قائمة الموقع

الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم 146

2025-06-21T15:10:00+03:00
فلسطين اليوم

لليوم الـ146 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الـ133 على مخيم نور شمس، في مشهد تصعيدي لم يشهد له مثيل منذ سنوات، وسط استمرار عمليات الهدم الممنهجة، وتضييق الحصار العسكري، وتعزيزات عسكرية مكثفة تطال مختلف أحياء المحافظة.

 

وأكدت مراسلتنا أن ثلاث جرافات عسكرية إسرائيلية تواصل، منذ صباح السبت، هدم الأبنية السكنية في مخيم نور شمس، تحديداً في حارتي المنشية والشهداء، ما يرفع عدد المباني المهدّمة في هذا المخيم وحده خلال الأسابيع الأخيرة إلى أكثر من 20 مبنى سكنياً. وفي وقت سابق، شهد مخيم طولكرم خلال الأربعة عشر يوماً الماضية، تدميرًا لأكثر من 50 مبنى، خلّف دماراً واسعاً وفتح شوارع وفتحات كبيرة في قلب أحياء البلاونة، والعكاشة، والنادي، والسوالمة، والحمّام، والمدارس ومحيطها.

 

ويأتي هذا التصعيد في إطار مخطط معلن عنه من قبل سلطات الاحتلال في أيار/مايو الماضي، يتضمن هدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم، تشمل ما يزيد عن 250 وحدة سكنية، وعشرات المحال التجارية، و48 مبنى في مخيم نور شمس، تحت ذرائع أمنية وادعاءات “فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية”.

 

وتفرض قوات الاحتلال طوقاً عسكرياً مشدداً على المخيمين ومحيط المدينة، وسط انتشار كثيف لوحدات المشاة والآليات العسكرية في الأزقة والمداخل، مع منع المواطنين من الوصول إلى منازلهم، وإطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب، في سياسة تهدف إلى تهجير السكان قسراً وإفراغ المنطقة من أهلها.

 

وتشهد مدينة طولكرم، وخصوصاً شارع السوق وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت وشارع نابلس، تحركات مكثفة للدوريات العسكرية، التي تتعمد عرقلة حركة المرور، وتشغيل أبواقها بشكل استفزازي، والسير بعكس اتجاهات السير، ما فاقم من فوضى الحياة اليومية للمواطنين.

 

وتحوّل شارع نابلس، الذي يفصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى ثكنة عسكرية بفعل الاستيلاء على عدد من المباني السكنية والمنازل، بعضها محتلة منذ أكثر من أربعة أشهر، فيما انتشرت الجرافات والسواتر الترابية بكثافة، ما تسبب بدمار بالغ في الشارع ومحيطه، وزيادة في الحواجز الطيارة التي تعيق حركة المواطنين وتشلّ الحياة.

 

وفي امتداد العدوان، شنت قوات الاحتلال هجمات على بلدات بلعا، وعتيل، ودير الغصون، وزيتا، حيث تم عزل هذه البلدات تماماً عبر السواتر الترابية، وقطع الطرق، ومنع الأهالي من التنقل بحرية. وشهدت بلدة عنبتا تحركات مكثفة للآليات العسكرية، التي استولت على عدة منازل، وحوّلتها إلى نقاط مراقبة عسكرية، بعد طرد السكان منها بالقوة.

 

وأفادت مصادر محلية لـ”وفا”، أن الاحتلال تعمّد اقتحام المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها، فيما خضع السكان لتحقيقات ميدانية قاسية. وفي بلدة عتيل، أقدم الجنود على تشغيل الأغاني عبر مكبرات الصوت من داخل أحد المنازل المُستولى عليها، في خطوة استفزازية أثارت موجة استياء وغضب بين الأهالي.

 

وبحسب آخر الإحصاءات، أسفر هذا العدوان المتصاعد عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين. كما أدى إلى تدمير أكثر من 400 منزل تدميراً كلياً، وتضرر نحو 2573 منزلاً بشكل جزئي، وتهجير أكثر من 25 ألف مواطن من مخيمي طولكرم ونور شمس.

 

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق المداخل وتحويل المنطقة إلى “أشباح جغرافية” بلا حياة، وسط صمت دولي، وغياب كامل للمساءلة، وتهديد مستمر بتوسيع العدوان ليشمل مناطق أوسع في شمال الضفة الغربية.

اخبار ذات صلة