مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مدن شمال الضفة الغربية المحتلة وخاصة مدينتي طولكرم وجنين ومخيماتها يتضح أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لضم الضفة المحتلة من خلال خطة ممنهجة تهدف لتدمير المخيمات الفلسطينية التي ترمز لقضية اللجوء.
كما تهدف هذه الحملة والتصعيد للتضييق على الفلسطينيين من أجل دفعهم للهجرة من هذه المناطق والتوجه لمراكز المدن من خلال التضييق الاقتصادي لتحويل المناطق المستهدفة "لدولة المستوطنين"، كما يرى العديد من المختصين في الشأن الإسرائيلي.
المختص في الشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، توقع "أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بالتضييق على الفلسطينيين في مناطق "ب" و"ج" لأجل تهجريهم".
وقال أبو العدس في تصريحات صحفية تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "الاحتلال سيحاول تهجير الناس طوعياً أو دفعهم للهجرة من خلال التضييق الاقتصادي والاتجاه نحو مراكز المدن في الضفة".
تحول المدن لمراكز مكتظة
وحذّر المختص من "تحويل الضفة المحتلة إلى "دولة للمستوطنين" من خلال تحويل المدن إلى مراكز مكتظة وذات ضغط كبير على الخدمات وبأوضاع معيشية صعبة".
كما توقع أبو العدس أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بوقف عمل العمال الفلسطينيين في داخل المحتل، موضحاً أنه وبطلب من سموتريتش تم منع عمل 15 ألف فلسطيني في "إسرائيل".
واعتبر أن عنوان الاحتلال في هذه المرحلة في الضفة المحتلة هو "التضييق الاقتصادي"، وجعل الضفة الغربية غير صالحة للعيش".
معضلة ضم الضفة
واعتقد أبو العدس أن ما يخيف الاحتلال الإسرائيلي الآن هو أن يقوم الناس في الضفة بإزالة الحواجز الإسرائيلية بأنفسهم، مبيناً أن هذا الأمر يشكل معضلة أمام الاحتلال في خطة ضم الضفة".
ورأى المختص أن ما قام به الاحتلال في مخيمي جنين وطولكرم هو "خطير جداً"، مبيناً أن الاحتلال يسعى لمحو الذاكرة الفلسطينية من خلال محو قضية اللجوء وإنهاء "الأونروا".
وأضاف "الاحتلال يسعى لإنهاء شيء يسمى "مخيم"، معتقداً أن هذه هي بداية الخطة الإسرائيلية في الضفة لأجل تغيير الجغرافيا والدموغرافيا".
تحريض كبير
من جانبه رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، أن "هناك تحريض إسرائيلي غير مسبوق ضد غزة والضفة".
واعتقد شديد في تصريحات صحفية، أن "اقتحام نتنياهو منزل في طولكرم ورفع علم الاحتلال عليه مقدمة لتصعيد دموي كبير".
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ33 على التوالي، مخلفا 27 شهيدا، وعشرات الإصابات والاعتقالات.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت 22 فبراير 2025، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ27 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ14، وسط تعزيزات عسكرية، مترافقة مع مداهمات للمنازل وتخريب محتوياتها.
وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية صوب المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وجنودها في الشوارع والأحياء، تركزت في شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وأعاقت حركة تنقل المركبات والمواطنين، وأوقفتهم وأخضعتهم للتفتيش والتحقيق.
كما نصبت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية في مختلف شوارع ومفارق المدينة، وتحديدا شارع نابلس ودوار شويكة، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في هويات ركابها ونكلت بهم، واعتدت على عدد منهم بالضرب.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، وتنشر دورياتها الراجلة في الشوارع والحارات، وتقوم بمداهمة المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها بشكل كامل، والاستيلاء عليها، تزامنا مع إطلاق كثيف للأعيرة النارية، في الوقت الذي ما زالت تستولي على ثلاثة مبان سكنية في شارع نابلس المقابل لمخيم طولكرم، بعد إجبار سكانها على إخلائها، وتحولها لثكنات عسكرية.
وألحق العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها دمارا واسعا وكاملا بالبنية التحتية والممتلكات وانقطاع لشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ونزوح قسري لأكثر من 16 ألف مواطن، منهم نحو 11 ألف من مخيم طولكرم، ونحو 5500 نازح من مخيم نور شمس.