يعتبر اضطراب الـ(ADHD) (اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة) من الاضطرابات العصبية الأكثر شيوعاً والتي تؤثر على ملايين الأطفال والكبار، كما أن هذه الاضطراب يظهر في كثير من الأحيان عند الذكور أكثر مما يظهر لدى الإناث، ويتميز الشخص الذي يعاني منه بنقص انتباهه وفرط حركته ونشاطه واندفاعه، حيث يعاني المريض من صعوبة في التركيز والغوص المتكرر في أحلام اليقظة والصعوبة في إتباع التعليمات ونسيان الأشياء بسهولة ومن مشاكل في تنظيم المهام أو الأنشطة، كما يمكن تشتيت انتباهه بسهولة، ويصعب عليه البقاء في وضعية الجلوس لفترة طويلة، وينفذ صبره ويصاب بالملل بسهولة ويفرط في الكلام، وعلى الرغم من أن الأعراض تصبح أقل أحياناً مع التقدم في السن، إلّا أن بعض الأشخاص لا يتخلصون أبداً من أعراض اضطراب الـ(ADHD).
في حين أن المسبب الرئيسي لحالة الـ(ADHD) ليست واضحة تماماً بعد، إلّا أنه قد تم التعرف على بعض العوامل التي يمكن أن تساهم في تطوير هذا المرض، حيث تبين أن الوراثة والعوامل البيئية وبعض المشاكل التي قد تصيب الجهاز العصبي المركزي هي من العوامل الأساسية المساهمة في تطور هذا النوع من الاضطرابات، كما ويعتبر التعرض للسموم البيئية واستخدام الأدوية المخدرة والكحول والتدخين من قبل الأم أثناء فترة الحمل بالإضافة إلى تعرض الأم للسموم البيئية والولادة المبكرة من العوامل الخطيرة الأخرى أيضاً.
قد يكون التشخيص الصحيح أمراً ضرورياً قبل البدء بأي علاج، وعلى الرغم من أن الطريقة الأكثر فعالية للسيطرة على هذه الحالة هي مع الأدوية، إلّا أنه وفي ذات الوقت يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة واستخدام العلاجات المنزلية أن تساعد في التخفيف من الأعراض وتساهم في تحسن الحالة.
فيما يلي أهم 10 طرق لعلاج اضطراب الـ(ADHD) بشكل طبيعي.
وفقاً لدراسة تم إجراؤها في عام 2012 ونشرت في مجلة (Neurotoxicity Research)، فإن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة وخاصة في الأماكن المفتوحة الخضراء يمكن أن يساهم في تعزيز وظائف الدماغ عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الـ(ADHD).
لذلك:
تماماً مثل ممارسة التمارين الرياضية، يمكن لممارسة اليوغا والتاي تشي أن تفيد أيضاً الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الـ(ADHD)، حيث أن وضعيات الجسم وتمارين التنفس وتقنيات الاسترخاء العميق المستخدمة في اليوغا تساعد على تهدئة وتقوية الجهاز العصبي المركزي، وهذا يساعد الأطفال على الاسترخاء وتعلم الانضباط، مما يساعد بدوره على التحكم بأعراض الـ(ADHD).
وبشكل مماثل يمكن للتاي تشي أن يساعد على تحسين أعراض الـ(ADHD)، فتبعاً لدراسة أجريت في عام 2000 ونشرت في مجلة (Bodywork and Movement Therapies)، فإن الأطفال الذين كانوا يمارسون التاي تشي مرتين في الأسبوع كانوا أقل عرضة للقلق، وأظهروا تحسناً في السلوك، ومقدار أقل في الاستغراق في أحلام اليقظة، وفرط نشاط أقل من غيرهم.
يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في التخفيف من أعراض اضطراب الـ(ADHD)، حيث أن كلاً من الجسم والدماغ يتطلبان أنواعاً مختلفة من المواد الغذائية ليتمكنا من العمل بشكل صحيح، فمن خلال إتباع نظام غذائي متوازن، يمكنك تحسين الذاكرة وشحذ ردود الفعل والتمتع بمقدار أكبر من الانتباه.
