خبر السيد نصر الله: أي حكومة تتآمر على المقاومة لن نسكت عنها

الساعة 08:08 م|16 يناير 2011

السيد نصر الله: أي حكومة تتآمر على المقاومة لن نسكت عنها

فلسطين اليوم- بيروت

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أنه منذ البداية كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المسعى العربي حول الوضع في لبنان "وهم تركوا هذا المسعى يسير لفترة من الزمن كانوا فيها يراهنون ان الـ"س. س" لن يتوصلا لاتفاق لان الموضوع معقد وصعب وبالتالي ليسوا محتاجين للتدخل والتعطيل لكن حين رأوا ان الامور متقدمة بشكل كبير وان هناك اجواء ايجابية تدخلوا بقوة وبشكل حاسم وابلغوا ان هذا الامر لا يمكن ان يستمر وعليه ان يتوقف ولذلك توقف بهذا الشكل المفاجئ".

وكشف أنه "تم إبلاغنا أن المسعى توقف فجأة دون أي إنذار وتبلغنا انه سيتم استعجال صدور القرار الظني والاتهامي وتشاورنا مع قوى المعارضة التي لديها وزراء في الحكومة واجمعنا انه بات من الواجب ان نقدم استقالتنا من هذه الحكومة وبالتالي اسقاط هذه الحكومة".

وأوضح في هذا الإطار أن "تصريحات الاميركيين والاسرائيليين التي سبقت المساعي ولحقت انهاء المساعي والرهانات الاميركية والاسرائيلية على تداعيات القرار الظني كلام واضح ومعلن"، متسائلاً: "هل يمكن للاميركيين والاسرائيليين ان يسمحوا للمسعى بالنجاح ليعطل عليهم كل هذه الآمال؟".

ورأى سماحته في حديث متلفز، أنه "لا شك ان هناك اطرافا سياسية في لبنان عملت في الليل والنهار لافشال المسعى السعودي- السوري واستخدمت في بعض اللقاءات عبارات نابية وغير لائقة بحق الملك السعودي عبد الله الثاني لانهم وجدوا انه صادق وجاد في انجاز التفاهم"، معتبراً أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وفريقه اما لا يريدان هذا المسار وساروا به نتيجة ضغط السعودية وبالتالي ذهبوا وحرضوا الاميركيين وغير الاميركيين للضغط على السعوديين لايقاف المسعى واما كانوا مع الملك ولكن هناك ارادة اميركية قاهرة وهنا نسال عن الحرية والسيادة والاستقلال والمصالح الوطنية وكانت الامور تسير وستصل الى خواتيمها"، مشدداً على أن "هذا يؤكد في هذه اللحظة ان هذا الفريق لا يمكن ائتمانه ولا يملك القدرة على مساعدة لبنان او قيادة لبنان لتجاوز اي محنة".

وكشف السيد نصرالله أن "احد البنود المطروحة في سياق التسوية كان اغلاق ملف شهود الزور علما انهم يجب ان يكونوا اشد الناس حرصا على محاسبة شهود الزور ومن فبركهم وصنّعهم".

وعلق على ما عرضته قناة "الجديد" بالأمس، مشيراً إلى أنه بعد التقرير "خرج مسؤولو المستقبل ليقولوا انه مفبرك"، معتبراً أن "هذا امر مضحك لان جلسة وسجال واخذ وعطاء ونقاش يمكننا تركيبها فيما يقبل هؤلاء الكوادر والنواب قرارا ظنيا يخرب البلد والمنطقة مبني على داتا الاتصالات التي يمكن لاي كان ان يفبركه".

