كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون اليوم سيخسرون ما يقارب عامين من حياتهم، بسبب استنشاق الهواء السام المنتشر في جميع أنحاء العالم.
ومن المعروف أن استنشاق الهواء السام يؤدي إلى إلحاق الضرر بالرئتين والقلب والدماغ، ويشكل مصدر قلق صحي خطير لملايين الأشخاص حول العالم.
وتشير الدراسة الحديثة إلى أن الأطفال المولودين في عام 2019، سيخسرون 20 شهرا من العمر في المتوسط، بسبب تلوث الهواء.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن الأطفال الأكثر فقرا في جنوب آسيا سيكونون الأكثر تضررا، مع انخفاض متوسط العمر المتوقع لهم إلى 30 شهرا.
لكن الأطفال في الدول الأكثر ثراء سيعانون من هذه العواقب أيضا، حيث من المحتمل أن يخسر الأطفال في أمريكا الشمالية نحو 20 أسبوعا من العمر.
واستنادا إلى هذه النتائج، دعت منظمة اليونيسف إلى اتخاذ إجراءات في جميع أنحاء العالم لحماية الأطفال من التلوث، الذي يأتي غالبا من حرائق الطهي وحركة المرور.
ونُشر تقرير حالة الهواء العالمي من قبل معهد الآثار الصحية ومقره الولايات المتحدة وجامعة كولومبيا البريطانية.
ويكشف التقرير أن تلوث الهواء هو السبب الرئيس الخامس للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم، وهو المسؤول عن الوفيات أكثر من الملاريا أو حوادث الطرقات أو سوء التغذية أو الكحول.
وحذر التقرير من أن تلوث الهواء لا يؤثر على جميع الناس على قدم المساواة، حيث أن سكان جنوب آسيا، في دول مثل الهند وبنغلاديش وباكستان، هم الأسوأ.
وينتج التلوث الضار للهواء من قبل الناس الذين يحرقون الخشب والفحم من أجل الطبخ أو تسخين المنزل أو إضاءته، فضلا عن الأبخرة المرورية والدخان الناتج عن المصانع.
ويحتوي الدخان والأبخرة على معادن ثقيلة وجزيئات الكربون والغازات السامة التي تضر بالأنسجة البشرية، ويمكن امتصاصها في أنسجة القلب والرئة والدماغ.
وهذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان وأمراض القلب وأمراض الرئة والتهابات ومشاكل مزمنة مثل الربو.
وقال نائب رئيس معهد الآثار الصحية، روبرت أوكيف، لصحيفة الغارديان: ''حياة الأطفال تقصر كثيرا، لقد كانت هذه النتيجة بمثابة صدمة حقا"، وتابع أنه لا توجد طريقة سحرية للقضاء على هذا التلوث، "ولكن يجب على الحكومات أن تتخذ إجراءات صارمة".