خبر أبو مازن والسلطة: ليس هكذا يُبنى السلام- إسرائيل اليوم

الساعة 09:20 ص|27 ديسمبر 2010

أبو مازن والسلطة: ليس هكذا يُبنى السلام- إسرائيل اليوم

بقلم: أوري هايتنر

المضمون: على اسرائيل أن تصر على حقها في حدود قابلة للدفاع بحيث يبقى في ايديها غور الاردن الموسع، غلاف القدس والكتل الاستيطانية على طول الخط الاخضر. الجيش الوحيد في هذه المناطق سيكون الجيش الاسرائيلي – المصدر). 

تصريحات رئيس السلطة ابو مازن، والتي يرفض فيها تواجد جنود اسرائيليين في أي قوة دولية ترابط في الدولة الفلسطينية جاءت لتلطف ما قاله من قبل وعبر فيه بقدر أكبر عما في قلبه من حيث رفض وجود جنود يهود في مثل هذه القوة. وتدل هذه الاقوال على عنصرية واضحة من جانب من رسالة الدكتوراة خاصته كما هو معروف عنيت في جوانب تتعلق بالتنكر للكارثة. وهذا بحد ذاته خطير ويدل كم هو اشكالي من يعتبره كثيرون من اليسار شريكا في السلام. ولكن اساس المعنى العملي لاقواله يكمن في الموقف من مجرد وجود قوة دولية كحقيقة ناجزة وان ما تبقى فقط هو البحث في مسألة تركيبتها.

ينبغي طرح فكرة وجود قوة كهذه على جدول الاعمال العام والتشكيك فيها. فمثل هذه القوة تتعارض وأحد المبادىء الاساسية لنظرية الامن الاسرائيلية التي وضعها بن غوريون – الجيش الاسرائيلي هو الجيش الوحيد الذي سيحمي دولة اسرائيل. والجنود الاجانب لن يسفكوا دماءهم دفاعا عن اسرائيل.

القاسم شبه المشترك في كل الحالات التي اعتمدنا فيها على قوة سلام دولية يكمن في حقيقة أن هذه القوات باءت بفشل ذريع في أداء مهامها. وأكثر مما ساهمت – أضرت.

هكذا مثلا قوة المراقبين الدوليين من الامم المتحدة والتي جاءت بهدف الرقابة على تطبيق اتفاقات الهدنة بعد حرب الاستقلال، لم تمنع الهجمات السورية على بلدات الشمال ومحاولة تغيير مجرى نهر الاردن ولكنها جعلت من الصعب جدا على اسرائيل الرد بالقوة المناسبة.

كما أن قوة المراقبين التي ادخلت الى سيناء والى قطاع غزة في اثناء الانسحاب الاسرائيلي في 1957، بعد حرب سيناء، فرت من سيناء عندما طلب الرئيس المصري ناصر منها ذلك، عشية حرب الايام الستة. اما قوات اليونيفل في لبنان كما هو معروف فعديمة كل قيمة في مواجهة الارهاب على مدى أكثر من ثلاثين من وجودها. القوات الامريكية والفرنسية التي رابطت في بيروت في 1982 فرت بعد العمليات الجماعية التي قام بها حزب الله. هكذا حصل ايضا في اماكن اخرى في العالم.

مقابل ذلك، فان قوة متعددة الجنسيات في حدود اسرائيل لم تفشل هي قوة المراقبين في سيناء، والتي ترابط على طول الحدود مع مصر منذ ثلاثين سنة. ولكن للحقيقة، فان هذه القوة لم توضع تحت الاختبار، وذلك لان مصر تنفذ بتشدد البنود الامنية في اتفاق السلام مع اسرائيل.

اذا ما غير المصريون طريقهم وتعاملوا مع الاتفاقات الامنية كما يتعاملون مع الاتفاقات المدنية – أي ان يخرقوها من الاساس – فمن غير المستبعد أن في هذه الحدود ايضا ستظهر القوة متعددة الجنسيات كعديمة القيمة، وكسند متهاوٍ. كما ان قوة الامم المتحدة المرابطة على طول الحدود السورية – الاسرائيلية منذ 1974 لم توضع قيد الاختبار. وذلك لان مجرد تواجد اسرائيل على الجولان وعلى جبل الشيخ يوفر الردع اللازم لمنع الحرب.

اذا انسحبت اسرائيل من مناطق يهودا والسامرة، فان احتمال أن يتصرف الفلسطينيون مثلما تصرفوا بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة عالٍ جدا. معنى الامر: اطلاق الصواريخ على مدن اسرائيل. في ضوء كل السوابق التاريخية، فان احتمال أن تتمكن قوة دولية ما من منع ذلك طفيف للغاية. السبيل الوحيد للتصدي لمثل هذا الواقع سيكون في عملية عسكرية للجيش الاسرائيلي. تواجد قوة دولية سيقيد جدا قدرة العمل الاسرائيلية وسيمس في تحقيق حق الدفاع عن النفس لاسرائيل.

هل من الافضل الا تكون هناك على الاطلاق قوة دولية، بمعنى أن يكون امامنا الفلسطينيون وحدهم فقط؟ وبالفعل، تواجد قوة دولية يضر أكثر من عدمه – ولكن حذار على اسرائيل على الاطلاق ان تحشر نفسها في خيار بين هذين الشرين. على اسرائيل أن تصر على حقها في حدود قابلة للدفاع بحيث يبقى في ايديها غور الاردن الموسع، غلاف القدس والكتل الاستيطانية على طول الخط الاخضر. الجيش الوحيد في هذه المناطق سيكون الجيش الاسرائيلي.