خبر المُتنكِّر.. هآرتس

الساعة 09:24 ص|07 يناير 2011

بقلم: يوسي سريد

(المضمون: يتنكر وزير الدفاع اهود باراك بمظاهر شتى تبجحا وكذبا وهو لا يفعل شيئا من اجل تقديم السلام ولا يؤثر أي تأثير في الحكومة الاسرائيلية - المصدر).

كشفت امريكا عن حقيقة باراك. كانت رحلة كولومبوس أقصر كثيرا.

"إتكلنا عليه سنة ونصفا"، يجلسون ويبكون على نهر فوتوماك. "لكننا أدركنا في الشهرين الاخيرين من الذي نعامله. لقد ضللنا. تبين لنا أن لا غطاء لكلامه، فقد كل الصدقية التي كانت له". هذا رأي قاطع كثيرا يدخل الملف الشخصي: ليس بر – بر، بل سرابا.

وفي هذا الاسبوع ايضا: في أعقاب الحكم على قصاب، تمدحنا هنا بالمساواة أمام القانون. هذا مبكر جدا ومبالغ فيه جدا. فليس الجميع يمثلون أمام القضاء على نحو متساو. فها هي ذي المادة 441 من قانون العقوبات تقضي بما يلي: "من يتنكر باعتباره مستحقا بحسب وصية أو بمقتضى القانون لملك فلان، ويفعل ذلك كي يحوز الملك أو السيطرة عليه، عقوبته السجن خمس سنين".

كان حزب العمل ملكا و"تنكر" اهود باراك باعتباره مستحقا بحسب وصية الآباء ليسيطر عليه ولا يتركه؛ وتظاهر بأنه وريث موتى وقتيل. فهل يوجد أكثر وضوحا من هذا التنكر؟.

انه يتنكر بمظهر الاشتراكي من الولادة، ومن الكيبوتس، وأن المنظمة الاشتراكية العالمية تختاره دائما نائب رئيسها.

وهو يتنكر بمظهر الزعيم، (غير الودود)، لكن زعامته تنقض حكومته ثم حزبه بعد ذلك. لا يصعب ان تكون راعيا عندما يكون هرتسوغ وبرفرمان وفلنائي وسمحون ونوكيد وويلف ومجادلة وبن اليعيزر رعيّتك، انهم شياهك وماعزك. يا ويله، فهذه المهمة ايضا لم تلائم نايه.

وهو يتنكر بمظهر صانع سلام مع الفلسطينيين والسوريين، لكنه دائما في آخر لحظة تبول في سراويله، انه يصنع السلام بلباسه الداخلي.

وهو يتنكر بمظهر وزير دفاع ويدور مثل "فُريرة" بسبب "الرصاص المصبوب"، وفي كل مرة يقع على حرف مختلف وعلى نحو عام على حرف النون: التزم إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، ويُعمق هيمنتها؛ ووعد بحماية سكان غلاف غزة بالقبة الحديدية، وسيكتفون في خلال ذلك بقبة قماشية عادية، وليرحمهم الله ويحميهم.

وهو يتنكر بمظهر حامي حمى القانون والمخلص للمحكمة، لكن قرارات المحكمة العليا هي من وجهة نظره حروف مطلقة في الجو، أما جدار الفصل فما يزال في اراض لهم وليست لنا.

إن اربع سنين في ذلك العمل والقدرة التحليلية اللامعة لم يستطع معهما أن يُحدث وضعا مختلفا في بلعين ونعلين، اقتضى 21 متظاهرا قتيلا وكأنه لم يكفه 13 مواطنا اسرائيليا قُتلوا تحت ولايته في أحداث تشرين الاول 2000. أكان من الواجب أن تنضم جواهر أبو رحمة الى باسم أخيها؟ وهل يضطر متحدث الجيش الاسرائيلي الى التورط مرة اخرى بأنصاف اكاذيب؟.

وهو يتنكر بمظهر رب بيت في الحكومة لا يستطيع نتنياهو التحرك من غيره. والامر في الحقيقة لا يتحرك. يتوجهون في الحقيقة الى نهج ليبرمان ويشاي – الى الوراء – لكن باراك ما زال يؤثر من الداخل، الى الداخل كثيرا حتى انه لا يتغير شيء في الخارج. لو سألنا الامريكيون قبل ذلك، لعرّضنا أنفسنا لخطر "ويكيليكس" فنوَّرنا أعينهم بتعتيمها.

قبل شهر نشرنا هنا قائمة عن "الممثل". وثمة فرق بين الممثل والمتنكر. فالممثل لا يشغل دورا بل يمثله فقط، واسمه مكتوب في البرنامج بحسب ترتيب الظهور ولا مكان للخطأ: رئيس الحكومة – بنيامين نتنياهو. لكنه يمكن إخطاء المتنكر لانه يمكن ان نعتقد انه الشخصية الحقيقية ويُجسد احيانا أكثر من شخصية فهو الوريث والزعيم والاشتراكي ورب البيت.

الممثل يسرق احيانا العرض – مثل كلب أو مثل ولد؛ أما المتنكر فيسرق الرأي مثل باراك.

ولما كان قد تنكر ليشغل جميع الأدوار فانه لم يشغل أي دور؛ نام الحارس. ومن خلال الباب المهجور وتحت غطاء الظلام، يدخل في الظهيرة الستالينيون الجدد ليحرقوا بيتنا – اسرائيل وليسرقوا منا الختم.