هل هناك علاقة بين الوراثة والنقرس؟

الساعة 09:56 ص|17 فبراير 2025

فلسطين اليوم

كشفت دراسة حديثة، أجراها فريق دولي من العلماء، من خلال بيانات وراثية تم جمعها من 2.6 مليون شخص عبر 13 مجموعة مختلفة من بيانات الحمض النووي. شمل هذا العدد 120295 شخصاً يعانون من «النقرس»، بمقارنة الشيفرات الجينية للأشخاص المصابين بالنقرس بغير المصابين، واكتشف الفريق 377 منطقة محددة في الحمض النووي، حيث توجد اختلافات مرتبطة بالحالة، 149 منها لم يتم ربطها بالنقرس من قبل.

وبحسب الدراسة: "تظل العوامل البيئية ونمط الحياة تلعب دوراً، تشير النتائج إلى أن الوراثة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد ما إذا كان الشخص سيصاب بالنقرس أم لا، ويعتقد الباحثون أنه قد توجد روابط وراثية غير مكتشفة بعد".

وقال عالم الأوبئة، توني ميريمان، من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا: "النقرس مرض مزمن ذو أساس وراثي، وليس خطأ المصاب - يجب دحض الأسطورة التي تقول إن النقرس ناتج عن نمط الحياة أو النظام الغذائي".

ويضيف ميريمان: "يتشكل النقرس عندما تكون هناك مستويات عالية من حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات حادة في المفاصل، وعندما يبدأ جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة هذه البلورات، يحدث ألم شديد وإزعاج".

وبحسب مجلة «نيتشر جينيتك»، تشير الأبحاث إلى أن الوراثة مهمة في كل مرحلة من هذا العملية، وبشكل خاص، تؤثر على احتمال مهاجمة جهاز المناعة للبلورات، وكذلك في كيفية نقل حمض اليوريك في الجسم.

ومن المحتمل أن يظهر النقرس ويختفي، ولكن هناك علاجات متاحة، ويعتقد مؤلفو الدراسة أن المفاهيم الخاطئة يمكن أن تجعل الناس يتجنبون الحصول على تلك العلاجات، وهذا يمثل مشكلة حقيقية مع زيادة حالات النقرس بشكل مستمر.

وبتابع ميريمان: "تسبب هذه الأسطورة المنتشرة شعورًا بالخجل لدى الأشخاص المصابين بالنقرس، مما يجعل البعض منهم أكثر عرضة للمعاناة في صمت وعدم الذهاب إلى الطبيب للحصول على دواء وقائي يخفض مستوى اليورات في الدم ويمنع آلامهم». بالإضافة إلى توفير فهم أفضل لأسباب النقرس، تقدم الدراسة خيارات أكثر للعلماء لاستكشافها فيما يتعلق بالعلاجات، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة استجابة الجهاز المناعي لتراكم حمض اليوريك، ففي الواقع، يمكن إعادة استخدام الأدوية الحالية لهذا الغرض".

وهناك بعض القيود على الدراسة، إذ إن معظم البيانات كانت من أشخاص من أصول أوروبية، وبعض السجلات اعتمدت على الإبلاغ الذاتي عن النقرس بدلاً من التشخيص السريري، ومع ذلك، فإنها تعطي فكرة أفضل عن مشكلة صحية كانت تؤثر على الناس لقرون.

وقال عالم الأوبئة ميريمان: "نأمل أنه مع مرور الوقت، ستتوفر علاجات أفضل وأكثر سهولة باستخدام الأهداف الجديدة التي حددناها" مضيفا: "يستحق النقرس تخصيص موارد صحية أكبر وأولوية أكبر في النظام الصحي".

كلمات دلالية