خبر هنية: « إسرائيل » تهول لتبرير العدوان على غزة

الساعة 08:40 م|26 ديسمبر 2010

هنية: "إسرائيل" تهول لتبرير العدوان والمقاومة بالقطاع أصبحت أقوى

 

فلسطين اليوم- الجزيرة نت

أكد رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية أن المقاومة في القطاع أقوى مما كانت عليه في العدوان الذي نفذته "إسرائيل" نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، متهما إسرائيل بتضخيم قدرات المقاومة لتأمين تغطية عدوانها المرتقب.

وشدد هنية على أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسعى لمشاركة جميع الفصائل في حكومتها بغزة لأنها لا تريد الإقصاء السياسي وإنما المشاركة السياسية على برنامج حكومته.

وتمنى أن تتحسن علاقة حركته بمصر لأنها علاقة إستراتيجية، وحماس راضية عن بقاء الملفات الفلسطينية الرئيسية بيد مصر، مؤكداً أن علاقة حماس مع إيران كعلاقتها مع السعودية وقطر والأردن ومصر وسوريا. وفيما يلي النص الكامل للحوار:

 

هناك تصعيد ميداني في غزة وحديث إسرائيلي متصاعد عن أن غزة ومقاومتها تمتلك أسلحة أكثر تطوراً، ما مقصد هذا الكلام الإسرائيلي؟

المعروف أن الاحتلال الإسرائيلي يستند إلى عقيدة عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وهو أحيانا عندما ينفذ العدوان يلجأ إلى أسلوب التمويه والتحريض والمبالغة في القوة المضادة حتى يكون ذلك مبررا أمام العالم لاستخدام القوة الباطشة ضد الشعب الفلسطيني. نحن نرى أن الكلام الإسرائيلي يندرج في هذا السياق، هو محاولة تضخيم قوة المقاومة في غزة ليبرر لنفسه العدوان الذي ربما يحضر له ضد غزة وربما ضد المنطقة بشكل عام.

من حق فصائل المقاومة أن تملك ما تريد في إطار الدفاع المشروع عن الشعب الفلسطيني، ولكن هناك كثيرا من الأضاليل والأكاذيب التي ظهرت على مستوى الخطاب الإعلامي والسياسي الإسرائيلي.

 

لماذا هذا التضليل؟

كما ذكرت هو محاولة تبرير للجرائم التي يقوم بها لأنه بعد انتهاء الحرب (2008-2009) حتى الآن هناك أكثر من 240 شهيدا وهناك أكثر 2300 جريح، والعديد من المقرات والمدارس والمؤسسات التي تم قصفها، واليوم ونحن نجري هذا اللقاء كان هناك استشهاد اثنين صباحا في خان يونس.

هناك جرائم ترتكب من قبل الاحتلال، فهو يريد أن يبررها أمام العالم بأن ما يقوم به أمر طبيعي لأن هناك شيئا خطرا في الطرف الآخر.

 

هل تعتقدون أن إسرائيل جاهزة لخوض حرب جديدة؟

لا نستطيع تقدير طبيعة جهوزية العدو، هو دائما يفكر بمنطق العدوان على الشعب الفلسطيني والمنطقة بشكل عام وربما أن في كثير من السياق يندرج في سياق الحرب النفسية، ربما هناك كوابح لإمكانية نشوء حرب ضد قطاع غزة سواء كانت الفضائح التي لحقت به جراء الحرب الأخيرة أو بانشغاله بالوضع الداخلي وأزماته أو ملفات إقليمية أكبر، قد تكون الحرب مستبعدة في المنظور لكن هذا لا يعني أن العدو قد تخلى عن نواياه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.

 

غزة تعيش الذكرى الثانية للحرب، هل تعتقدون أن غزة أقوى من قبل؟

صحيح، غزة استطاعت بفضل الله أن تتخطى الكثير من آثار العدوان وإن كان ما زال آثار العدوان لجهة الإعمار والحصار ومن جهات كثيرة ماثلة وقائمة ولم نستطع معالجتها بسبب الحصار المفروض على غزة، ولكن غزة اليوم وشعبها ومقاومتها أقوى مما كانت عليه وقت الحرب السابقة.

 

دعوتم في كلمتكم بمهرجان انطلاقة حماس الـ23 إلى قراءة وتفحص بيانات كتائب عز الدين القسام التي أعلنت في وقت لاحق، ماذا كنتم تقصدون بذلك؟

كثير من الذين يحاولون المس بحماس ومسيرتها يصورون أن هذه الحركة تخلت عن مشروع المقاومة وخاصة بعد دخولها الحكم، وهناك من يحاول ترويج أن هناك خلافات وانقسامات داخل حماس. الإحصائية التي قدمت أمس من القسام أعطت رسائل عدة أولها انضباطية عالية بالعلاقات داخل هذه الحركة، والحركة موحدة في مواقفها السياسية والميدانية.

