خبر نحو عالم بدون سمنة

الساعة 08:08 م|23 مارس 2015

فلسطين اليوم

يزداد يوميا عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن بشكل كبير حول العالم، ونتيجة لذلك تزداد معدلات تعرضهم للأزمات القلبية والسكتة الدماغية ومرض السكر وحتى مرض الزهايمر.

 لذلك يحلم الكثيرون بوسائل أكثر فعالية لفقدان الوزن.

مؤخرا استطاع فريق دولي من الباحثين بقيادة البروفيسور ألكسندر فايفر من مستشفى جامعة بون، الاقتراب خطوة جديدة في رحلة البحث عن العلاج.

نتائج البحث الجديد والتي نشرت في دورية نيتشر للعلوم، توصلت إلى أن مجموعة الباحثين استطاعت اكتشاف طريقة جديدة لتحفيز الدهون البنية وبالتالي حرق الطاقة المكتسبة من الغذاء.

يقول فايفر العالم بمعهد الصيدلة وعلوم السميات في مستشفى جامعة بون “فليست كل الدهون متساوية فالبشر لديهم نوعين من الدهون، الدهون البيضاء غير المرغوبة والتي تمثل مشكلة، والدهون البنية والتي تعمل مثل أداة تسخين مرغوبة، فتقوم بتحويل الطاقة الزائدة إلى حرارة.

وبالتالي اذا أصبحنا قادرين على تحفيز خلايا الدهون البنية أو استطعنا تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا بنية عندها سنكون قادرين بكل بساطة على اذابة الدهون الزائدة بفعالية.

مجموعة البروفيسور فايفر وبالتعاون مع فريق دولي من السويد والدنمارك وفنلندا، وكذلك مركز هيلمهولتز درسدن روسيندورف وجامعة دولسدورف، توصلوا إلى اكتشاف جزئ اشارة جديد قادر على تفعيل الخلايا الدهنية البنية: جزئ الأدينوزين.

والأدينوزين عادة ما يطلقه الجسم أثناء التوتر أو الاجهاد، وتعمل مستقبلات الأدينوزين A2A على نقل اشاراته.

الأدينوزين وتنشيط الأنسجة الدهنية البنية

يقول الدكتور تورستن ناد، الباحث في فريق فايفر العلمي، بأنه في حالة ربط الأدينوزين في مستقبلات الخلايا البنية، فإن هذا حتما سيؤدى إلى تحفيز حرق الدهون بشكل ملحوظ.

وكان قد تم عمل بعض الدراسات المعملية في السابق على الفئران وحيوانات الهامستر حول امكانية تنشيط الأدينوزين للدهون البنية، الا أن تلك الدراسات أظهرت أن الأدينوزين لا يقوم بتنشيط تلك الخلايا وإنما يزيد من تكتلها فقط.

النتائج التي لم تضلل من الباحثين في جامعة بون، وقاموا باستخدام الأدينوزين على خلايا بشرية دهنية بنية تم استئصالها خلال جراحة لتظهر النتائج بشكل مفاجئ، أن الفئران تتفاعل بشكل مختلف عن البشر في هذا الصدد على الرغم من أن الدهون البنية في الفئران والبشر تتشابه بشكل كبير.

تحويل خلايا الدهون البيضاء إلى مثيلاتها من الخلايا البنية

فبالإضافة للاكتشاف الجديد قام الفريق أيضا بتجربة امكانية استخدام الأدينوزين لتحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا بنية، العملية التي أطلقوا عليها Browning .

في الالة الطبيعية لا نستطيع في حالة الدهون البيضاء استخدام الأدينوزين لحرق الدهون الزائدة، ذلك لأنها ببساطة تفتقر وجود مستقبلات A2A، لهذا السبب قام العلماء بنقل مستقبلات ال A2A من الخلايا البنية إلى خلايا الدهون البيضاء في الفئران.

عندها قامت تلك الخلايا الجديدة بالتحول إلى خلايا بنية وبدأت في عملية حرق الطاقة هي الأخرى.

على الرغم من ذلك فإن الجزم بنجاح تلك الطريقة تماما والبدء في عمل تجارب سريرية، ما يزال أمرا بعيد المنال إلا أن هذا الاكتشاف بالتأكيد سيفتح فصلا جديدا في محاربة السمنة والقضاء على الوزن الزائد في الجسم.