خبر القرضاوي: مرتكبو حادث الإسكندرية مجرمون وسفاكون للدماء يبرأ الإسلام منهم

الساعة 07:55 م|01 يناير 2011

القرضاوي: مرتكبو حادث الإسكندرية مجرمون وسفاكون للدماء يبرأ الإسلام منهم

فلسطين اليوم-وكالات

  استنكر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اليوم السبت، الانفجار الذي وقع في وقت متأخر من الليلة الماضية أمام كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية، والذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا، وما يقرب من 80 مصابا.

وشدد القرضاوي على أن "فاعلي هذه الجريمة لا يمكن وصفهم إلا بوصف واحد، هو أنهم مجرمون سفاكون للدماء، يبرأ الإسلام منهم ومن جريمتهم، فالإسلام يحترم النفس البشرية، ولا يجيز قتلها إلا بالحق الذي يقضي به القضاء العادل القائم على البينة، أما قتل الناس جزافا وخصوصا إذا كانوا في مكان مثل دار عبادة يحتفلون فيه بذكرى دينية فتكون الجريمة أكبر وأفحش".

وأضاف أن القرآن الكريم يقرر مع كتب السماء أنه (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) (سورة المائدة: 32).

ويعتبر القرآن جريمة القتل من أكبر الجرائم بعد الكفر والشرك بالله تبارك وتعالى.. ويظل الإنسان في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، كما جاء في الحديث النبوي الشريف".

 

وأكد الداعية الإسلامي، المصري المولد، القطري الجنسية، أن الحادث لا يتفق مع الإسلام وتعاليمه السمحة بشيء، موضحا: نحن نبرأ باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وباسم علماء المسلمين جميعا، إلى الله من هذا الحادث.. وأن يقوم به مسلمون فهذا لا يتفق مع الإسلام في شيء.

وتابع: فالإسلام حتى في الحرب الرسمية عندما تلتقي الجيوش بعضها ببعض له دستور أخلاقي، فلا يجيز الإسلام في الحرب إلا قتل من يقاتل فقط، أي من يحمل السلاح، وينهى ولا يجيز قتل امرأة أو طفل أو شيخ كبير ولا الرهبان في صوامعهم، ولا الحراث في مزارعهم، ولا التجار في متاجرهم.. فكل هؤلاء محميون، فكيف يجوز قتل أناس يتعبدون لله تعالى في مناسبة دينية .. هذا لا يجيزه الإسلام أبدا".

وألمح القرضاوي إلى احتمال أن تكون هناك يد أجنبية وراء الحادث، بغرض إشعال الفتنة الطائفية بمصر، مشددا: أنا أخشى أن تكون وراء هذا العمل يد أجنبية، فلا يعقل أن يكون هناك إنسان مصري أو مسلم وراءه، وربما تكون يد أجنبية تحاول أن تشعل الفتنة الطائفية.. ولعن الله من أيقظ الفتنة، أنا في الحقيقة أستنكر كل الاستنكار هذا العمل، وأجرمه وأحرمه بكل قوة".

 

"أستبعد وأستنكر على إنسان مصري أو مسلم أن يقتل أناسا من غير حق، أناس يجتمعون في دار العبادة دون أن يرتكبوا جرما، هذا أستبعده تماما، وأخشى أن يكون وراءه يد أجنبية تريد أن تشعل الفتنة، ونسأل الله أن يقينا من الفتنة".

وقدم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عزاءه للمسيحيين بمصر قائلا: "أبلغ عزائي إلى إخواننا المسيحيين في مصر عمن قُتل منهم.. ونسأل الله أن يبعد الفتنة التي يشعلها المشعلون ما بين الحين والآخر، وأن يجمع كلمة الأمة على الحق والخير دائما".

