أكدت دراسة حديثة أن الخلايا العصبية التي تنشط داخل مركز الذاكرة في الدماغ أثناء النوم "من الممكن أن تتطلع إلى المستقبل، وتتدرب على نشاط لم يحدث بعد". فهل من الممكن أن يتنبأ الدماغ بالمستقبل خلال النوم؟
وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "ذا نيتشر"، "فإن الأحلام التي تتنبأ بالمستقبل، قد تكون أكثر من مجرد صدفة". ويضيف العلماء أيضا، أنه ما يحدث في أدمغة الأشخاص أثناء النوم، يؤثر على الطريقة التي يتعلمون بها.
ووفق التجربة بحد ذاتها فإنها لم تطبق على الإنسان؛ لكن العلماء قاموا بقراءة تحاليل لفئران، كانت تفكر بطرق مختلفة محتملة للخروج من متاهة، في كل مرة تنام فيها.
ورجح العديد من الخبراء بشدة أنه من المحتمل حدوث شيء مشابه في أدمغة الإنسان، فهل يمكننا فعلا أن نرى المستقبل ونحن نائمون.
ومن ناحيته، قال استشاري المخ والأعصاب والمناعة في جامعة الخليج العربي البروفيسور معز بخيت: "لا يتنبأ الدماغ بالمستقبل، بل يعمل على رصد المتغيرات. حيث تكمن مسؤولية خلايا الذاكرة في مراقبة وتسجيل التغيرات والأحداث التي تحدث ويستشرف المستقبل عن طريق الاحلام".
وأضاف بخيت: "هذه الحالة تشبه ظاهرة "ديجافو"، حيث يشعر الفرد بأن الحدث الذي يعيشه حالياً قد مر به أو عاشه سابقاً، وكأنه يعيد نفس التجربة للمرة الثانية".
وتابع الدكتور: "العلماء ما زالوا يفترضون أن الديجافو قد يكون له تفسيرات علمية متعددة. من بين هذه التفسيرات، يعتقد البعض أنه ربما تكون وقعت تجربة مشابهة في أحد الأحلام التي لم يتذكر الشخص تفاصيلها حتى مرور التجربة مرة أخرى في الواقع".
وأوضح أن "الحلم الذي يستدعي تفسيرًا هو ذلك الحلم الذي يمكن تذكره بوضوح. ومع ذلك، في معظم الأحيان، لا يتمكن المرء من استذكار الأحلام التي يمر بها".
وبين بخيت أنه "يمكن أن تحتوي الأحلام على حل إلهي لمأزق أو مشكلة، حيث يصور الخالق للإنسان هذا الحل في هيئة أحلام تخزن في مستوى الذاكرة".
ولفت الدكتور أنه "قد تكون الأحلام نتيجة للمخزونات العاطفية أو التفاعلات الدماغية المتعلقة بموضوع يشغل تفكير الحالم، مما يؤدي إلى ظهور الحلول في شكل أحلام".