لذلك:
يعتبر زيت السمك مفيداً جداً للمساعدة في الحد من أعراض الـ(ADHD) لدى الأطفال والبالغين، حيث يعتقد الخبراء أن نقص بعض الأحماض الدهنية غير المشبعة يمكن أن يساهم في حدوث الاضطرابات العصبية التنموية والنفسية مثل اضطراب الـ(ADHD) واضطراب عسر القراءة، وبالتالي فإن تناول ملحقات زيت السمك التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية (EPA) وأحماض أوميغا 6 الدهنية (DHA) يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض، وعلاوة على ذلك فإن مكملات زيت السمك تساعد على تحسين الذاكرة والتركيز.
إن التدليك يساعد على جعل أي شخص يشعر بالاسترخاء، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الـ(ADHD)، وتبعاً لدراسة أجريت في عام 2003 ونشرت في مجلة (Adolescence)، فإن التدليك لمدة 20 دقيقة مرتين في الأسبوع يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المزاج والسلوك، وعلاوة على ذلك فإن التدليك المنتظم يساعد على زيادة مستويات هرمون السيروتونين، وهذا بدوره يساعد على ارتفاع مستويات هرمون الدوبامين.
لإجراء جلسة تدليك لطفلك اتبع ما يلي:
يعتبر البابونج من بين الأعشاب الأكثر استخداما لعلاج اضطراب الـ(ADHD)، حيث أن خصائصه المهدئة تساعد على تنظيم المزاج والانتباه، وهذا بدوره يقلل من فرط النشاط.
لتحضير منقوع البابونج:
يستخدم الجينسنغ الأحمر الكوري كبديل للأدوية باعتباره مادة محسنة للذاكرة، وهذه القدرة قد تكون مفيدة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الـ(ADHD)، فتبعاً لدراسة أجريت في عام 2011 ونشرت في مجلة (Ginseng Research)، فإن استخدام الجينسنغ الأحمر الكوري ساعد الأشخاص الذين يعانون من لـ(ADHD) على تحسين حالة عدم الانتباه لديهم، ولكن مع ذلك فمازال هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال.
يعتبر الشوفان الأخضر، والمعروف أيضاً باسم (أفينا ساتيفا) أو الشوفان البري، من علاجات الأعشاب الفعالة لـ(ADHD)، حيث يعمل الشوفان الأخضر بمثابة غذاء منشط للدماغ وله تأثير مهدئ على الجهاز العصبي، وقد أظهرت الدراسات أيضاً أن الشوفان الأخضر يعزز من مستوى التركيز والانتباه.
يعتبر نبات الجنكو من الأعشاب الشعبية التي تستخدم لمعالجة الـ(ADHD)، حيث أنه يساعد على تحسين التركيز والذاكرة والإدراك والفهم، كما أنه يحمي الدماغ من السموم، وتبعاً لدراسة أجريت في عام 2001 ونشرت في مجلة (Psychiatry and Neuroscience)، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الـ(ADHD) والذين يتناولون مزيجاً من الجينسنغ الآسيوي والجينسنغ الأمريكي ونبات الجنكو، أظهروا تحسناً ملحوظاً في السلوك الاجتماعي وفرط النشاط.
في الأيورفيدا – وهي منظومة من تعاليم الطب التقليدي التي نشأت في شبه القارة الهندية – يتم استخدام نبات البراهمي لعلاج اضطرابات الـ(ADHD)، ويعرف هذا النبات أيضاً باسم باكوبا، حيث أنه يعمل بمثابة منشط للدماغ ويساعد على تحسين الذاكرة ويقلل من الاكتئاب والقلق، كما أنه يحمي الدماغ من ضرر الجذور الحرة، وكذلك يحفز وظيفة الإدراك.