 

ودخول حركة حماس على الحكم لم يكن على حساب مشروع المقاومة، 58% من شهداء القسام استشهدوا بعد دخول حماس الحكم، و32% من عمليات القسام نفذت بعد دخول حماس الحكم. أما النقطة الثالثة فنحن نتكلم عن حركة قدمت آلاف الشهداء وأصيب منها آلاف الجرحى على يد العدو الصهيوني، هذه حركة شكلت نقطة تحول تاريخية في تاريخ الشعب الفلسطيني وقالت لشعبنا إنها درع واق يحميك.

 

المصالحة لماذا لم تتم حتى الآن؟

لأنه هناك فيتو أميركي، وفي نفس الوقت هناك تيار بحركة فتح ليس تيارا وحدويا ويريد التفرد بالقرار والتخلص من الشركاء السياسيين على الساحة، تجده يتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي بهدف الاستئصال.

 

الذي يجري في الضفة بشكل أو بآخر هو تنفيذ لمخطط أميركي وإسرائيلي لاستئصال المقاومة وحماس من الضفة. إذا تخلصوا من الفيتو الأميركي وتسلحوا بالإرادة السياسية والقرار الفلسطيني المستقل وألجموا هذا التيار الذي يرفض الوحدة وإنهاء الانقسام، فسوف تكون مصالحة إن شاء الله.

 

هناك من يقول إن حماس تخشى الانتخابات القادمة؟

حماس تخطت ثقافة الخشية والخوف، والجماهير التي جاءت في انطلاقتها تعطي رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني يلتف حول خيار حماس والمقاومة وحول الإسلام، فحماس إذا ما خاضت أي انتخابات قادمة فإنها ستحصل على نتائج مهمة وطيبة.

 

لماذا تجرون التعديل الوزاري في هذا الوقت، البعض يراه معمقا للانقسام؟

نحن طرحنا ذلك سابقا واليوم استحضرناه مجددا حتى نعطي رسالة لكل أبناء شعبنا بأننا معنيون بالشراكة السياسية والانفتاح على الآخر، وأننا لا نرغب في التفرد بالحكم وأن حركة حماس تقول للفصائل والشخصيات إن هذا وطن الجميع وبلد الجميع، ومن يريد أن يخدم هذا الوطن من الموقع الحكومي في إطار البرنامج الحكومي والتفاهم السياسي على البرنامج السياسي والميداني فهذا شيء مفتوح للجميع.

 

هل موقفكم من القبول بدولة على حدود 1967 تغيير أو تنازل في مواقفكم؟

ليس هناك أي تغيير، نحن ثبتنا ذلك في كلمة الانطلاقة، قلنا بأن فلسطين هي كل فلسطين وكل التراب الوطني، فلسطين هي فلسطين التاريخية لكن في إطار ما يسمى التحرر المرحلي، فإذا كانت هناك إمكانية لقيام دولة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس فلا مانع من قبوله مقابل هدنة وليس مقابل الاعتراف بإسرائيل.

 

كيف ترون توقف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل؟

المفاوضات متوقفة منذ زمن بعيد، وكل فترة وأخرى يعطونها تنفسا اصطناعيا فتبدو وكأنها حية. لا توجد مفاوضات، واليوم وصلت لطريق مسدود وهي النهاية الطبيعية لمسار أوسلو.

 

وأذكر أننا عندما كنا في مرج الزهور بجنوب لبنان مبعدين، أعلن عن اتفاقية أوسلو، يومها عقد عدد كبير من المبعدين ورشة لدراسة الأوضاع المترتبة على أوسلو، وكانت النتيجة تقول إن اتفاقية أوسلو تحمل بذور الفشل في داخلها، هذا الكلام منذ العام 1993.

وحتى لو مضت بعض السنوات فإنها ستصل إلى نقطة النهاية، هناك لاءات إسرائيلية لا يمكن أن يتنازلوا عنها بالمفاوضات.

 

هل أنتم جاهزون لمفاوضة إسرائيل تحت شروط؟

لا، المفاوضات مع إسرائيل في هذه المرحلة شيء من الانتحار السياسي، لأن إسرائيل فاوضت المنظمة على مدار 18 سنة ولم تعطها أي شيء، ويقول العرب "لا تجرب المجرب".

 

العلاقة مع مصر كيف تقيمونها الآن وكيف تريدونها؟

علاقتنا مع مصر إستراتيجية، هناك شيء إستراتيجي يحكم العلاقة في الماضي والحاضر والمستقبل، لكن في الإدارة السياسية واليومية تحدث خلافات، نسعى لحل هذه الخلافات عن طريق التفاهم والحوار المباشر وغير المباشر، ونحن راضون أن تبقى في يد مصر الملفات الفلسطينية الرئيسية. فمصر عندها ملف المصالحة، وملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وعندها ملف ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، لأن اتفاقية القاهرة 2005 تناولت هذه القضية.

