خبر « اختبار يمكنه التنبؤ باحتمالية موت المريض »

الساعة 07:54 م|14 مارس 2015

فلسطين اليوم

قام الأطباء بتطوير اختبار يساعد في معرفة ما إذا كان المرضى المسنين سيموتون في غضون 30 يوماً من نقلهم إلى المستشفى، وهذا قد يمنحهم الفرصة للعودة إلى ديارهم أو توديع أحبائهم، وبحسب خبراء الصحة فإن هذا الاختبار سيحد من نفقات تطبيب هؤلاء المرضى بعلاجات طبية غير مجدية ومكلفة والتي لن تؤدي سوى لإطالة مدة معاناة المرضى الميؤوس منهم.

يتضمن هذا الاختبار فحصاً لـ 29 مؤشراً صحياً، بما في ذلك السن، والوهن، والمرض، والضعف العقلي، وعدد المرات التي تم فيها إدخال المريض إلى المستشفى في حالة طارئة ومعدل ضربات القلب، وبهذا يمكن لهذه الاختبارات أن تتوقع نسبياً إمكانية حدوث الوفاة في غضون شهر واحد أو 12 أسبوع.

يشير الباحثون إلى أن الهدف من هذا الفحص هو توفير الرعاية البديلة المناسبة لحالة المرضى الذين قد يكونون على حافة الموت، إضافةً إلى التقليل من خطر المعاناة من العلاجات الطبية الجائرة الغير فعالة، كما وتضيف المؤلفة الرئيسية للبحث الدكتورة (ماغنوليا كاردونا- مورل)، وهي باحثة في جامعة نيو ساوث ويلز، أن تأخير الموت الذي لا مفر منه يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية التي لا يمكن تحملها، بالإضافة إلى تعريض المريض لتدخلات طبية جائرة ومكلفة، قد لا تعالج المرضى، كما لا تؤدي إلى تحسين صحتهم، وهذا قد يسبب الصدمة لذوي المريض، والإحباط للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

تقوم لجنة صحية مختارة حالياً بدراسة نظام الرعاية الملطفة عند اقتراب نهاية الحياة في أعقاب الجدل الذي دار حول طريقة ليفربول للرعاية التلطيفية– وهي طريقة تم وضعها من قبل مستشفى الجمعية الملكية في ليفربول في أواخر القرن العشرين تغطي خيارات الرعاية الملطفة بالنسبة للمرضى في ساعاتهم أو أيامهم الأخيرة- ولكن الاختبار الجديد يهدف في أساسه إلى إيجاد “نقطة الانطلاق” من أجل إجراء محادثات صادقة مع المرضى وذويهم حول الاعتراف بأن الموت هو جزء من دورة الحياة.

قام الباحثون بالنظر إلى 112 دراسة من الدراسات التي كان قد تم مراجعتها سابقاً لمعرفة أي من الاختبارات والأسئلة كانت الأفضل للتنبؤ بالموت، ويشير الباحثون إلى أن هذه الاختبارات يمكن أن تساعد الأطباء والممرضين الذين غالباً ما يكونون تحت ضغط كبير من أفراد أسر المرضى والمجتمع لإطالة حياة المرضى بأي ثمن.

تشير الدكتورة (كاردونا- مورل) إلى أنه على الرغم من أن هناك تقبل لسياسة تخفيض الجرعات العلاجية للمرضى الميؤوس من شفائهم، إلّا أن هناك أيضاً ضغوطاً اجتماعية كامنة لمواصلة إعطاء الدواء والاستفادة من التقدم التكنولوجي لإطالة الحياة حتى في الحالات الغير مجدية، لذلك فإن تدريب الممرضين والممرضات والأطباء على استخدام أداة الفحص هذه وتوفير المعلومات اللازمة للمرضى وأسرهم حول حتمية الموت وعدم وجود فائدة من إجراء المزيد من العلاج المكثف قد يكون له أهمية كبيرة.

إن القدرة على التحديد الأشخاص الذين يكونون على مقربة من نهاية حياتهم من بين الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفى يجب أن يساعد على ضمان تلقيهم لرعاية عالية الجودة وملائمة لاحتياجاتهم، ولكن مع ذلك، فمن الناحية العملية، فإن الحصول على خدمات جيدة في مجال رعاية الأشخاص الذين يكونون قريبين من موتهم يبقى مرتبط بكل حالة على حدة ، كما أن المناقشات مع كبار السن وذويهم حول هذه الموضوعات الصعبة لا يتم التعامل معها دائماً بطريقة جيدة، لذلك فإلى جانب تحسين التحليل والفرز بين احتياجات الأشخاص المختلفة، فإن تدريب الطاقم الطبي على إجراء الأحاديث بطريقة متعاطفة مع كبار السن وذويهم حول نهاية الحياة سيكون أمراً واجباً أيضاً، وبالإضافة إلى ما تقدم فإن هذه الاختبار يعطي الحرية للمرضى لاختيار المكان المفضل لهم للموت، حيث يساعد المرضى المسنين الميؤوس من شفائهم عن طريق السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.