خبر جهاز المخابرات المصري رصد ضباط الموساد وصورهم في الصين وتيلند

الساعة 08:47 ص|24 ديسمبر 2010

جهاز المخابرات المصري رصد ضباط الموساد وصورهم في الصين وتيلند

فلسطين اليوم: وكالات

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة في قضية اتهام مصري وضابطي بجهاز الموساد الإسرائيلي بالتجسس عن أن جهاز المخابرات المصرية راقب تحركات ضباط الموساد والتقط لهم عدة صور خلال تنقلاتهم في دول جنوب شرق آسيا، وواجهت النيابة المتهم طارق عبد الرازق بصور ضباط الموساد، وساعتها أبدى المتهم اندهاشه من قدرة المخابرات المصرية على مراقبة ضباط الموساد.

 

باشر التحقيقات القاضي طاهر الخولي المحامى العام لنيابة أمن الدولة العليا بإشراف القاضي هشام بدوى رئيس الاستئناف المحامى العام الأول للنيابة.

 

وقدم جهاز الأمن القومي للنيابة صور ضباط الموساد، وأرفقتها النيابة بالتحقيقات.

كما اتضح من التحقيقات أن المتهم لم يكن يعرف أصلا أسماء ضباط الموساد، وعندما أكد للنيابة عدم معرفته بأسمائهم، ساعتها قدم له القاضي طاهر الخولي صورهم، فأكد المتهم أنها هي فأبلغه بأسماء الضباط، وأن المخابرات المصرية على علم تام بهم وبأسمائهم.

 

وأوضحت التحقيقات أن المخابرات المصرية رصدت كذلك جميع الأماكن التى تنقل فيها المتهم، والشقق السرية التى خصصها الموساد للقاء به فى دول مكاو ونيبال ولاوس وكمبوديا، وقدمت المخابرات عناوين الأماكن والشقق فى النيابة وكذلك المكاتب التابع للسفارات الإسرائيلية فى الهند وتايلاند.

 

بل إن المخابرات تمكنت من تحديد موعد عودة المتهم للبلاد، وتم القبض عليه فى مطار القاهرة الدولى، مما أصابه بالدهشة، حيث إنه لم يزر مصر منذ 3 سنوات كاملة، وعلاقته شبه منقطعة بأسرته، واستغرب من كيفية رصد جهاز المخابرات المصرية لتحركاته فى دول جنوب شرق آسيا رغم أنه كان يعتقد أن كل اتصالاته بالموساد آمنة.

 

شهدت التحقيقات لغزا لم يتم كشف كيفية حدوثه، وهو اختراق موقع الموساد الإسرائيلى على الانترنت، فقد أكدت المخابرات فى تحرياتها للنيابة أن المتهم أرسل رسالة عندما كان فى الصين للموقع الإلكترونى لجهاز الموساد يعرض فيها العمل لصالح الموساد بها اسمه وجنسيته ورقم هاتفه، لكن المتهم أنكر هذه الرسالة، ولم يتم ضبطها نظرا لأنه أرسلها على حاسب آلى بالصين، وعندما واجهه القاضى طاهر الخولى بإرساله الرسالة اعترف بها.

 

واتضح من التحقيقات أن 8 مهندسين مصريين قدموا طلبات عبر الإنترنت للمتهم للعمل فى شركته الوهمية، وعندما عاد المتهم إلى مصر تم القبض عليه، ولم تستدعهم النيابة أو تحقق معهم نظرا لعدم علمهم بموضوع القضية أصلا.

النيابة تعلن المتهم بالتخابر لحساب الموساد بقرار الاتهام

أعلنت نيابة أمن الدولة العليا اليوم الخميس قرار الاتهام الخاص بطارق عبدالرازق حسين المتهم بالتخابر لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ، وتضمن القرار إحالته وضابطي الموساد الإسرائيلي الهاربين إيدى موشيه وجوزيف ديمور إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بالقاهرة.

 

وستقوم النيابة مطلع الأسبوع القادم بإرسال أوراق وملف القضية إلى محكمة استئناف القاهرة ليقوم المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس المحكمة، بتحديد دائرة المحكمة التي ستباشر محاكمة المتهمين وموعد جلسة محاكمتهم.

 

ويضم ملف القضية قرار الاتهام وأمر الإحالة وتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية مع المتهم ومذكرة التحريات الأمنية وأسماء شهود إثبات التهم ضد المتهمين وإفاداتهم ، وكذلك الأحراز المضبوطة في القضية وغيرها من الأدوات التي استخدمها المتهم المحبوس طارق عبدالرازق -(37 عاما) صاحب شركة استيراد وتصدير - في عمليات التخابر.

 

ونسبت نيابة أمن الدولة إلى المتهمين الثلاثة في قرار الاتهام أنهم خلال الفترة من مايو 2008 وحتى أول أغسطس 2010 - داخل مصر وخارجها - تخابروا مع من يعملون لحساب دولة أجنبية (إسرائيل) بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق المتهم طارق عبدالرازق أثناء وجوده بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين على العمل معهما لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد بغية الإضرار بالمصالح المصرية.

 

كما نسبت النيابة إلى المتهم الأول (طارق عبدالرازق) أيضا أنه قام بعمل عدائي ضد دولتين أجنبيتين (سوريا ولبنان) من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية على إمدادها بتقارير بمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد ، وبنقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا.

 

واعترف المتهم طارق عبدالرازق تفصيليا خلال التحقيقات بعمليات تجنيده لحساب الموساد والتي بدأت في ضوء مبادرته بإرسال رسالة للموساد على شبكة الانترنت عارضا فيها رغبته في التعاون معهم وإبلاغه لهم بأنه مصري مقيم في الصين.

 

وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية تتعلق باللقاءات التي جرت بينه وبين رجال الموساد في عدد من الدول وهى الهند والصين وتايلاند وكمبوديا ونيبال ولاوس مكاو، وأقر أيضا بتلقيه لتعليمات منهم للعمل على انتقاء واستقطاب عناصر سورية ولبنانية ومصرية للتعاون مع الموساد.

 

وذكر المتهم ، في أقواله بالتحقيقات ، أنه قام بتنفيذ تكليف صادر إليه من الموساد الإسرائيلي بالسفر إلى سوريا ، حيث التقى هناك بمواطن سوري عميل للموساد ونقل منه بعض المعلومات لضابطي الموساد الهاربين من خلال شبكة الانترنت.