أوصت لجنة خبراء صحيين مستقلين شكلتها الحكومة الأميركية، بمنح عقار على شكل أقراص طورته شركة "ميرك" للعلاج من "فيروس كورونا"، ترخيصاً بالاستخدام الطارئ في حالات محددة ولدى الأشخاص المعرضين لأخطار صحية مرتفعة.
وصوّتت اللجنة لصالح منح هذا العقار ترخيصا ًبالاستخدام الطارئ بأغلبية 13 عضواً مقابل 10، في انقسام يعكس المخاوف التي ظهرت في الأيام الأخيرة إثر تسجيل تراجع في فعالية هذا الدواء وتزايد القلق إزاء مخاطره المحتملة.
ورأي هذه اللجنة استشاري، والقرار النهائي في الترخيص لهذا الدواء من عدمه يعود إلى وكالة الغذاء والدواء الأميركية.
وفي الواقع، فإن الترخيص باستخدام العلاج المضاد للفيروس الذي طورته ميرك ويدعى "مولنوبيرافير" ينتظره أناس كثيرون بفارغ الصبر، لأنه عبارة عن أقراص يتناولها المرء في منزله بسهولة ومن دون أن يحتاج للذهاب إلى المستشفى وذلك خلال الأيام الخمسة الأولى من ظهور أعراض كورونا عليه.
وقال ديفيد هاردي، أحد أعضاء اللجنة الذين صوتوا لصالح الترخيص لهذا الدواء إن "هذه أول فرصة تتيح علاجا عن طريق الفم"، يتناوله المريض خارج المستشفى للعلاج من الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة من المرض.
لكن العديد من الخبراء، بمن فيهم أولئك الذين صوتوا لصالح السماح باستخدام هذا العلاج، أقروا بأن القرار بهذا الشأن "صعب".
وأبدى الخبراء قلقهم خصوصا إزاء فعالية هذا الدواء في تجنيب من يتناولونه الحاجة لدخول المستشفى أو حتى الوفاة، وهي فعالية انخفضت نسبتها إلى 30% فقط بحسب ما أظهرت البيانات التي نشرت وأخذت في الحسبان إجمالي الذين شاركوا في التجارب السريرية التي أجريت على هذا العقار.
وكانت فعالية الدواء بحسب البيانات الأولية التي استندت إلى جزء فقط ممن شاركوا في الدراسة السريرية، بلغت 50%.
كذلك، فإن الخبراء يخشون من احتمال أن يؤدي هذا العلاج إلى حدوث طفرات فيروسية جديدة غير مرغوب بها، وبالتالي ظهور متحورات جديدة، وذلك نتيجة للتقنية التي استخدمتها شركة ميرك في تطوير هذا الدواء.
وقال عضو اللجنة سانكار سواميناثان، في معرض تبريره لسبب تصويته ضد الترخيص بهذا العلاج "أعتبر أن التأثير الإجمالي (للعلاج) على مجمل الذين خضعوا له متواضع في أحسن الأحوال"، معربا عن قلقه أيضا لأن البيانات المتاحة لم تحدد بالضبط "المخاطر المتعلقة بحدوث تأثيرات طفرية".
كما اعتبر عدد من الخبراء أنه ينبغي على النساء الحوامل تجنب تناول هذا العلاج، أو على الأقل تفضيل علاجات أخرى مثل الأجسام المضادة الاصطناعية عند توفرها.
وخلال التجارب التي أجريت على الحيوانات، بدا أن نسبة تشوهات الولادة الخلقية زادت لدى الحيوانات التي أعطيت هذا العلاج.