هل هناك علاقة بين السهر والإصابة بالسكري؟

الساعة 06:56 ص|29 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

كشفت دراسة حديثة أنّ الأشخاص الذين اعتادوا على السهر في الليل، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض ‏السكري من النوع الثاني، مقارنةً بمن يستيقظون في الصباح الباكر.‏

وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة "Annals of Internal Medicine" الأميركية، أنّ الأشخاص الذين يقضون الليل مستيقظين هم أكثر عرضة بنسبة 54% لتطوير عادات نمط حياة غير صحية.

وأشارت إلى أنه نتيجةً لذلك، فإنّ الأشخاص الذين يفضّلون البقاء مستيقظين في وقت متأخر من الليل والاستيقاظ في وقت متأخر من الصباح، هم أيضاً أكثر عرضةً للإصابة بمرض السكري بنسبة 19%.

كما بحثت الدراسة الصادرة عن "مستشفى بريغهام والنساء" في ماساتشوستس، في الأنماط الزمنية - أو الوقت من اليوم الذي يميل الناس إلى الانجذاب إليه - بين 63676 ممرضةً، تتراوح أعمارهنّ بين 45 إلى 62 عاماً.

وأوضحت الدراسة أنه من بين جميع المشاركين، عرّف 11% عن أنفسهن بأنهنّ يمتلكن نمطاً زمنياً "مسائياً محدداً"، بينما قال 35% إنّ لديهم نمطاً زمنياً "صباحياً محدداً".

وقامت الممرضات المشاركات بملء "استبيان الصباح والمساء" كل عامين، من عام 2009 إلى عام 2017، وقاس الاستبيان سلوكيات نمط الحياة لديهن، مثل جودة النظام الغذائي، النشاط البدني، تناول الكحول، مؤشر كتلة الجسم، التدخين ومدة النوم.

ولم يكن لدى أي من المشاركات تاريخ من السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري في بداية الدراسة.

وبينت النتائج أنّ الممرضات في منتصف العمر اللاتي لديهنّ "نمط زمني مسائي"، كانوا أكثر عرضةً للإبلاغ عن سلوكيات غير صحية، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري، مقارنة بـ"الأنماط الزمنية الصباحية".

وقد شملت هذه السلوكيات التدخين، عدم كفاية النوم، قلة النشاط البدني واتباع نظام غذائي منخفض الجودة.

وقبل الأخذ في الاعتبار عوامل أسلوب الحياة، كانت الممرضات اللاتي لديهن "نمط زمني مسائي" أكثر عرضة بنسبة 72% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

لكن كانت مفاجأة الدراسة أنّه بعد مراعاة عوامل أسلوب الحياة، ارتبطت النساء اللاتي يسهرن الليل بزيادة نسبتها 19% في خطر الإصابة بالمرض، وهذا يثير احتمال أن يؤدي عدم التوافق بين النمط الزمني وجدول العمل إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وأشارت الدراسة إلى أنّ الأنماط الزمنية متشابكة مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، الذي يحكم العمليات الفسيولوجية الحرجة، مثل إفراز الهرمونات، أي أنّ اختلالاً في هذه الهرمونات يمكن أن يعطّل استقلاب الغلوكوز.

ولفتت إلى أنّ ما يضيف طبقةً أخرى من التعقيد هو دور الميلاتونين، المعروف باسم هرمون النوم، والذي ثبت أنّه يؤثّر في إفراز الأنسولين، وقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من تأخر إفراز الميلاتونين صعوبات في تحمّل الغلوكوز، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري.

كلمات دلالية