؤثراً في حماية الاحماض الامنية الموجودة في جدار الخلايا من عملية الاكسدة ، كما يعتقد ان للتوكوفيرات دور في التقليل من تكون مركبات النيتروز التي تسبب السرطان.