خبر الرفاعي: « إسرائيل » تريد أن تصفي حسابات كثيرة في غزة ولبنان

الساعة 11:26 ص|15 يناير 2011

الرفاعي: "إسرائيل" تريد أن تصفي حسابات كثيرة في غزة ولبنان

فلسطين اليوم- وكالات

شدد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي، على ضرورة أن تبقى المصالحة الفلسطينية خيار كافة الفصائل الفلسطينية في ظل حالة التصعيد الإسرائيلي، موضحاً أن العائق الأساسي الذي يحيل دون إنهاء الانقسام هو استمرار السلطة الفلسطينية باعتناق خيار التفاوض مع الاحتلال.

 

وطالب الرفاعي بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وحل السلطة الفلسطينية "إذا لم تتبن خيار المقاومة لقمع الاحتلال وممارساته في المنطقة"، مشيراً إلى أن اعتراف العديد من دول العالم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 "لا يمكن أن تغير في سياسة الدول صاحبة القرار في إدارة مشاريع الهيمنة والسيطرة في المنطقة"، معتبراً أن هذه السياسة الدولية "لا ترتقي إلى مستوى الحفاظ على الحقوق الفلسطينية".

 

ولم يستبعد الرفاعي خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن يشن الاحتلال حرباً جديدة على القطاع، داعياً المقاومة الفلسطينية إلى أن تظل على أهبة الاستعداد في حال أقدمت (إسرائيل) على عدوان جديد ضد القطاع.

 

ووصف علاقة حركته بمحور المقاومة والممانعة الإقليمي بأنها "ممتازة وقائمة بمدى دعم هذه الجهات للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "المنطقة بأسرها سوف تنتفض في حال أقدمت (إسرائيل) على شن حرب ضد أي طرف في محور الممانعة والمقاومة، لأن هذا المحور أصبح يدرك كافة المخاطر الذي تنتظره في حال اعتمدت (إسرائيل) سياسة الاستفراد في كل محور على حدة".

 

وأوضح الرفاعي أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تبقى خيار كافة الفصائل الفلسطينية في ظل حالة التصعيد الإسرائيلي والاستهداف الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته في كل مكان، مؤكداً أنها ستتحقق في حال كانت نابعة من المصلحة الوطنية العليا وعدم انحصارها في إطار الرؤية الفصائلية الضيقة.

 

وبيّن أن العائق الأساسي الذي يحيل دون إنهاء الانقسام هو استمرار السلطة الفلسطينية باعتناق خيار التفاوض مع الاحتلال، والارتهان للجانب الأمريكي الذي له دور كبير في تعطيل المصالحة.

 

وقال: "إن سياسة (إسرائيل) في المنطقة لا تتوافق مع المصالحة فهي تريد أن يظل الانقسام قائماً ولا تريد أن يعزز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق وحدته، وهناك فرصة أمريكية تعطى لإسرائيل عبر إعاقة المصالحة لاستمرار الأخيرة بالاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948".

 

وطالب الرفاعي السلطة الفلسطينية بضرورة أن تحسم خياراتها، للحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية، والتخلي عن الإدارة الأمريكية "التي أصبحت غير قادرة على الضغط على سلطات الاحتلال من أجل التخلي عن أي أراض استولت عليها، وهذا الوضع قائم منذ زمن بعيد بغض النظر عن الرئيس الأمريكي الحالي وتطلعاته ومبادئه، لأن السياسة الأمريكية تهدف إلى حماية المصالح الإسرائيلية في المنطقة".

 

كما ودعا السلطة إلى إعادة الوحدة للشعب الفلسطيني وتعزيز دور المقاومة والتشبث بالحقوق الفلسطينية، "وألا تبقى محشورة في إطار الاتفاقيات السابقة التي لم تصب في مصلحة الفلسطينيين يوماً من الأيام", على حد تعبيره.

 

مشروع المقاومة

وأضاف: "لا أرى أن حركة حماس تعرقل المصالحة لأن المشروع الذي تتبناه هو مشروع المقاومة التي لا تنضج أو تنجح إلا بتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، فيما لا تزال سلطة رام الله تراهن على المفاوضات التي لا يمكنها أن تظل قائمةً على قيد الحياة في حال إنهاء الانقسام الفلسطيني، وهذان المشروعان لا يمكنهما أن يتقابلا إلا عند التقاء الأهداف والمصالح لذلك لا أعتقد أن هذين المنهجين من الممكن أن يلتقيا عند نقطة تحفظ الحقوق الفلسطينية ودور المقاومة في ذلك".

 

وأشار ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إلى أنه من الممكن أن تتحقق المصالحة في حال توفرت الإرادة اللازمة لتحقيق ذلك، بعيداً عن الضغوط الخارجية ومن خلال الالتفاف حول المصلحة الوطنية عبر استمرار وتبني مشروع المقاومة.

 

خيارات بديلة

وبيّن أن العديد من الخيارات البديلة التي تنتظر فشل المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية من ضمنها –بحسب الرفاعي- إعادة الاعتبار للوضع الفلسطيني القائم وإيجاد صيغ للخروج من الأزمة، وبمنظمة التحرير الفلسطينية عبر التشبث بالحقوق الفلسطينية وبخيار المقاومة، وكذلك بالمؤسسات الوطنية التي فقدت دورها في إعادة هذه الحقوق والثوابت، وبالمقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية، وحل السلطة الفلسطينية وعودة الشعب إلى خياراته السابقة في محاربة الاحتلال وممارساته.