وردا على تساؤل عما إذا كان يتوقع أن يكون وراء هذا العمل "تنظيم القاعدة في العراق"، والذي سبق وأعلن استهدافه لمسيحيي وكنائس المنطقة العربية، أجاب القرضاوي: "حدث هذا بالعراق، وأنا استنكرت ذلك في حينه.. وكل عمل من هذه الأعمال التي تستهدف الكنائس ودور العبادة أنا أستنكره بكل شدة، وأستنكر كل عمل يستهدف المدنيين والأبرياء الذين لا ناقة لهم بالسياسة ولا جمل، أو كما يقول المثل المصري ليس لهم لا في الطور (الثور) ولا الطحين، أستنكر قتل هؤلاء خصوصا إذا كانوا يمارسون عملا دينيا".

 

ولفت الشيخ القرضاوي إلى أن أول عمل للإسلام حين دخل البلدان هو إعلانه حماية كنائسهم وصلبانهم ومعابدهم، كما أنه ترك لهم حرية التعبد بعد أن ترك لهم حرية الاعتقاد، فلا إكراه في الدين "المسلمون مكلفون بحماية أهل الذمة، يقاتلون (دفاعا) عن الكنيسة كما يقاتلون عن المسجد، هذا مقرر في الفقه الإسلامي بالإجماع، والمسلمون حين يقاتلون، يدافعون عن حرمة الأديان جميعا، هذا هو الموقف الإسلامي الصحيح".

عمرو خالد يصف منفذ حادث الإسكندرية بأنه شيطان وعدو لله

كما أدان الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد، الحادث الذي وقع، فجر اليوم السبت، أمام كنيسة "القديسين" بالإسكندرية، ووصف المسؤول عنه بأنه "شيطان وعدو لله ولا يمت للإسلام بصلة"، داعيا المصريين، وخاصة الشباب، إلى تجنب الفتنة.

وقال خالد في بيان: "أدين هذا الاعتداء الذي حدث أمام مقر كنيسة القديسين بالإسكندرية، والذي راح ضحيته 21، وأصاب ما يقرب من 80 مصريا، بين مسيحيين ومسلمين، ونؤكد أن هذا الاعتداء لا يمت للإسلام بصلة، وأن الإسلام بريء من مثل هذه الأفعال، بل إن كل الأديان بريئة منها تماما".

 

وأضاف الداعية المصري: المعروف أن كل من حرض أو يحرض على مثل هذه الحوادث إنما هو شيطان يريد أن يؤجج الفتنة وإراقة الدماء، وهو بذلك عدو لله ولرسوله، مستشهدا بآيآت قرآنية وأحاديث نبوية تحرم قتل الأنفس أو الإفساد في الأرض.

 

وقال خالد: "أدعو الشباب المصري، مسلمين ومسيحيين، أن يتجنبوا الفتنة، وألا يستمعوا لمن يحرضون عليها، حتى ولو لبسوا ثوب الدين، فالدين بريء من هؤلاء، كما أرجو ألا يساهم الشباب في تأجيج هذه الفتنة بيده أو بلسانه أو حتى بكلمات تكتب على الإنترنت أو الفيس بوك".

 

وأوضح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، محذرا الشباب من الكتابة أو النطق بكلمات لتأجيج الفتنة، حتى لا يكونوا مشاركين في إراقة مزيد من الدماء.وأرسل عمرو خالد عزاءه لأسر الضحايا من المسيحيين والمسلمين.

حزب الله يدين الهجوم

كما أدان حزب الله اللبناني التفجير الذي وقع فجر اليوم السبت قرب كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية بمصر واوقع 21 قتيلا ونحو 80 جريحا وقدم تعازيه ومواساته لاهالي الضحايا.

 

ودعا الحزب في بيان الجهات المسؤولة والمعنية الى كشف المجرمين ومن يقف وراءهما لاحباط المؤامرات التي باتت تستهدف التنوع الديني في اكثر من بلد عربي واسلامي.

