خبر فرض تسوية، لماذا نعم ولماذا لا.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:20 ص|31 ديسمبر 2010

بقلم: درور ايدار

(المضمون: المشكلة العميقة التي تقف في وجه كل تسوية هي مسألة الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، تلك التي أعلن ابو مازن بانه لن يعترف بها ابدا. واذا لم يكن هناك مثل هذا الاعتراف، فلن تكون نهاية للنزاع أيضا. الاعلان احادي الجانب سيفاقم الوضع وبالتأكيد لن يحله - المصدر).

أربع حجج يجند اليسار الاسرائيلي في أمله لفرض تسوية على اسرائيل مع الفلسطينيين: الديمغرافيا، دولة ثنائية القومية، الخوف من العودة للسيطرة على السلطة الفلسطينية، والان الامل الدوري، الاعلان احادي الجانب بدعم من دول العالم.

بالنسبة للحجة الديمغرافية فقد مر وقت طويل منذ أن ودعنا بشكل سياسي اغلبية الفلسطينيين. الدولة ثنائية القومية هي الاخرى خلفنا، وذلك لان احدا من كبار المسؤولين الفلسطينيين لن يتنازل عن مراكز القوة السياسية والاقتصادية لديه في غزة، في رام الله وفي نابلس. هكذا بالنسبة للتهديد من أن نعود لادارة المجاري والمياه هناك – انظروا أعلاه. فالسيطرة الكاملة معناها تنازل الفلسطينيين عما حققوه. هل من المعقول ان يتنازل دحلان وابو مازن عن ذلك؟

والان بالنسبة للامل الدوري لدى اليسار: الاعلان احادي الجانب عن دولة مستقلة في حدود 67 في ظل نيل دعم الامم المتحدة. من دفع الى الامام هذا الموضوع كان سلام فياض، الذي تلقى ريح اسناد من سياسيين في الغرب.

مقابله، ابو مازن لم يرَ في ذلك خيارا مفضلا، وذلك لانه عرف بان كل اعلان من جانب واحد سيتركه في حدود مؤقتة، لن يخلي مستوطنات وبالتأكيد لن يخلي الجيش الاسرائيلي. هذه ستكون دولة مرقطة مع اعتراف من بضع دول ولكنها ستخلد واقعا اراد الامتناع عنه. اضافة الى ذلك سيدعون ضده بان المشاكل الكبرى، عودة اللاجئين لم يحلها، لانه لا يمكن الحصول عليها من خلال اعلان احادي الجانب. مصر والاردن ايضا يعارضان الاعلان احادي الجانب لانهما يخشيان من الثورة الحماسية في السلطة مثلما حصل في غزة.

لقد اغري الامريكيون في البداية لاستخدام هذا التهديد (بتشجيع من محافل عندنا)، لانهم رأوا بان الامر يفزع اسرائيل.  فقد ادعت اسرائيل بان اعترافا احادي الجانب سيؤدي الى النقيض لتقدم التسوية، وذلك لانه أي دافع للمفاوضات سيكون لابو مازن اذا ما حصل على كل شيء بالاعلان؟

كما ادعت اسرائيل بان تأييد الاعلان احادي الجانب يخدم اقامة "كيان فاشل ومعادٍ": اذا لم يكن هناك اتفاق وهم لا يعترفون بحق اسرائيل كدولة يهودية ولا يوقعون على نهاية النزاع، فالمواجهة ستستمر ولكن فقط من اتجاهات اخرى. فضلا عن ذلك سيكون هذا كيانا فاشلا في نهاية المطاف سيسقط بين ذراعي حماس.

هذا الفهم دفع الكونغرس الى اتخاذ قرار ضد اعتراف امريكي باعلان من طرف واحد من جانب الفلسطينيين لا يكون من خلال المفاوضات. كما اشترطوا ذلك بالمساعدات الامريكية للسلطة.

دافع الاقتراح الى الامام هو هورد بيرمن، رئيس لجنة الخارجية، الديمقراطي الذي يعارض المستوطنات بالذات، ولكنه فهم جيدا معنى الامر. كل هذا أدى بالادارة الى التراجع عن موضوع الخيار احادي الجانب والتأثير على اوروبا ايضا لتخفيف حدة تأييدها.

لا يزال كما يقول مسؤولون كبار في الحكومة، ينبغي الحذر من محاولة الفلسطينيين تجنيد الدعم لاعلان احادي الجانب. هذا ليس عمليا، ولكن من شأنه أن يخلق زخما. وعليه فمن المهم العمل لدى الدول الهامة والعرض امامها للمعنى الواضح للاعلان احادي الجانب. يتبين ان الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو في الامم المتحدة ضد مثل هذا الاقتراح.

في الجدال الداخلي لا يزال اليسار على حاله، يتهم اسرائيل بوقف المفاوضات، بينما الحكومة تدعي – وعن حق – بان المشكلة العميقة التي تقف في وجه كل تسوية هي مسألة الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، تلك التي أعلن ابو مازن بانه لن يعترف بها ابدا. واذا لم يكن هناك مثل هذا الاعتراف، فلن تكون نهاية للنزاع أيضا. الاعلان احادي الجانب سيفاقم الوضع وبالتأكيد لن يحله.