خبر جوجل تصنع حبوباً للكشف عن السرطان والنوبات القلبية

الساعة 08:19 م|21 مارس 2015

فلسطين اليوم

تعمل جوجل على إنتاج حبوب متناهية الصغر يمكنها اكتشاف الإصابة بمرض السرطان والنوبات القلبية والعديد من الأمراض الأخرى قبل أن تشكل هذه الأمراض تهديداً للحياة، حيث تحتوي هذه الحبوب على جزيئات نانوية مغناطيسية أصغر بحوالي 10.000 مرة من عرض شعرة الإنسان، هذه الجزيئات الصغيرة مزودة بأجسام مضادة وبروتينات لتكشف عن وجود “علامات بيولوجية” داخل الجسم تشير إلى وجود أمراض مثل السرطان أو نوبة قلبية وشيكة.

بحسب (أندرو كونراد)، وهو رئيس قسم علوم الحياة في مشروع Moonshot ضمن مختبر X التابع لجوجل، فإن هذه الحبة التي تحتوي على الجسيمات النانوية، والمزودة بالأجسام المضادة التي تكشف عن وجود جزيئات أخرى معينة، تقوم بالسير خلال الجسم، ولكون الجزيئات التي توجد في هذه الحبوب هي في الأساس جزيئات مغناطيسية، فإنها تنجذب إلى أي مكان في الجسم، وتقوم باكتشاف الأمراض التي صادفتها في طريقها، وتعمل على إرسال معلومات عنها إلى جهاز استقبال خارجي.

لقراءة المعلومات التي تحملها هذه الجزيئات النانوية، يجب أولاً استدراجها إلى مكان ما بواسطة مغناطيس يمكن وضعه على المعصم مثلاً ومن ثم سيقوم جهاز يتم ارتدائه كالساعة الذكية مثلاً بقراءة المعلومات التي اكتشفتها الجزيئات في رحلتها خلال مجرى الدم، حيث يمكن معرفة إذا ما كانت هذه الجزيئات قد صادفت خلايا سرطانية، أو معرفة ما إذا كانت قد تفاعلت مع لويحة هشّة مما يشير إلى قرب حدوث نوبة قلبية، أو كشفت عن وجود مستويات مرتفعة من الصوديوم في الدم.

يوضح (كونراد) أن هذه التقنية ستكون بمثابة إرسال آلاف الأطباء لزيارة سكان أحد المدن الكبيرة والاطمئنان على صحة كل شخص منهم، بينما تشبه تقنيات الطب الحالية جعل طبيب واحد يطير فوق المدينة في مروحية وهو يحاول معرفة ما الذي يسبب الأمراض لكل شخص.

يعتبر هذا النظام الذي يعرف باسم “منصة الجسيمات النانوية” أحدث مشروع لجوجل في سوق الصحة، وهو بمثابة تحرك للابتعاد عن الطب التقليدي الذي يعالج الأمراض بعد أن تصبح أعراضها واضحة، واقتراب من الطب الوقائي، الذي يلاحظ وجود علامات للمرض قبل ظهور الأعراض، ويعالج المرض قبل أن يتحول ليصبح مشكلة حقيقية.

بما أن هذا النوع من الطب الاستباقي يتطلب وجود وسائل جديدة لمراقبة صحة الأفراد بحيث يمكن ملاحظة أي تغيّر في الجسم مهما كان صغيراً، فقد قامت جوجل بكشف النقاب عن دراسة صحة جديدة تدعى “Baseline” في شهر تموز الماضي كجزء من الجهود المبذولة في هذا المجال، وهذا المشروع هو من المشاريع الأخرى التي يتم تطويرها في مختبرات X التابعة لجوجل، ويقوم عليه فريق يتألف من حوالي 100 عالماً، بمن فيهم (كونراد).

الجدير بالذكر أن هذا العمل لا يزال في مراحله مبكرة جداً، فحتى الآن لم تكتشف جوجل عدد الجزيئات اللازمة لجعل هذا النظام فعال بما يكفي للكشف عن مختلف الأمراض، كما لم يتم بعد تطوير غلاف الجسيمات الذي سيساعدها على الارتباط بالخلايا للكشف عن الأمراض، إلّا أن جوجل قامت بالكشف عن هذه التقنية للبحث عن شركاء يُساهمون في تمويل الأبحاث.

تعتبر تكنولوجيا النانو مجالاً جديداً في العلوم الطبية، حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تساعد على مكافحة العديد من الأمراض بما فيها السرطان، ولكن قد تشكل هذه الجسيمات أيضاً خطراً على صحة الأفراد والبيئة إذا لم يتم التحكم بها بعناية، فقد تتراكم وتسبب عواقب غير مقصودة في أماكن غير متوقعة داخل الجسم والبيئة، وعلى الرغم من أن مثل هذه التطبيقات الطبية التي تخص التكنولوجيا التشخيصية الجديدة يتم تنظيمها بدرجة عالية من الدقة، إلّا أن جوجل قد تواجه تحديات صعبة في إثبات سلامة وفعالية هذه المنصات النانوية، ومن المرجح أن تستغرق جوجل أكثر من خمس سنوات قبل أن تستطيع نقل هذه التقنية إلى المرحلة التالية.

الجدير بالذكر أنه قد تم سابقاً ترخيص أحد مشاريع جوجل الصادرة عن مختبرات X من قبل شركة نوفارتيس السويسرية للأدوية ليتم تطوير هذا المشروع إلى التطبيق العملي الطبي، وهذا المشروع كان عبارة عن عدسات لاصقة “ذكية” تقوم بقياس مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري.