خبر القليل من المشي يحسن من الصحة

الساعة 04:02 م|21 يونيو 2015

فلسطين اليوم

ذا كنت تريد أن تقلل من خطر تعرضك للموت في سن مبكرة، حاول أن تمشي على الأقل لمدة دقيقتين في كل ساعة.

في حين أنه من المعروف للجميع تقريباً أن ممارسة التمرينات الرياضية المكثفة يمكن أن يساعد في الحصول على جسم صحي رياضي ومتناسق، فقد وجدت دراسة جديدة أنه حتى القليل من ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يفيد بشكل كبير، حيث أن المشاركين في الدراسة والذين مارسوا رياضة المشي على فترات متقطعة وصل مجموعها لـ30 دقيقة في مقابل الاستلقاء على الأريكة خلال اليوم استطاعوا أن يقللوا من نسبة تعرضهم لخطر الوفاة خلال فترة ثلاث سنوات بنسبة 33%، أما بالنسبة للمشاركين الذين كانوا يعانون من مرض الكلى المزمن، فقد تم تخفيض خطر الوفاة لديهم بنسبة تزيد عن 40%، وذلك وفقاً لنتائج الدراسة التي تم نشرها في 30 نيسان في مجلة (The American Society of Nephrology).

توصي المبادئ التوجيهية للنشاط البدني للأميركيين، وهي استكمال للمبادئ التوجيهية للنظام الغذائي المطروح من قبل الحكومة الأمريكية، بأن يقوم الأشخاص بممارسة 75 دقيقة على الأقل من النشاطات البدنية العالية الكثافة (مثل الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات)، أو 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة (مثل المشي السريع) كل أسبوع للحد من خطر السمنة والإصابة بالسكري والأمراض المزمنة الأخرى، ولكن تبعاً للدكتور (سرينيفاسان بادو)، وهو أخصائي كلى في جامعة يوتا في كلية الطب في سولت لايك سيتي والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، فقد أراد الباحثون في الدراسة الجديدة أن يعرفوا ما هو الحد الأدنى لمقدار النشاط البدني الذي يمكن للشخص أن يقوم به ويمكن أن يوفر له فوائد صحية في الوقت ذاته.

أضاف (بادو)، نحن نعلم أن الجلوس لفترات طويلة يرتبط بحدوث نتائج صحية سيئة، لذلك فإن هذه الدراسة تبحث على وجه التحديد عن مقدار كثافة النشاط البدني الذي ينبغي أن نقوم به ليحل محل النشاط الساكن، وعلى الرغم من أن مصطلح “النشاط المستقر” قد يبدو وكأنه مصطلح متناقض، إلّا أن كون الشخص ساكن يعتبر نشاط اختياري ينغمس خلاله الشخص في أنشطة بالكاد ترفع معدل إنفاق الطاقة لدى الشخص فوق معدل الأيض.

تبعاً لـ(بادو) فإن مقدار النشاط الذي من الممكن أن يحقق فوائد للجسم يبدو منخفضاً، حيث وجدت الدراسة أن الأنشطة الخفيفة الشدة، مثل المشي العادي لمدة دقيقتين قد يكون مفيداً بما يكفي، ولكن في المقابل، فقد تبين أن الأنشطة المنخفضة الشدة لدرجة كبيرة، مثل الوقوف أو الكتابة على المكتب، ليست كافية لتوفير أي فوائد صحية ذات مغزى.

بغية إجراء هذه الدراسة، قام (بادو) وزملاؤه في جامعة ولاية يوتا وجامعة كولورادو باستخدام معلومات مأخوذة من مصلحة الصحة الوطنية والمسوحات الاستقصائية الغذائية، وقد تضمنت البيانات التي تم جمعها قياسات مأخوذة من جهاز التسارع، وهو جهاز يقيس الحركة، وهذا ما مكن الباحثين من دراسة معدل نشاط أكثر من 3600 شخص بالغ من بينهم 383 بالغاً يعانون من مرض الكلى المزمن.

على مدى ثلاث سنوات، توفي 137 مشاركاً من هؤلاء نتيجة لأسباب مختلفة، وبشكل عام، فإن الأشخاص الذين كانوا يمارسون الرياضة بمعدلات أكثر كانوا أقل عرضة للموت خلال فترة الدراسة.

كان بإمكان الباحثين ملاحظة الآثار الإيجابية لممارسة الرياضة وصولاً إلى مستوى 30 دقيقة يومياً من ممارسة أي نوع من الأنشطة الخفيفة، ولكن أشار (بادو) أنه لم يستطع تمييز طبيعة أو مدة هذا النشاط الخفيف من البيانات التي تم الحصول عليها في هذه الدراسة، لكنه يظن أن الفوائد الصحية للتمارين الخفيفة يمكن أن يتم تحقيقها من خلال التحرك لبضع دقائق فقط في كل ساعة، كما أضاف أن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، والذين يميلون لأن يكونوا أقل نشاطاً خلال يومهم.

إن أحد التحليلات التي قام بها العلماء تدعم نتائج الدراسات السابقة التي تبين مخاطر الخمول، فعلى سبيل المثال، أشار اكتشاف تم نشره من قبل الباحثين في مركز أبحاث الطب الحيوي بنينجتون في باتون روج- لويزيانا في عام 2009 إلى أن طول مدة الجلوس كانت تتناسب طرداً مع زيادة خطر حدوث الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والمسبب لمعظم الوفيات الغير سرطانية.

وبالمثل، فقد وجدت دراسة تم نشرها في عام 2003 من قبل الباحثين في جامعة هارفارد في مجلة (American Medical Association JAMA) أن زيادة ساعتين في معدل مشاهدة التلفزيون يومياً يزيد من خطر الإصابة بالسمنة بنحو 25% وخطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 15%، ولكن المشي في أنحاء المنزل يخفض من هذه المخاطر.

يقول (بادو) “نحن لا نطالب أن يقوم الأشخاص بممارسة أنشطة خفيفة لمدة دقيقتين في كل ساعة، فإذا كان الشخص يقوم بالفعل بممارسة 10 دقائق من النشاط الخفيف في كل ساعة، فإن الوصول إلى 12 دقيقة في كل ساعة قد يخفض بشكل أكبر من خطر وفاته، ولكن من المهم أن لا يتم استخدام هذا النشاط العادي للوصول إلى الثلاجة لتناول وجبة خفيفة من الطعام”