خبر كيف تمكنت ليلى زوجة بن علي من نهب الذهب وامتلاك يخت وشقق ؟

الساعة 07:55 ص|25 يناير 2011

كيف تمكنت ليلى زوجة بن علي من نهب الذهب وامتلاك يخت وشقق ؟

فلسطين اليوم-وكالات

نشرت صحيفة "صنداي تايمز" الاحد تحيقاً موسعاً من تونس كتبته الصحافية ماري كولفين ركزت فيه على افعال ليلي طرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وما قامت به من اعمال نهب من ثروات البلاد. وكتبت كولفين: "لم يكن قد ضرب موعد لزوجة الرئيس، ولكن ما كان احد ليستطيع ان يوقف ليلى بن علي عندما اندفعت الى مكتب حاكم مصرف تونس المركزي وطلبت إعطاءها طناً ونصف طن من الذهب.

وقال عز الدين سعيداني، وهو مؤسس مصرف آخر: "حاول الحاكم ان يقاوم، لكن ليلى سحبت هاتفها الجوال واتصلت بزوجها".

وقال سعيداني ان حاكم تونس الدكتاتور زين العابدين بن علي (74 عاماً) "فوجيء بالمكالمة ولكنه اذن بسحب الذهب".

ومع ان مصرف تونس المركزي نفى ان يكون أي ذهب قد سحب منه، فان سعيداني الذي له اتصالات ممتازة في المصرف المركزي يصر على ان الذهب قد سحب. وتقدر قيمة الذهب الذي اخذ بـ35 مليون جنيه- وليس هذا كل ما اختفى.

وقال سمير عون الله، رئيس لجنة المتاحف التونسية ان ليلى، خلال وجود زوجها في السلطة، اخذت قطع سيراميك ورسوماً جصية من متاحف البلاد لتزين فيللاتها.

وبعد السرعة المذهلة التي سقط بها نظام بن علي قبل عشرة ايام اخذت تبرز صورة عن تجاوزات زوجته ليلى (53 عاماً) وافراد عائلتها، طرابلسي، الذين دبرت تعيينهم في مناصب مربحة.

 

وعلى سبيل المثال، عين بلحسن طرابلسي، شقيق ليلي، عضواً في مجلس ادارة مصرف تونس وله اسهم في شركات سياحية، وفنادق، ومبان بين اشياء اخرى.

اما ممتلكات ليلى فإنها مخفية أكثر، ولكن أحد المباني التي تملكتها مباشرة في منتجع الحمامات الساحلي بدا لامعاً امس تحت اشعة الشمس، وهو عبارة عن مسكن فخم ابيض الطلاء يطل على اليخوت الصاعدة والهابطة في مياه البحر على مقربة.

وقد احتفظت ليلى في الحمامات بيختها الذي يقدر ثمنه بملايين الجنيهات وهو مجهز بتجهيزات فخمة ومطبخ واسع يقوم الطهاة فيه بأعداد الطعام للضيوف خلال زياراتها النادرة. ولم تستعمله الا نحو اسبوعين في السنة. لكن ليلى لن تزوره ثانية، فقد قام الجيش بمصادرة اليخت.

اما مصير موجوداتها الاخرى فغير معروف. وقد اضافت ليلى الى الممتلكات الكبيرة للعائلة في باريس حيث تملك شققاً عدة، منزلاً في ايلول (سبتمبر) بإسم ابنها محمد (6 سنوات) في شارع فوش في وسط المدينة.

ويعتقد ان زوج ابنتها محمد صخر المطيري انفق ثلاثين مليون جنيه على شراء قصر في منطقة ماريه الباريسية. ويدعو هذا للتساؤل عما اذا كانوا يستعدون للتقاعد في فرنسا.

فإذا كان الامر كذلك، فانهم اصيبوا بخيبة أمل. اذ انهم وقد أغضبهم حادث انتحار شاب أشعل النار في نفسه لما انتابه من يأس بسبب الفقر، خرجوا للتظاهر في الشوارع، واجبروا العائلة الحاكمة على الفرار، وتدافعوا الان نحو مساكن تلك العائلة واماكن اعمالها التجارية.