 

واضاف البيان: اننا في حزب الله اذ نعبر عن تعازينا ومواساتنا لاهالي الضحايا المظلومين والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، معربا عن امله بان يساعد الجهات المسؤولة والمعنية على كشف المجرمين ومن يقف وراءهم من اجل احباط احدى اخطر المؤامرات التي باتت تستهدف التنوع الديني في اكثر من بلد عربي واسلامي خدمة للمشروع الاسرائيلي التهويدي في فلسطين المحتلة، والمشروع الاميركي التفتيتي للدول العربية والاسلامية.

واكد البيان ان كلمات الادانة والشجب تبقى قاصرة وعاجزة عن التعبير عن مشاعر الغضب والاسف والحزن لجريمة التفجير الارهابي امام كنيسة القديسين في الاسكندرية مع الساعات الاولى لبداية العام الجديد والتي اودت بحياة العشرات من الابرياء.

 

إيران تدين الهجوم وتصفه بالعمل الإرهابي

كما دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست التفجير الارهابي الذي وقع فجر اليوم السبت في مدينة الاسكندرية في مصر واسفر عن مقتل وجرح العشرات.

 

 

 

واستنكر مهمانبرست هذا الحادث الارهابي وعبر عن تعازي الجمهورية الاسلامية الايرانية لمصر حكومة وشعبا لمصرع العشرات من الناس الابرياء في الحادث الارهابي.

وبلغ آخر حصيلة للتفجير الارهابي وفق مراسل قناة العالم الاخبارية في القاهرة 24 ضحية ونحو 80 جريحا وأعقبته اعمال عنف طالت مسجدا هاجمه مسيحيون.

 

 

 

واتهم محافظ الاسكندرية تنظيم القاعدة في العراق بالمسؤولية، في حين اتهم نبيل لوقا العضو في لجنة الإعلام بمجلس الشورى جهاز الموساد الاسرائيلي بتنفيذ التفجير.

 

 

 

ووقع التفجير قرابة الساعة 12,30 بعد منتصف الليل فيما كان المصلون يخرجون من الكنيسة الواقعة في حي سيدي بشر.

حكومة هنية تدين تفجير الإسكندرية

كما أدانت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، التفجير الإجرامي في مدينة الإسكندرية، والذي استهدف مواطنين مصريين وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

 

وقال طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة، في بيان صحفي اليوم السبت (1-1): " إن الحكومة تدين هذا العمل الإجرامي الذي يهدف إلى بث الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين، وتتقدم بالتعزية الى مصر الشقيقة  قيادة وحكومة وشعباً في الضحايا الذين سقطوا في هذه الجريمة".

 

ودعت الحكومة إلى تفويت الفرصة على أعداء الأمة، الذين يريدون زرع الفتنة والفرقة بين أبناء شعوبها وأبناء الشعب الواحد، والتماسك ورص الصفوف في هذا المصاب الأليم. كما دعت أن يحفظ مصر وأهلها من أي سوء أو فتنة، وأن تبقى آمنة مستقرة .

كما قالت جماعة الإخوان في بيانٍ: "إنّ هذه الجريمة لا يُقرِّها شرعٌ ولا دينٌ ولا خلقٌ، والإسلام العظيم يؤكد حفظ حرمة الدماء والأموال والأعراض، وحفظ حقوق غير المسلمين، ويعتبر الاعتداء عليهم اعتداء على المسلمين".

 

وأضافت أنّ "تلك الجريمة تطورٌ نوعي، وجاءت في سياق مريب يستهدف مع حرمة وأمن الوطن تمزيقَ نسيجه الاجتماعي، والترابط الذي يجمع كل أبناء هذا الوطن على اختلاف أديانهم على مرِّ القرون، وزرع الفتنة في أرجاء البلاد".

 

ودعت الجماعة إلى التيقظ للمؤامرات الّتي تستهدف وطننا العزيز، مؤكدةً أنها تفرض على جهات التحقيق النظر في كل المجالات والاحتمالات والبحث عن الجهات صاحبة المصلحة في إثارة العداوة بين أبناء الوطن الواحد.