كل ما نطلبه من الأخوة في مصر هو ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف الفلسطينية. فبحكم التاريخ والجغرافيا مصر حريصة على العلاقات، وعلى تأمين هذا العمق الإستراتيجي للشعب الفلسطيني، ومعالجة القضايا التي نختلف عليها بالحوار، والحوار وحده فقط.

 

بعض الأطراف العربية تشكك في علاقتكم بإيران، ما هو ردكم؟

علاقتنا بايران مثل علاقتنا بالسعودية وقطر والأردن وتركيا وبمصر وبكل محيطنا العربي والإسلامي. وحماس حركة منفتحة على الجميع، ونحن كحكومة ثبتنا سياسة الانفتاح على الجميع، وفي جولاتنا كما زرنا إيران، زرنا السودان ومصر وسوريا، ووزير الداخلية الشهيد سعيد صيام قام بزيارة إلى موسكو مع الإخوة، نحن في علاقات مفتوحة عربيا وإسلاميا ودوليا.

 

إيران تقدم دعما سياسيا وإعلاميا وماليا للشعب الفلسطيني هي مشكورة عليه، وهذا شيء نقدره كشعب فلسطيني، وأي دولة تقدم دعما للشعب الفلسطيني طالما لم يكن مشروطا فنحن نرحب به. وكذلك إيران دولة إسلامية وهي جزء من المكون الثقافي والفكري للأمة والمنطقة، وهي جزء من نسيج المنطقة.

 

البعض يسأل: ماذا يريد الغرب من حماس وماذا يسألها؟

في البداية نقول: لماذا يلتقي الغرب مع حماس؟ لأنه باختصار وصل إلى قناعة بأن إزالة حركة حماس عن الخارطة السياسية مسألة صعبة، لا بالحصار ولا بالحرب، ولذلك صار هناك إعادة تقييم للموقف السلبي للغرب من حركة حماس، فوجدوا أن من يريد التعامل مع الوضع الفلسطيني لا بد أن يتكلم مع حماس باعتبارها حركة منتخبة وشرعية وذات وزن شعبي وجماهيري. من هنا أعتقد أن العلاقة والحوار مع الغرب شيء طبيعي، لكن غير الطبيعي هو عدم وجود اتصالات مع حماس التي تشكل كل هذا الثقل السياسي.

 

كيف تديرون غزة في ظل الحصار والتضييق المالي والسياسي؟

الحكومة من خلال وزاراتها المختلفة تدير القطاع كلا حسب اختصاصه، وهذه الإدارة قائمة على تخطيط ورؤية وبرنامج، وعلى آليات عمل تُعتمد في مجلس الوزراء، ومبنية على قوانين سنها المجلس التشريعي. لذلك فالإدارة السياسية والاقتصادية الاجتماعية والإنسانية ناجحة رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها.

وأثبتت الحكومة أنها قادرة على تخطي الصعاب رغم كل العقبات التي تعترضها. اليوم هذه الحكومة أفضل وأقوى، وهي تعالج قضايا كبرى كموضوع الإعمار والكهرباء وتحلية المياه، وهناك الآن مشاريع بنية تحتية، وحكومتنا ماضية وتدشن مرحلة جديدة في إدارة قطاع غزة.

 

 هناك من يشكو التضييق على الحريات والمؤسسات في غزة، هل تتابعون ذلك؟

نحن نتابع هذا الأمر، وأي شكوى تصلنا نعالجها فورا ونتابعها ونشكل لها غطاء بضرورة احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، وهذا التزام ديني قبل أن يكون التزاما دستوريا وقانونيا، الناس تحترم حرياتهم ومعتقداتهم وأموالهم وأعراضهم، وهناك صورة إيجابية، ليس كما يريد أن يقدمها البعض ويقصد بها تشويه صورة الحكم بغزة.

 

 كيف تقيمون علاقتكم مع الفصائل في غزة؟

العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل، نحن نحترم كل الفصائل الفلسطينية ولا ننكر دورها وتاريخها وعطاءها. هناك فصائل منضوية تحت إطار منظمة التحرير بيننا وبينهم خلافات سياسية، وهناك فصائل في موقع التحالف نسميها فصائل مقاومة وممانعة، علاقتنا ممتازة بها.

بشكل عام حماس تشارك في كل الهيئات الجامعة للقضية الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من أننا شكلنا لجنة لعقد لقاءات مع كافة الفصائل الفلسطينية من داخل منظمة التحرير ومن خارجها من أجل مشاركتها في الحكم.

ونحن نذكر هنا أننا سهلنا الاحتفالات الجماهيرية لهذه الفصائل التي تقيمها في غزة، وشاركنا كحكومة وحماس فيها، وهذا للأسف غير موجود بالضفة الغربية.