خبر محلل إسرائيلي: اليمين الإسرائيلي له عينان لا يرى بهما وأذنان لا يسمع بهما

الساعة 09:27 ص|12 يناير 2011

 محلل إسرائيلي: اليمين الإسرائيلي له عينان لا يرى بهما وأذنان لا يسمع بهما

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

قال محلل صحافي إسرائيلي ان المؤرخين سيناقشون في المستقبل كيف أن القيادة الاسرائيلية الحالية كانت ضريرة إلى هذا الحد. وأنهم سيعيدون التفكير لمعرفة كيف يمكن لإسرائيل ولمدة 43 عاما إلا تدرك ما قاله (رئيس وزرائها السابق) ديفيد بن غوريون بعد بضعة أسابيع من حرب رمضان: بان احتلال الضفة الغربية يعتبر كارثة لإسرائيل.

ويضيف المحلل الصحافي في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية "أنهم سيفكرون مليا للدخول إلى ما كان يجول في خاطر حكومة بنيامين نتنياهو عندما سمحت بتدمير فندق "شبرد"، وإجلاء الفلسطينيين من الشيخ جراح وسلوان، وفي ما حدث للكنيست في دورته الـ18 عندما تنافس أعضاء البرلمان مع بعضهم بعضا في تشريعاتهم اللاديمقراطية.

وسيصابون بالدهشة لما أصاب هؤلاء النواب والوزراء من فقدان الرؤية من حيث مكانة "اسرائيل" في العالم، وصفة الدولة التي ستكون عليها "اسرائيل" في المستقبل. وكل همهم يدور حول اعلاء شأنهم القومي عبر "تهويد" القدس ومناطق أخرى، والاستيلاء على مبنى آخر من مباني الفلسطينيين، ومدى "يهوديتهم" عندما يقترحون تشريعات مناوئة للعرب ومهاجمة المنظمات غير الحكومية التي تحاول حماية ديمقراطية "اسرائيل" الليبرالية.

إن حمى "تهويد" القدس تخطت الان مرحلة التنبيه إذ لم يعد لدى المجتمع الدولي أي رغبة للوقوف على جانب الطريق. فقبل فترة قصيرة طلب 26 زعيما أوروبيا سابقا، الكثير منهم كانوا من اشد أصدقاء "اسرائيل" خلال فترة تولي مناصبهم، بفرض عقوبات على "اسرائيل".

وتبعت ذلك دعوة قناصل الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالقدس عاصمة فلسطينية ونشر مراقبين في كل موقع يريد الاسرائيليون تدمير المباني الفلسطينية فيه.

وكل المؤشرات تؤكد تنامي خضوع "اسرائيل" لضغوط دولية واسعة في وقت قريب، وان تصدر اقتراحات لفرض عقوبات ومقاطعة في شكلها النهائي (..) وأحدها سيحرم الاسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية من دخول الاتحاد الأوروبي ومنع بيع أي منتجات إسرائيلية من الضفة الغربية.

وسترد الحكومة الإسرائيلية الحالية على هذه الخطوات بصيحات نتنياهو المعهودة بان وجود "اسرائيل" يتعرض لنزع الشرعية عنه، وانه لا علاقة بين الخطوات الاسرائيلية والانتقادات الخارجية. اما (وزير خارجيته) أفيغدور ليبرمان فسيقول ان على "اسرائيل" أن تظهر للمجتمع الدولي أنها صلبة المراس وأنها لن تخضع للضغوط.

ومن هنا يبدو أن لا شيء على الاطلاق سيخترق أفكار السياسيين اليمنيين في "إسرائيل". اذ انني، وانا اتحدث اليهم، الحظ ذهولا حقيقيا فيما يتعلق بعزلة "اسرائيل". فهم يعيشون في قبو عميق حيث لا يمكن للحقيقة الناصعة ان تخترق أفكارهم بأن: دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس مطلب غير قابل للتفاوض.

وما يثير الحيرة أنهم حقا لا يدركون أن أفعال "اسرائيل" في القدس المحتلة واستمرار بناء المستوطنات وسم "اسرائيل" بأنها رافضة السلام. بل إن رئيس الوزراء ووزير حربه المشهود لهما بثقافة عالية، قد فقدا التواصل كلية مع العالم خارج الكنيست. وتباكي نتنياهو بان الخطأ يقع على عاتق الفلسطينيين، وتأكيد باراك انه خلال فترة ولايته كرئيس للورزاء قامت "اسرائيل" ببناء أكثر مما بني اليوم، لا يدل على شيء سوى أن أفاقهما تحددها رغبتهما في بقاء هذا الائتلاف المخزي لبضعة أشهر أخرى.

ويضيف المحلل في مقاله: "ليتني اعرف طريقا لوقف هذا الجنون، حيث تتسم احتمالات المستقبل القريب بالغموض. وطبيعة البشر تكره بشدة قبول الجرم والمسؤولية. والسياسيون اليمينيون في الحكم يرفضون النظر في المرآة وادراك ان افعالهم تجلب الدمار على "اسرائيل".

ويحتاجون الان إلى كبش فداء محلي يرمون عليهم اللائمة لبقاء "اسرائيل" تحت هذه الهجمات الثقيلة.

لذلك فان هنا احتمالا أن نشاهد ارتفاع حدة الهجمات على المنظمات غير الحكومية، وعلى الأكاديميين والأدباء من رجال ونساء، والمواطنين الذين حاولوا لسنوات تحاشي الكارثة.

وسيعمل الكنيست على إسكات الانتقاد، والادعاء أن نقاد "اسرائيل" مسؤولون عن العقوبات رغم أن الأدلة كلها تشير إلى عكس ذلك.

وسيبذلون أي شيء لتحاشي مواجهة الحقيقة البسيطة: من أن أفعالهم وليس نقاد "اسرائيل" الليبراليون، يضعون "اسرائيل" في عزلة دولية غير مسبوقة.

ويختتم مقاله بالقول في الوقت الذي لا استطيع ان أتكهن كيف ومتى سيحصل ذلك على وجه التحديد، فان الوقت سيحين عندما تصحو "اسرائيل" من غفوتها القومية والعنصرية. وليصحو الناخب الاسرائيلي ويدرك انه لا بد من اختيار حكومة عقلانية، فان على المجتمع المدني الاسرائيلي ان يحافظ على بقاء رؤيا ما يمكن لاسرائيل أن تكون عليه.

وكلمة اخيرة الى غالبية يهود العالم الذين تتسم نظرتهم العالمية بالليبرالية، والى كثير من غير اليهود اصدقاء "اسرائيل" الذين أصيبوا بخيبة الأمل لأفعالها: هذا وقت صعب لان يكون المرء صديقا لاسرائيل، ولم نكن قط بحاجة كبيرة للاصدقاء كما هو حالنا اليوم، لمساعدتنا في هذا الوقت الى ان تستعيد "اسرائيل" رؤيا مستقبلية اخلاقية وسياسية قابلة للحياة.

 

نحن بحاجة لان نتذكر ان الدول ترتكب اخطاء. فموجة الماركثية التي اجتاحت الولايات المتحدة اظلمت الافق لسنوات قليلة، الا ان حب الاميركيين للحرية تغلب في نهاية الامر على هذه الفترة الرهيبة.