خبر عاصفة ليبرمان: أهي الحقيقة بالذات تزعجكم؟- إسرائيل اليوم

الساعة 09:37 ص|28 ديسمبر 2010

عاصفة ليبرمان: أهي الحقيقة بالذات تزعجكم؟- إسرائيل اليوم

بقلم: أمونة الون

(المضمون: ما العمل في ان من واجبهم التظاهر بان السلام يقف عند الابواب وان قوة حماس لا تتصاعد على الارض وفي الساحة السياسية على حساب "الشريك" ابو مازن الآخذ في الضعف -المصدر).

الكل في اسرائيل وفي العالم أيضا يعرفون بان وزير الخارجية ليبرمان يقول الحقيقة. كلهم يعرفون بان ليس فقط نتنياهو لا يؤمن بانه يمكن الوصول الى تسوية سياسية في غضون سنة بل مثل ما قال الوزير يعلون قبل اشهر "لا احد من وزراء السباعية يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين".

        ما العمل في أنهم رغم معرفتهم فان من واجبهم ان يلوكوا السنتهم حول اقوال ليبرمان. ما العمل في ان من واجبهم التظاهر بان السلام يقف عند الابواب وان قوة حماس لا تتصاعد على الارض وفي الساحة السياسية على حساب "الشريك" ابو مازن الآخذ في الضعف.

        الكل يفهم بان العزلة السياسية لاسرائيل ليست نتيجة ما تفعله او لا تفعله. فالكل يعرف بان هذه العزلة ليست سوى عرضا واضحا ومعروفا لمرض اللاسامية الذي تعاني منه أمم العالم منذ الزمان. من يحاولون نسيان ذلك يتلقون بين الاونة والاخرى تذكيرا يبعث على الغثيان وهذا الاسبوع تضمن هذا التذكير احتفالا رسميا لاساميا اجرته تركيا بمناسبة عودة مرمرة الى شواطىء اسطنبول.

        ما العمل في أنه رغم فهمهم ذلك واجب عليهم اصدار اصوات لدولة اوروبية قياسية كل صلة بين عزلتها السياسية وبين كراهية اسرائيل التقليدية ليست سوى ثمرة الخيال. ما العمل في أن من واجبهم الا يسمعوا حقا الجماهير التركية التي تصرخ "الموت لاسرائيل"، الا يروا حقا بان الولايات المتحدة تعزز عزلة اسرائيل كي تشدد تعلقها بها نفسها؛ والتصدي لمن يقول الحقيقة من بيننا في أن كل شيء في ذنبهم – وكأن العالم سيستقبلنا بمحبة وسيكف عن التفكير بان اليهود بشعون وخطرون فقط اذا ما وافقنا على التنازل عن الكرفان اياه على التلة اياها في السامرة.

        ليس في المجال السياسي فقط تجري لعبة الحقيقة او هذا الواجب: فالكل يعرف بان المستشار آفي سمحون لم يقل شيئا شاذا او مهينا عن جمهور المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق، ولكن من واجبهم ان يستغلو الزخم كي يثبتوا بانهم هم فقط من يحمي حقوق جمهور شديد القوة هذا.

        هم يعرفون بان معظم الهجرة الى البلاد منذ البداية كانت ولا تزال هجرة "جوهرية" مثل تلك التي وصفها الرجل في أن قلة شديدة كانت ولا تزال هم المهاجرون الذين يغادرون بلدانهم الاصلية لانه يفعم في قلوبهم حلم صهيوني عديم المصالح وكثيرون أكثر بكثير هم الذين يفرون الى هنا في كل جيل وجيل بحثا عن ملجأ آمن وكذا – وما هو الاكثر طبيعية من ذلك – بحثا عن تحسين مستوى معيشتهم.

        هذه هي الحقيقة ولكن الواجب هو الانضمام الى جوقة المنصدمين من "الكارثة" بين المهاجرين وبين المتسللين الافارقة. من جهة اخرى واجب الاستيعاب هنا لكل متسلل يربي طفلا ينطق بالعبرية وذلك لان طرد الاطفال سيشدد زعما عزلتنا السياسية. ومن جهة ثالثة واجب عدم قول شيء ضد السيطرة العربية على احياء كاملة في مدن اسرائيل رغم أن مصادر تمويلهم معروفة وهدفهم معلن.

        معروفة ايضا الحقيقة في أن فقط 30 الف ابناء مدارس دينية ينالون الرزق بفضل قانون مخصصات طلاب الدين ولكن واجب الادعاء بان "كل الاصوليين يعيشون على حساب الجمهور". واجب تجاهل حقيقة أن عشرات الاف المفكرين الاخرين ومعظمهم علمانيون يتلقون من الدولة رواتب أعلى بكثير من المخصصات التي يتلقاها طلاب الدين. الحقيقة هي أن اقوال المستشار سمحون ضد نسبة الولادة لدى المتدينين، كانت مناهضة للديمقراطية اكثر من كتاب الحاخامين. ولكن لا يوجد واجب للاحتجاج عليها.