خبر حكاية « بائع الكعك »

الساعة 08:50 م|28 ديسمبر 2010

حكاية "بائع الكعك"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

تراه يتنقل بينهم يسمع قصصهم ويشعر بآلامهم، يواسي هذه، ويطمئن أخريات، بات يعرف وجوههم، اعتادوا عليه وأصبح جزءاً من تفاصيل هذا اليوم الذي يجتمعون فيه كل أسبوع، يبيع إليهم "الكعك" الذي دوماً يذكرهم بحكايتهم.

 

أبو محمد (45 عاماً) من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، أصبح معروفاً "بالكعك" الذي يشهد على معاناة أكثر من 700 أسير من قطاع غزة يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني، يبيع منه لأهالي الأسرى الذي يجتمعون كل اثنين في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة.

 

فكل اثنين ومنذ سنوات عدة يعكف أبو محمد على المجئ لمقر اللجنة الدولية خلال الاعتصام أو أي فعالية تتعلق بذوي الأسرى، كباب رزق له، لإطعام أطفاله في ظل قلة فرص العمل في وقت يعيش فيه الفلسطينيون حصار مشدد خانق تفرضه حكومة الاحتلال الصهيوني.

 

أبو محمد أوضح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن بداية مجيئه لمقر الاعتصام كان لبيع الكعك وأن مايهمه كان بيع مالديه من كعك الذي يقبل عليه ذوي الأسرى، ولكنه أكد أن الأمر أصبح لديه قضيته التي دعا إلى ضرورة أن يناضل من أجلها كل الفلسطينيين بكافة فصائلهم.

 

ويعيش أبو محمد حسب حديثه معاناة أهالي الأسرى، فبات جزء منهم، فأصبح يعرف الحاجة أم ابراهيم، وأم فارس، وأم رامي، وأم محمد، وأبو شادي، وأبو خميس، وكل ذوي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت قضية الأسرى بالنسبة له هم جديد يضاف إلى أوضاعه الاقتصادية الصعبة.

 

ويضيف بائع الكعك، أن أكثر ما يؤلمه رؤيته لدموع والدة أسير أو زوجته أو أبنائه، خاصةً أنه أصبح رفيقاً لهم في قضيتهم الوطنية، مطالباً العالم أجمع بسماع هموم ذوي الأسرى ومعاناتهم والعمل على إطلاق سراحهم.

 

جدير بالذكر، أن أهالي الأسرى يواصلون اعتصامهم الأسبوعي في مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة, احتجاجا على منع الاحتلال الصهيوني لهم من رؤية أبنائهم منذ أربع سنوات, ومنعهم من توصيل احتياجاتهم من ملابس شتوية ومصروفات واحتجاجاً على المعاملة السيئة التي يلاقيها الأسرى في سجون الاحتلال، وتضامناً معهم حتى نيل الحرية.

 

وحسب إحصاءات رسمية فلازال  أكثر من 6100 معتقلاً فلسطينيًا لا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويعيشون ظروفًا قاسية جدًا، يتوزعون على أكثر من 22 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق.