خبر دراسة صهيونية:صواريخ مقاومة غزة تحولت لتهديد استراتيجي يصعب التخلص منه

الساعة 07:24 ص|18 يناير 2011

دراسة صهيونية:صواريخ مقاومة غزة تحولت لتهديد استراتيجي يصعب التخلص منه

فلسطين اليوم-وكالات

في احدث دراسة أصدرها مركز الأبحاث التابع لجامعة بار ايلان، في تل ابيب، جاء انّ إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب دولة الاحتلال، والذي بدأ في العام 2001 تحول بعد مرور عقد من الزمن من مجرد إزعاج هامشي على خلفية أحداث انتفاضة القدس والأقصى، لا يهتم به صنّاع القرار في "تل أبيب"، الى خطر استراتيجي داهم وحقيقي، لا يمكن التنبؤ حاليا في كيفية تمكن دولة الاحتلال من التعامل معه، او التخلص منه نهائيا.

 

ولفت معد الدراسة، البروفسور افرييم عنبار الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة بار ايلان، ومدير مركز بيغن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية، الى انّه خلال عملية الرصاص المصبوب في شتاء العام 2009 أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب "إسرائيل"، على الرغم من القصف الصهيوني المكثف، وهذا الامر، برأيه، لا يُبشّر خيرا.

كما أشار الى انّ حرب الاستنزاف بين الاحتلال والمقاومة تحوّلت الى حرب استنزاف حقيقية بين الاحتلال وبين سلطة حماس السياسية، بعد ان سيطرت الحركة على مقاليد الحكم في القطاع في تموز (يوليو) من العام 2007، مؤكداً على انّه بعد عملية الرصاص المصبوب باتت المقاومة تطلق الصواريخ بكمية قليلة، وفي المقابل يرد الاحتلال بعمليات عسكرية محدودة، الأمر الذي يؤكد وجود ميزان رعب بين الطرفين.

وقال انّه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2009 قامت المقاومة بإجراء أول تجربة لصاروخ مطور يصيب قلب تل أبيب، مفترضا انّه في حال تجدد القتال فانّ المقاومة لن تتورع عن استخدام الترسانة العسكرية التي تمتلكها وتقصف مركز دولة الاحتلال بالصواريخ التي تصل برأيه الى منطقة غوش دان، بما في ذلك تل أبيب والى مطار بن غوريون الدولي، وأيضا قواعد جيش الاحتلال في الجنوب، مشيرا الى انّ المقاومة تستغل بشكل لافت للغاية ما يسمى بالتهدئة لمواصلة تسلحها ومواصلة تدريب عناصرها استعدادا للمواجهة القادمة.

 

ورأى البروفسور عنباري انّ العمليات العسكرية المحدودة التي قام بها جيش الاحتلال لم تعد بأي نتائج تذكر، وانّ الهدف من ذلك كان تحسين قوة الردع الصهيونية فقط، وزاد انّ رد الفعل "الاسرائيلي" المحدود على الاستفزازات التي قامت يبها حركة حماس منذ مطلع العام 2001 وحتى عملية الرصاص المسبوك تمّ تفسيره في الجانب الاخر على انّه ضعف صهيوني من ناحية، ولكن الأهم من ذلك، بحسب الدراسة، هو انّ  المقاومة رأت في الرد الإسرائيلي المحدود تعبيراً عن خوف القيادة من المواجهة الكبرى لانّ الاحتلال فقد قدرته ورغبته على الدخول في معارك طولية.

كما أشار الباحث الصهيوني الى انّ حكومة الاحتلال لم تقم بتجهيز الجنوب بآليات دفاعية، وفقط بعد التدخلات السياسية والمحكمة العليا الصهيونية وافقت الحكومة على بناء غرف محصنة في المستوطنات الجنوبية.

ولكن بموازاة ذلك، اكد الباحث، على انّه حتى الآن، لم يُحدد جيش الاحتلالخطته في كيفية الدفاع عن المواطنين، لافتاً الى انّ قضية القبة الحديدية ما زالت تراوح مكانها. كما تطرقت الدراسة الى سلم الاولويات لدى حكومة الاحتلال، اذ انّها اثبتت مرة تلو الاخرى انّ القصف الصاروخي على جنوب دولة الاحتلال ليس خطيرا، وبالتالي رفضت جميع الحكومات تخصيص الميزانيات لحماية "الاسرائيليين" في الجنوب، لانّها لم ترغب في تغيير سلم الأولويات بالنسبة لتوزيع ميزانية الامن.

مضافاً الى ما ذُكر، قالت الدراسة أيضا، انّ قضية الصواريخ باتت تشكل عبئاً على دولة الاحتلال منذ العام 2004، وهو العام الذي تمّ فيه اخماد انتفاضة القدس والأقصى، وهي التي سببت إضرارا كبيرةً للاحتلال، وفي مقدمتها فقدان الأمن الشخصي والجماعي، ودخول الاحتلال في ازمة اقتصادية خانقة، الامر الذي دفع الحكومة الى انتهاج خطة تقشف اقتصادي نجحت، ولكن على حساب عدم تخصيص الميزانيات للسكان "الإسرائيليين" في الجنوب للدفاع عن أنفسهم في حرب الاستنزاف المقاومة.

فتوقع الباحث عنباري انّ حرب الاستنزاف التي تميز اليوم الجبهة الجنوبية فقط ستتحول قريبا الى حرب استنزاف تشمل دولة الاحتلال برمتها، وذلك على خلفية تعاظم قوة المقاومة وحزب الله وسورية، وعليه فانّ النموذج الصهيوني السابق للتعامل مع حرب الاستنزاف، ايْ التضحية بالجزء الذي يتعرض لأعمال عدوانية، لن يستمر لانّ جميع مناطق الدولة سيتم استنزافها، وبالتالي فانّه يتحتم على المجتمع الاسرائيلي، اذا اراد مواصلة العيش هنا، انْ يُغيّر سلم اولوياته ويتحمل بمجمله نتائج حرب الاستنزاف الجيدة التي ستُفرض عليه.

وخلص البروفسور عنباري الى القول انّ التكتل الاجتماعي وتقاسم الهم داخل روافد المجتمع الاحتلالي ليس كافياً لمواجهة حرب الاستنزاف القادمة، انّما السؤال الذي سيبقى مفتوحاً: هل المجتمع "الإسرائيلي" على استعداد للتضحية من اجل منح الجيش القيام بالعمليات العسكرية لمدة طويلة، على حد تعبيره.