 

وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى وضع الحكومة المقالة، مشيراً إلى "أننا وصلنا لمكان اعترفنا فيه اننا عاجزون فيها على مواجهة الفساد واجراء الاصلاح وكنا نراهن على الوقت لكن بعد عدة اشهر من المطالبات بمعرفة مصير 11 مليار دولار انفقوا في ظل الحكومات السابقة ولم نستطع ان نصل لنتيجة". وأوضح أن "هناك ايضا عجز الحكومة عن تحويل ملف شهود الزور على المجلس العدلي حتى بالتصويت وهذه الحكومة ايضا عاجزة عن مواجهة تداعيات القرار الاتهامي وبالعكس هي حكومة تريد تمويل محكمة تتآمر على لبنان والمقاومة وتريد ان تضع نفسها بموقف صعب عندما تطلب منها المحكمة ان تعتقل مواطنين ظلما وعدوانا وهذه الحكومة غير مؤهلة واجهاض المسعى العربي اكد ذلك، وهذه الحكومة تركت البلد ينكشف"، مشيراً إلى أنه "امام هذا الواقع كان لا بد من الاستقالة واسقاط حكومة عاجزة الامر الذي قد يفتح الباب امام لبنان لتشكيل حكومة قادرة ومخلصة تحمل العبء، تتابع وتعالج الامور وتتحمل مسؤوليات اما إبقاؤها فكان سوف يبقي الباب مسدودا لذلك كان واجبنا الوطني والاخلاقي ان نذهب لاسقاط الحكومة".

وقال: "بناء على تشخيصنا لهذا الواقع الحكومة العاجز المترهل قررنا الاستقالة ونحن قمنا بخطوة دستورية قانونية ديمقراطية طبيعية جدا وهذا حقنا الطبيعي ولم نسقط حكومة في الشارع ولم نقطع طرقات ولم نحرق دواليب ولم نستخدم سلاح بل جئنا بشكل دستوري وديمقراطي وحضاري وقدمنا استقالتنا".

وأكد السيد نصرالله أن "المعارضة مجمعة على عدم تسمية سعد الحريري لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة"، مذكراً "بأننا اصلا لم نسمه في المرة الماضية لكننا قبلنا ان نشترك في حكومة وحدة وطنية ولكن بعد التجربة نحن واضحون اننا لسنا في صدد هذه التسمية ونأخد اتجاها آخر". ولكنه لم يعلن عن مرشح المعارضة "لأن هذا الامر تعلن عنه الكتل غدا في الاستشارات".

وتساءل: "لماذا يتدخل كل العالم في هذا الموضوع الذي هو استحقاق دستوري داخلي؟ ما دخل السيدة كلينتون (وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون)؟ فليعرف العالم ان هناك معارضة وطنية لبنانية تخوض معركة الاستشارات بادوات وطنية وهناك فريق آخر يخوضها بتدخل ودعم دولي واقليمي".

وإعتبر سماحة السيد نصرالله في كلمته أن "الاسوأ من هذا كله وهذا بمثابة فضيحة جديدة للقاضي دانيال بلمار الذي وبدل تاجيل او استمهال القرار الظني بعد اجهاض المسعى العربي طُلب منه استعجال اصداره فأبلغ امس انه سيسلم لقاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية دانيال فرانسين الثلاثاء بمعنى ان توقيت اصدار القرار الظني جزء من المعركة السياسية"، متسائلاً "لماذا لا ينتظر حتى يوم الاربعاء حتى تنتهي الاستشارات النيابية؟". وأكد في هذا الإطار أن "المطلوب هو ان يعلن ذلك خلال الاستشارات النيابية كجزء من التوظيف السياسي وهذا واقع الحال".

وشدد الأمين العام لحزب الله على ان "اي حكومة ستشكل يجب ان تكون حكومة تحمل مسؤولية وبالنسبة لنا لأنه يستحيل علينا بعد الآن ان نسكت على حكومة تحمي شهود الزور"، معتبراً أنه "على الحكومة المقبلة ان تحسم هذا الملف المتروك وبالتالي اي حكومة تحمي شهود الزور وخصوصا اذا كانت ممّن صنّعوا شهود الزور لا نستطيع ان نسكت عليها واي حكومة تحمي بل تدير الفساد المالي نحن لن نسكت عليها ولا يهدّدننا احد اي حكومة لا تتحمل مسؤوليتها بشكل رسمي وجدي لمعالجة قضايا الناس الذين يعيشون اسوا الظروف الحياتية". وعبر في هذا الإطار عن أمله في أن يتمكن اللبنانيون من ان يشكلوا حكومة قادرة وفاعلة ووطنية واولوياتها هي اولويات الناس وتحقيق مصالح الناس.