بحسب العديد من الخبراء في مجال الصحة "يؤثر الخرف، وهو حالة تتسم بتراجع الوظائف الإدراكية، في ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم".
ويقول الخبراء: "مع استمرار الباحثين في استكشاف طرق للوقاية من الخرف أو تأخير ظهوره، برز فيتامين D كعامل محتمل في الحد من خطر الإصابة به".
العلاقة بين فيتامين D وصحة الدماغ
ويعتبر فيتامين D، الذي يُشار إليه غالباً باسم «فيتامين أشعة الشمس»، ضروري لصحة العظام ووظيفة المناعة والصحة العامة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه قد يلعب أيضاً دوراً مهماً في صحة الدماغ.
ويقول الخبراء: "توجد مستقبلات فيتامين D في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة والوظيفة الإدراكية، مثل الحُصين. وقد دفع ذلك الباحثين إلى التحقيق فيما إذا كانت مستويات فيتامين D الكافية يمكن أن تساعد في الحماية من الأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف".
كما تشير دراسة جديدة إلى "أن مكملات فيتامين D قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة %40.
ونشرت الدراسة في مجلة ألزهايمر والخرف: التشخيص والتقييم ومراقبة المرض. ووجدت أن مكملات فيتامين D أظهرت تأثيراً وقائياً، خاصةً لدى ذوي الإدراك الطبيعي والذين لا يعانون من عوامل الخطر الوراثية لمرض ألزهايمر".
وأقام الباحثون هذه الدراسة على بيانات المركز الوطني لتنسيق مرض ألزهايمر في سياتل. وفحصوا كيف كان أداء 12.388 شخصاً لم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة على مدار 10 سنوات.
كما تناولت الدراسة سبعة وثلاثون بالمئة من المشاركين مكملات فيتامين D، وقد تبين أن بين الأشخاص في هذه الفئة، كان تشخيص الخرف 40% أقل. في حين أن هذه النتائج تبدو مثيرة للإعجاب، إلا أنه من غير الواضح سبب انخفاض الخطر بين المشاركين في الدراسة الذين تناولوا فيتامين D".
وعلى الرغم من أهميته، فإن نقص فيتامين D منتشر على نطاق واسع، خاصة بين كبار السن. وتساهم عوامل، مثل التعرض المحدود لأشعة الشمس وتصبغ الجلد الداكن وانخفاض المدخول الغذائي في هذه المشكلة. كما أن كبار السن أقل قدرة على تخليق فيتامين D من أشعة الشمس، ما يجعلهم أكثر عرضة لنقصه.
ويقول الخبراء: "قد ارتبط انخفاض مستويات فيتامين D بزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف وألزهايمر أو تسريع شيخوخة الدماغ. وهذا يسلط الضوء على أهمية مراقبة مستويات فيتامين D الكافية والحفاظ عليها، خاصةً لدى الفئات السكانية الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف".