ماذا يهدف نتنياهو من وراء إقالة وزير الحرب جالانت؟

الساعة 11:46 م|26 مارس 2023

فلسطين اليوم

خطواتٌ متلاحقة تشهدها الساحة الصهيونية السياسية والعسكرية، فبعد أيام من من إعلان مئات من طياري الاحتياط في جيش الاحتلال رفضهم الخدمة العسكرية، جاءت إقالة رئيس حكومة كيان الاحتلال لوزير حربه يوآف جالنت على خلفية التعديلات القضائية.

هذه الإقالة لجالانت يحاول نتنياهو على ما يبدو من خلالها توجيه ضربة لمعارضي خطة الإصلاح القضائي وخاصة في حزبه "الليكود"، وأنه لا إمكانية للتمرد في وجه نتنياهو؛ لأن من يفعل ذلك سيكون مصيره الإقالة، كما يرى العديد من المختصين في الشأن الصهيوني.

توجيه صفعة للمعارضين

المختص في الشأن الصهيوني عصمت منصور، اعتبر أن وزير الحرب المُقال جالانت عبر عن مخاوف وتحذيرات الأجهزة الأمنية ورئاسة أركان جيش الاحتلال، معتقداً أن إقالته تعني توجيه نتنياهو صفعة لهذه الجهات ومحاولة ردعها.

وقال منصور في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :"مخاطر هذه الخطوة تكمن في انعكاسها على تراجع الثقة بين المستوى الأمني والسياسي والحافزية للقتال وعلى معنويات الضباط وقناعتهم أن نتنياهو لم يعد يعبر عن مصالح "إسرائيل" وأمنها بل مصالحه الشخصية".

واعتقد المختص في الشأن الصهيوني، أن إقالة جالانت في ذروة أزمة دستورية وأمنية وسياسية غير مسبوقة في "إسرائيل"، وهو يعني أن نتنياهو دخل في صراع مفتوح مع المنظومة الأمنية، وتجاهل تحذيراتها التي عبرَ عنها جالنت بشكل صريح.

ضرب أي تمرد

وبدوره اتفق الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني حسن لافي، مع سابقه بأنه بعد إقالة يؤاف جالانت لا إمكانية لتمرد داخل حزب "الليكود"، لان الجميع سيدرك أن مصيره الطرد والإقالة مهما كان وضعه.

واعتقد لافي في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن نتنياهو الذي أقال وزير الحرب في فترة تعتبر الأكثر خطورة في دولة الاحتلال من ناحية أمنية لن يقف أمامه أحد.

استبعاد أي مواجهة عسكرية

وأشار المختص في الشأن الصهيوني، أن اقالة جالانت تعني بكل تأكيد ان "اسرائيل" لن تذهب لاي مواجهة كبرى ضد اي جبهة قتالية في ظل اضطرابات داخل الجيش تكللت باقالة وزير الحرب.

ورأى لافي، أنه على المستوى السياسي فإن إقالة جالانت بداية لدخول فئة جديدة للاحتجاجات ضد الاصلاحات القضائية، وهي "اليمين العلماني" من داخل الطبقة الاشكنازية المؤسسة فعليا لليمين الجابوتنسكي، ما سيزيد فرصة ظهور حزب يميني علماني جديد ينشق عن "الليكود" على غرار تجربة جدعون ساعر وكحلون.

لا زلنا أمام اختبار صعب

وقال المختص في الشأن الصهيوني: "لن تنتهي تداعيات استقالة جالانت بتعيين مرشح جديد من داخل الليكود بالمنصب، ويكفي أن نتذكر أنه خلال أقل من أسبوع ستكون "إسرائيل" بكاملها أمام استحقاق واختبار قد يقودها لأزمة قانونية بين تشريع قانون تغيير لجنة تعيين القضاة من قبل الكنيست، وبين إمكانية إلغاء المحكمة العليا لهذا التشريع".

وتسائل لافي قائلاً: "يبقى السؤال الأهم ماذا سيكون موقف المؤسسة الأمنية والعسكرية ومع أي جهة سيصطف الجيش والأمن والشرطة ؟

اقرا المزيد: نتنياهو يُقيل وزير الحرب "جالانت" من منصبه

بدوره، رأى المختص في الشأن الصهيوني، عامر خليل، أن رئيس حكومة الاحتلال بينيامين نتنياهو يريد أن يحاصر أي معارضة داخلية وأن يحسم الصراع مع متمردي حزب "الليكود" قبل ان يندلع.

واعتقد أن قرار إقالة جالانت يعني أن نتنياهو مصمم على المضي في تشريع قانون أساس القضاء بما يسمح سيطرة ائتلافه على لجنة تعيين "قضاة المحكمة العليا" ورئيسها.

واعتبر خليل، أن نتنياهو بإقالته جالانت بدا كمن يستجيب لبن غفير الذي دعاه لذلك أمس وكان أول من هنأه بعد الإقالة وبذلك يثبت نتنياهو أنه أقرب للصهيونية الدينية وأفكارها و"لأحزاب الحريديم".

كما اعتقد المختص، أن نتنياهو بهذه الإقالة يفقد صوتا في ائتلافه الحكومي ليبقى مع ٦٣ صوتاً بإقالة جالانت، وغير واضح من سيلحق به في التصويت غدا امتناعا أو ضد قانون أساس القضاء.

كلمات دلالية