 

وأوضح الرفاعي أن حركته ترى من طريقة الإدارة الأمريكية في المفاوضات أنها تدافع عن مصالح (إسرائيل) وتحافظ على تطلعاتها ومطامعها في المنطقة، من خلال جعل السلطة الفلسطينية حامية لهذه التطلعات والمصالح ضمن سياسة ملاحقة المجاهدين والغيورين على مصلحة الشعب.

 

وقال: "أمريكا لا يمكنها أن تضغط على (إسرائيل) التي تعيش نوعاً من القلق على مستقبلها ووجودها في المنطقة، لأن الأخيرة أصبحت حاجة أمريكية في المنطقة".

 

أما بخصوص اعتراف العديد من دول العالم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، أكد أن هذه الاعترافات رغم أنها تؤخذ بعين الاعتبار على أنها في سياق تضامن الشعوب مع الشعب الفلسطيني والاعتراف بوجود الاحتلال على أرضه، إلا أنها "لا يمكن أن تغير في سياسة الدول صاحبة القرار في إدارة مشاريع الهيمنة والسيطرة في المنطقة"، معتبراً أن هذه السياسة الدولية "لا ترتقي إلى مستوى الحفاظ على الحقوق الفلسطينية".

 

وتابع: "إن الجهاد الإسلامي يرفض مبدأ إعادة الأرض الفلسطينية بالتجزئة، لذلك فهي متمسكة بحق الفلسطينيين بأراضيهم الواقعة من البحر إلى النهر والتي تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948"، معتبراً أن الحديث عن الاعتراف بدولة فلسطينية قائمة على الأراضي المحتلة عام 1967، "لا يجدي نفعاً ولا يعيد هذه الأرض والحقوق الفلسطينية، ويعيد نفس التجربة السابقة التي مارستها المنظمة".

 

وأكمل بالقول: "إن الحديث عن إرادة فلسطينية بإقامة دولتهم على حدود عام 67 أصبح يدار في بعض الصالونات ولا يمكن لها أن تنجح في ظل هذه الأوضاع الأمريكية والإسرائيلية ولا يمكن لخيار التسوية أن يحقق ذلك أيضا".

 

تهديدات الحرب

وعن تهديدات قادة الاحتلال بشن حرب جديدة ضد قطاع غزة، قال الرفاعي: "نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لأن الاحتلال نشأ في طبيعة عدوانية قائمة على العنف والجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وهو يمارس هذه السياسة ولم يتوقف عنها في يوم من الأيام منذ عام النكبة 1948".

 

وأضاف: "أعتقد أن (إسرائيل) تريد أن تصفي حسابات كثيرة في غزة ولبنان وتحاول أن تروج لحربها القادمة عبر ادعاءاتها بامتلاك المقاومة للسلاح بشكل كبير ومتضخم والترويج بوجود خطر حقيقي في القطاع عبر وجود تنظيم القاعدة وما شابه".

 

ولم يستبعد الرفاعي خلال حديثه لـ"فلسطين", أن يشن الاحتلال حرباً جديدة على القطاع، داعياً المقاومة الفلسطينية إلى أن تظل على أهبه الاستعداد في حال أقدمت (إسرائيل) على عدوان جديد ضد القطاع.

 

وحول تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، قال: "إن جيش الاحتلال يمارس سياسة الاغتيالات منذ نشأته ولم ينقطع عن هذه السياسة، ولكن إذا كان الحديث عن اقتراب حرب، فإن ذلك متحكم بتقييم الوضع الإسرائيلي الداخلي والإقليمي والميداني، ولكن الواضح من ذلك كله أن عدواناً قادماً تمهد إليه سلطات الاحتلال ضد القطاع".

 

و حول نظرة "الجهاد الإسلامي" لسياسة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، اعتبر الرفاعي جميع المبررات التي تتخذ منها السلطة الفلسطينية حجة لاستمرار التنسيق الأمني "غير مقبولة".

 

وقال إنها "مرتهنة بالسياسة الأمريكية والإسرائيلية وليست مقنعة للشعب الفلسطيني، فهي تمثل غطاء للاحتلال لممارسة مخططاته في المنطقة وتضيع المزيد من الحقوق للشعب الفلسطيني، ورغم ذلك كله نرى أن هذا التنسيق يمارس على أعلى المستويات ما جعلها سياسة تواطؤ ولا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني وتمهد لواقع خطير ينتظر مستقبل القضية الفلسطينية".

 

وبخصوص معارضة حركته للمشاركة في الحكومة الفلسطينية بغزة، أرجع الرفاعي سبب ذلك إلى أنها تقع من ضمن إفرازات اتفاقية أوسلو، وفق قناعته، مؤكداً أنه وفي حال تم تشكيل حكومة بعيدة عن هذا السقف فمن الممكن أن تشارك بها "الجهاد"، مع اعتماد المقاومة كخيار أساسي لهذه الحكومة.

 

وأوضح أن الحكومة الفلسطينية تواجه حصاراً إسرائيليا مدقعاً ما أدى إلى تشكيل هالة من المخاطر التي تواجهها وإلقاء مسؤولية كبيرة على عاتقها لتوفير احتياجات هذا الشعب، "لذلك يجب عليها أن تظل بعيدة عن الاستجابة لأي ضغوطات دولية خارجية وأن تبقي العين الساهرة للشعب الفلسطيني بغزة، ولا يمكن لأحد أن يقيم هذه الحكومة لطالما بقيت تحت الحصار رغم بعض السلبيات التي خرجت منها"، حسب قوله.

- صحيفة فلسطين