قائمة الموقع

الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيم نور شمس خلال عدوانه المتواصل على المدينة ومخيميها لليوم الـ147

2025-06-22T19:25:00+03:00
فلسطين اليوم
 

 

في اليوم الـ147 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها، ووسط تصعيد عسكري ممنهج، واصلت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، عمليات الهدم الواسعة في مخيم نور شمس شرقي المدينة، مكرسة بذلك سياسة التهجير القسري وتغيير المعالم الجغرافية للمنطقة، وفق ما تؤكده الوقائع اليومية على الأرض.

 

وأفادت مراسلتنا في طولكرم أن ست جرافات عسكرية ثقيلة اقتحمت منذ فجر اليوم أحياء المخيم، لا سيما حارة المنشية، حيث شرعت في تسوية المباني السكنية بالأرض وفتح طرق واسعة في قلب المخيم، في مشهد وصفه السكان بأنه “يُعيد إنتاج النكبة بمشهد ميداني حي”.

 

أكثر من 30 مبنى مهدّم في نور شمس خلال أسابيع

 

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة هدم متواصلة منذ أسابيع، أسفرت حتى الآن عن تدمير أكثر من 30 مبنى سكنيًا في مخيم نور شمس فقط، فيما ارتفع عدد المباني المهدمة في مخيم طولكرم خلال الأسبوعين الماضيين إلى أكثر من 50 مبنى، ضمن مخطط إسرائيلي معلن منذ أيار/مايو، يستهدف هدم 106 مبانٍ في كلا المخيمين.

 

وبحسب المعطيات، فإن المخطط يقضي بإزالة 58 مبنى في مخيم طولكرم، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية، إلى جانب عشرات المنشآت التجارية، فيما يُخطط لهدم 48 مبنى في مخيم نور شمس، تحت ذرائع أمنية تتمثل في “فتح طرق” و”تغيير الطابع الجغرافي للمنطقة”، وهي ذريعة يعتبرها المراقبون “غلافًا قانونيًا لسياسة التهجير المنظم وتفريغ المخيمات من سكانها”.

 

حصار مطبق ونار مفتوحة على السكان

 

في موازاة عمليات الهدم، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار خانق على المخيمين، وسط انتشار كثيف لقوات المشاة والآليات في الأزقة والمداخل الرئيسية، مع استمرار إطلاق النار المباشر تجاه أي تحرك مدني، ومنع السكان من الاقتراب من منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم التي تُهدم على مرأى من أعينهم.

 

وفي المدينة ذاتها، تشهد طولكرم تحركات عسكرية متصاعدة، لا سيما في محيط سوق المدينة، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت، وشارع نابلس، والحي الشمالي، حيث تعمد القوات إلى عرقلة حركة المواطنين، والسير عكس اتجاهات المرور، ما يُعرّض سلامة الأهالي لخطر داهم، في ظل استيلاء الجيش على عدد من المباني وتحويلها إلى ثكنات عسكرية منذ أكثر من أربعة أشهر.

 

ويُعد شارع نابلس نموذجًا حيًا لسياسة السيطرة الميدانية، حيث يُواصل الاحتلال تحويله إلى مركز لوجستي محصّن، يربط بين طولكرم ومخيم نور شمس، بعد أن أقام سواتر ترابية، واستولى على المباني السكنية المحيطة، وجعل منه ممرًا حصريًا للآليات العسكرية.

 

انسحاب من بلدات ودمار شامل خلفه الاحتلال

 

وفي تطور ميداني متصل، انسحبت قوات الاحتلال صباح اليوم من بلدات بلعا، وعتيل، ودير الغصون، وشوفة شمال وشرق طولكرم، بعد يومين من العدوان، خلّف دمارًا واسعًا طال المنازل، والشوارع، والبنى التحتية، وسط حالة من الصدمة يعيشها السكان الذين بدأوا منذ ساعات الفجر بإزالة السواتر واستئناف الحد الأدنى من الحركة داخل بلداتهم.

 

وقد باشرت طواقم البلديات في تلك المناطق بفتح الطرق وإزالة الأنقاض، في محاولة لتخفيف حدة الأضرار التي وصفها الأهالي بـ”الكارثية”، بعد أيام من العزل التام وانقطاع الماء والكهرباء والخدمات الأساسية.

 

استشهاد 13 فلسطينيًا وتهجير أكثر من 25 ألفًا

 

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، إلى جانب عشرات الإصابات، واعتقالات عشوائية، وتخريب واسع للمنازل والمحلات التجارية والمركبات الخاصة والعامة.

 

ووفق إحصاءات أولية صادرة عن الجهات المحلية، فإن أكثر من 25 ألف مواطن باتوا مهجّرين قسرًا من مخيمي طولكرم ونور شمس، بعد أن تحوّلت الأزقة والأحياء إلى أطلال خرسانية، مع تدمير 400 منزل بشكل كلي، وتضرر 2573 منزلًا بشكل جزئي، فيما لا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالسواتر الترابية والكتل الإسمنتية، في مشهد يُجسّد مأساة إنسانية مرشحة للتفاقم.

 

مشهد ميداني مفتوح على التصعيد

 

وبينما تستمر عمليات الهدم والتجريف في المخيمين، تتصاعد المخاوف من موجة تصعيد جديدة أوسع، في ظل مؤشرات ميدانية على تصعيد إسرائيلي ممنهج لإحداث تغيير ديمغرافي وجغرافي، يهدف إلى تفكيك بنية المخيمات كرمز سياسي وميداني للمقاومة الفلسطينية.

 

ويرى محللون أن ما يجري في طولكرم ليس مجرد عملية أمنية محدودة، بل هو جزء من مشروع أوسع لإعادة رسم الخارطة الجغرافية للمناطق الفلسطينية، خاصة بعد الحرب الشاملة على غزة، وتوسّع رقعة الاستهداف لتشمل الضفة الغربية.

 

ومع غياب أي تحرك فعلي من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات، يبقى المشهد الفلسطيني تحت رحمة آلة عسكرية لا تُقيم وزنًا لأي معايير قانونية أو إنسانية، في وقت بات فيه الدمار والتهجير والحصار هو العنوان الأبرز ليوميات مخيمي طولكرم ونور شمس.

اخبار ذات صلة