خبر مسؤولون: الموت البطيء يُهدد مرضى غزة

الساعة 02:25 م|10 يناير 2011

مسؤولون: الموت البطيء يُهدد مرضى غزة

فلسطين اليوم: غزة

حذر مسؤولون ورؤساء أقسام في مجمع الشفاء الطبي ووزارة الصحة الفلسطينية، من استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يتسبب في وفاة الكثير من المرضى في مستشفيات قطاع غزة المحاصر.

وناشد هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" المحلية، جميع المؤسسات والوزارات للعمل من أجل توفير الوقود اللازم إلى المستشفيات وإنقاذ العشرات من المرضي من الموت المؤكد في ظل انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة في غزة.

وتعاني أقسام مستشفيات القطاع من تكرار انقطاع التيار الكهربائي خاصة أقسام العناية المركزة، والغسيل الكلوي، والأقسام الخاصة بالأطفال، لا سيما في ظل نقص الكميات الاحتياطية من الوقود لدى المستشفيات، والتي تلجأ إلى استخدامها في حال انقطاع التيار الكهربائي.

وأوضح رئيس قسم الكلى والديلزة في مستشفى الشفاء الطبي عبد الله القيشاوي، أن انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود وقود لتشغيل أجهزة الغسيل الكلوي وأجهزة التنفس، يؤدي إلى تجلط الدم عند مريض الكلى، بالإضافة إلى نقص الهيموجلوبين بالدم الأمر الذي يجعله عرضة للموت البطيء.

وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء ونقص الوقود يؤثران بشكل كبير على حياة مرضى الفشل الكلوي، بسبب سحب وضخ السوائل إلى داخل الجسم أثناء عملية الغسيل الكلوي.

وذكر أن توقف الأجهزة عن العمل يرفع نسبة السموم في الجسم، وقد يتسبب بتوقف القلب عن النبض نتيجة ارتفاع أو انخفاض نسبة الأملاح داخل الدم، منوهاً إلى أن المريض في هذه الحالة يكون عرضة للموت.

وأشار إلى أن انتظار المريض عدة ساعات لإجراء العملية بسبب عدم وجود كهرباء يؤثر ذلك سلباً على حياته ووضعه الصحي يزداد سوءاً.

وأوضح أن انقطاع التيار الكهربائي وعودته بصورة سريعة يؤثر على المريض والأجهزة الموصولة به كأجهزة التنفس وأجهزة الغسيل الكلوي، منوهاً إلى أن قسم الفشل الكلوي من أكبر الأقسام في المستشفى، لاحتوائه على عدد من الأجهزة الحساسة التي تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي وتتقلص جودتها وكفاءتها.

بدوره، قال الاختصاصي في الفشل الكلوي حسام سعد الدين: في بعض الأوقات نضطر إلى تشغيل بعض الأجهزة والآلات يدوياً من أجل إرجاع الدم من وإلى المريض.

ويعاني قطاع غزة من نقص في كميات الوقود الموردة، خاصة بعد إعلان الاتحاد الأوروبي وقف تمويل وقود محطة التوليد الوحيدة في القطاع، وتحويل المبالغ المخططة لذلك إلى موازنة وزارة المالية برام الله على أن تتكفل هي بدفع الوقود اللازم، وذلك في نوفمبر 2009.

بدورها، قالت رئيس قسم العناية المركزة لحديثي الولادة حنان الوادية: "إن انقطاع التيار الكهرباء للحظات يتعرض قرابة 80 طفلاً للوفاة بشكل فوري"، مشيرة إلى أن غرفة العناية المركزة في ذات القسم تستقبل يومياً قرابة 40 طفلاً من الذين تقل أعمارهم عن 135 أسبوعاً، ووزنهم أقل من 1500 جرام.

ولفتت الوادية إلى أن جميع الأجهزة الموجودة في قسم العناية المركزة تعتمد على التيار الكهربائي بصورة مستمرة مثل أجهزة التنفس الصناعي، والتحاليل، إضافة إلى أجهزة "المنيتور" الخاصة بقياس نبض الجنين وسرعة التنفس، وقياس الغازات في الدم وغيرها.

ودعت الوادية إلى ضرورة إنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل فوري وعاجل من أجل إنقاذ عشرات الأطفال من الموت المحتوم في ظل استمرار هذه الأزمة.

من ناحيته، قال مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بسام الحمادين: "إننا نُحاول التغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي من خلال قطع التيار الكهربائي عن بعض الغرف مثل المكاتب وإيقاف تشغيل المكيفات، عن بعض الأقسام التي لا تستخدم فيها أجهزة تتعلق بالمرضى أو تعمل على إلحاق الضرر بهم".

وأكد الحمادين وجود أزمة في نقص الوقود بمستشفى الشفاء ومستشفى غزة الأوروبي، ومستشفى شهداء الأقصى، موضحاً أن المخزون لا يكفي لليومين القادمين، لافتاً إلى أنه في ظل استمرار نقص الوقود سيتعرض جميع المرضى ممن يعتمدون على الأجهزة للتنفس بالمقام الأول للموت.

وأشار إلى أن الخدمة بالمستشفيات ربما ستتوقف عن العمل خلال الأيام القليلة القادمة إذا لم يتم توفير الوقود اللازم في حال استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وخاصة في قسم العناية المركزة لأنها تعتمد على الكهرباء بشكل مستمر.

وذكر أن نسبة استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء زادت بشكل كبير مقارنة بالصيف نتيجة البرد، وذلك من أجل تشغيل أجهزة التدفئة المركزية، مبيناً أن المرضى يشتكون من توقف أجهزة التدفئة في بعض الأقسام.

ويحتاج بعض المرضى في أقسام العناية المركزة إلى أجهزة تدفئة أكثر من غيرهم، وفق مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة الحمادين، الذي ناشد جميع المؤسسات والوزارات للعمل من أجل توفير الوقود للمستشفيات وإنقاذ المرضى من الموت المحتوم.

وفي ذات السياق، أوضح الفني في مجمع الشفاء الطبى محمد إشكنتنا، أن حجم الاستهلاك من الوقود في الساعة الواحدة في فترة انقطاع التيار الكهربائي تصل ما بين 50 إلى 100 لتر من الوقود، منوهاً إلى أن النقص في الوقود يقدر بحوالي 114300 لتر.

وقال إشكنتنا: "لا بد من وجود مخزون من الوقود بحجم 134500 لتر بشكل مستمر في مخازن الوزارة لتفادي أزمة انقطاع التيار الكهربائي"، فيما أوضح أن الاستهلاك السنوي من الوقود يبلغ قرابة 544438 لتراً، معتقداً أن الاستهلاك في كمية الوقود قابل للزيادة والنقصان حسب انقطاع التيار الكهربائي.