وفي الاسبوع الماضي تجولت العائلات الفقيرة في اطلال قصر ابيض اخر تتصاعد منه السنة الحريق، وتحلقوا حول حوض سباحة طوله 25 مترا ومطل على البحر. وشهدوا بأم عينيهم نوع الحياة التي حُرموا منها جميعا.

 

ومع صدور تعليمات حكومية للمصارف الاجنبية للحجز على جميع ممتلكات بن علي والطرابلسي، لم يتمالك ضابط في الجيش كان يحرس قصرا جمهوريا قيل انه كان باسم ليلى ان انفعل عندما ورد اسمها.

وقال: "هذا من ممتلكات الدولة. ولو انه كان ملكا لليلى، لما وقفت حارسا عليه. ولن أمنع ايا كان من ان يفعل ما يشاء".

واعلنت الحكومة انه القي القبض على 33 من اقارب ليلى، الذين يطلق عليهم التونسيون ببساطة لقب "العائلة"، بتهمة "ارتكاب جرائم ضد تونس".

وعرض جزء من ممتلكاتهم على تلفزيون الدولة، الذي قال انها "سرقت من ابناء الشعب التونسي". واشتملت على مئات من المجوهرات المرصعة بالماس: من بينها خواتم واقراط وقلادات.

وكانت العائلة الحاكمة تقوم برحلات بطائرات نفاثة خاصة للتسوق في دبي، ولقضاء العطل في سان تروبيز، والتزلج في فصل الشتاء. ويضم ملف ممتلكاتها قصورا في الريفييرا، وشاليه في كورشيفيل، منتجع التزلج الفرنسي، وبناية للشقق السكنية في موناكو.

ولكن كيف تمكنت ليلى، التي عملت مصففة للشعر وتزوجت مرتين، وهي واحدة من 11 من ابناء سعيدة ومحمد الطرابلسي، من ان تنافس اميلدا ماركوس في الجشع؟ وكيف امكنها ان تعزل زوجها، وهو رئيس للبلاد، وتستولي على اموال كثيرة من البلاد التي انتفض فيها الفقراء في نهاية الامر؟

ولدت ليلى في تموز (يوليو) 1957، وكانت الفتاة الوحيدة بين اشقائها. تزوجت من شاب انجبت منه طفلا قبل ان تلتقي بن علي الذي كان يكبرها بـ21 اما، وكان انذاك في منصب وزير الداخلية. وقال الذين يعرفونها في الحي الفقير من مدينة تونس حيث نمت وترعرعت انها لم تكن تبدي اهتماما بالدراسة. وبدلا من ذلك فانها اتجهت الى اكاديمية تصفيف الشعر وحصلت على وظيف في احد صالونات الحلاقة.

 

بعد ذلك عملت في احدى وكالات السياحة والسفر، وكانت تملك سيارة "رينو" صغيرة، ورقصت في حفلات اقيمت على الشاطئ، واطلق عليها اسم "ليلى جن" نظرا لولعها بهذا المشروب الكحولي.

وقيل انها كذبت على بن علي بالقول انها حامل بصبي كان يتوق اليه، بغرض اقناعه بالزواج منها في العام 1992. وفي واقع الامر فانها انجبت طفلتين قبل الصبي.

وفي السنوات اللاحقة، كان الجشع يملأ نفوس عائلة طرابلسي في نهب ممتلكات الدولة، وبحلول العام 2002 دعا بن علي العائلة لاجتماع، ونٌسب اليه قوله لهم "اذا كنتم تريدون المال، فليتسم عملكم بالكتمان".

اشترى بلحسن، شقيق ليلى، ارضا زراعية، وباستخدام نفوذ شقيقته امكنه تحويل صفتها الى "ارض تصلح للبناء"، وباعها محققاً منها ارباحا طائلة. وتقدر ثروته الشخصية حاليا بمبلغ 200 مليون جنيه استرليني. ومن المعتقد انه تمكن من الفرار من البلاد.