خبر « أكاذيب » ليبرمان -معاريف

الساعة 09:50 ص|30 ديسمبر 2010

"أكاذيب" ليبرمان -معاريف

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: الجميع في دهش وحيرة واستفزاز لما يصدر عن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من كلام ينعتونه بأنه أكاذيب، لكن ليبرمان هو الوحيد الذي يقول الحقيقة - المصدر).

        البلاد تضج منذ يوم الاحد. ويُعبر المراسلون والمحللون عن زعزعة. وتُميِّل المذيعات النظرات الشديدة، ويندد الساسة في غضب. وكل ذلك بسبب مجموعة الاكاذيب الحمقاء التي صدرت عن افيغدور ليبرمان وزير الخارجية في خطبة خطب بها السفراء. توجد مشكلة صغيرة واحدة فقط. فقد زعم ليبرمان أن رؤساء حكومة تركيا لا يقولون الحقيقة ويتهمون اسرائيل تهما باطلة. وماذا نفعل، في حين كان يخطب ليبرمان تمت في اسطنبول احتفالات تحريض حول سفينة الارهاب "مرمرة" برعاية حكومة تركيا وتشجيعها.

        كان ذلك بعد أن اتهم وزير الخارجية التركي بأنه لو شب حريق في تركيا لما أرسلت اسرائيل وفد مساعدة رمزيا على عجل. وهذه تهمة كاذبة تتجاهل المساعدة الواسعة السريعة التي منحتها اسرائيل لتركيا في الماضي. فبماذا اخطأ وزير الخارجية بالضبط؟ ليس واضحا. أضاف ليبرمان وزعم ان الطلب التركي الى اسرائيل أن تعتذر وقاحة والاتراك خاصة هم الذين يجب ان يعتذروا. هذه وقاحة من وزير الخارجية ان يقول الحقيقة.

        بخلاف الاسطورة الجديدة التي يحاولون غرسها في رؤوسنا، لم تفسد العلاقات بتركيا بسبب مغامرة "مرمرة" البحرية. فقد اتهمنا رئيس حكومة تركيا اردوغان بمذبحة شعب زمن "الرصاص المصبوب" وهو يعدل نحو المحور الايراني – السوري. كانت قافلة شاغبي "مرمرة" نتاج تغير السياسة التركية لا عامل التغير. وقد وقفت الحكومة في أنقرة من وراء التحرشات الارهابية البحرية التي أُرسلت نحونا. إن المذنب في المواجهة والضحايا والجرحى والأضرار من الطرفين حكومة تركيا ومن الواجب عليها فقط أن تعتذر.

        يتهمون ليبرمان مع كل ذلك بأنه يُهيج الخصام، وحتى لو كان هذا صحيحا فما كان يجب أن يُقال. لكن ما الحكمة في ضبط النفس ازاء حملة التحريض اليومي التي يقوم بها الاتراك علينا؟ يفترون علينا، ويبنون الأحلاف علينا ونحن صامتون. إن من يُمكّن العدو من أن يضربه بلا رد سيُهزم آخر الامر. لهذا فالهجوم المضاد الدبلوماسي على تركيا أمر يقتضيه الواقع وكذلك الحكمة السياسية. علينا أن نحدد صلة تركيا بمحور الشر، ونؤكد إنكار المحرقة الارمنية، والمس بعلاقاتها بالولايات المتحدة وأن نُبين لأنقرة والعالم كله ان هناك ثمنا لمطاردتنا. ويجري الحكم نفسه على أبي مازن وسائر "شركائنا" من رام الله. فقد تناولهم ليبرمان ايضا في الخطبة وعيب عليه ذلك.

        قدّر وزير الخارجية انه لا احتمال لتوقيع اتفاق دائم مع الفلسطينيين خلال سنة. أيوجد شخص ما سوي العقل يستطيع أن يعتقد خلاف هذا؟ وقد عبّر ايضا عن امتعاض من الحملة التي يقوم بها الفلسطينيون علينا وكان ليبرمان في هذا الشأن دبلوماسيا جدا. إن اصدقاءنا من السلطة الذين يُجرون في ظاهر الامر تفاوضا في السلام معنا يفعلون كل شيء ما عدا السلام. فهم يتهموننا بمذبحة شعب ويدعون الى القطيعة مع انتاجنا وجامعاتنا، ويشجعون العقوبات علينا، ويرفضون حقنا في الوجود في صحفهم وكتبهم الدراسية ونحن نضبط أنفسنا ونعتذر.

        لا يوجد انسان وأمة سليما العقل كانا يردان على هذا النحو على الفلسطينيين وعلى الاتراك – الذين يجب ان يعلموا ان هناك ثمنا للتحريض والتأليب علينا. إن من يتساهل في كرامته تزول كرامته. ومن يتخلى عن اسمه وسلامته للمنقضين عليه لن يستمر في البقاء زمنا طويلا. لهذا يجب فقط ان نأمل ان يستمر وزير الخارجية في النطق بـ "أكاذيب" كهذه التي أثارها مطلع الاسبوع. وأن يكف رئيس الحكومة في نفس الوقت عن التلعثم والاعتذار والزحف وأن يتبنى آخر الامر طريق قول الحقيقة.