خبر الخليط القابل للانفجار.. معاريف

الساعة 09:14 ص|22 ديسمبر 2010

بقلم: روتي سيناي

(المضمون - ليس صعبا تجنيد ضحايا الاهمال السلطوي، بما في ذلك اولئك الذين يعرفون جيدا بأن الجريمة والخوف، التعليم السيء والارصفة المحطمة، بدأت قبل سنوات طويلة من وصول السكان الجدد. – المصدر).

في العام 2006 فتحت شرطة اسرائيل 283 ملفا ضد مواطنين افارقة، بعضهم على التسلل الى اسرائيل خلافا للقانون. حتى نهاية 2010 من المتوقع لعدد الملفات ضد الافارقة ان يصل الى 500. ولكن حيال ارتفاع بنحو 60 في المائة في عدد الملفات طرأ ارتفاع بنحو 3000 في المائة في عدد الافارقة في اسرائيل – من 1000 الى قرابة 30.000. وحسب الاحصاءات الشرطية، التي توجد في تقرير أعده مركز بحوث الكنيست قبل شهرين فان: الشرطة فتحت ملفات ضد واحد من كل 16 من السكان في تل ابيب، ولكن ضد واحد من كل 85 افريقيا.

من المهم ان نتذكر هذه المعطيات في ضوء الموجة العكرة الهستيرية التي تجتاح المدن التي يوجد فيها تجمعات من السكان الافارقة – تل ابيب، اسدود، ايلات. وهكذا مثلا، فان عنوان المظاهرة التي ستعقد اليوم في حي هتكفا هو: "كفى للخوف في الأحياء – فليُعد المتسللون الى ديارهم". في الحي ب في اسدود روت احدى السكان عن جيرانها الافارقة بأن "لبعضهم نظرات لا تقبل التأويل – فهم يطلقون نظرهم نحو الطفلات والراشدات".

العداء ضد الافارقة هو ظاهرة جديدة نسبيا، لم تكن تقريبا معروفة على مدى العشرين سنة التي تواجد فيها عمال اجانب في اسرائيل. وبشكل عام، الموقف من مئات آلاف العمال كان التسامح والثناء، الذي نبع، ضمن امور اخرى، من الفصل والابعاد: المعالجات الفلبينيات يسكن لدى أرباب العمل، العمال الصينيون في مواقع البناء والتايلانديون في القرى الزراعية وفي الكيبوتسات.

لا يشبه هذا الموجة المتعاظمة من الافارقة المعوزين لكل شيء، ممن دخلوا في السنوات الثلاث الاخيرة للسكن في الأحياء الفقيرة في تل ابيب وفي مدن اخرى. الخليط المتفجر لاجانب فقراء داخل أحياء فقيرة تُشعله في الاشهر الاخيرة منظمات يمينية متطرفة، تضيف الى الصراع نبرات من كراهية الاجانب والنزعة القومية المتطرفة.

"معظمهم مسلمون. نحو 15 ألف امرأة يهودية تعشن اليوم مع عرب كزوجة ثانية. هؤلاء اللاجئون ايضا لا بد سيقيمون علاقات غرامية مع فتيات يهوديات والتمثل في الشعوب الاخرى يحتفل"، كُتب هذا الاسبوع في موقع لمنظمة تدعى "قيادة الكفاح الوطني".

مدقق حسابات يدعى حاييم يوآفي رابينوفيتش، الموقع على هذه الاقوال، لا يحصر نشاطه في تل ابيب. في السنة الماضية ساعد في المؤتمر التأسيسي لمنظمة "الحارس الجديد"، التي تضم مئات المزارعين الذين يحرسون مواقعهم في وجه غزو المجرمين. وأعلن في حينه بأن "العرب يسيطرون على اراضي الجليل، يشاغبون ويسرقون الاقتصادات اليهودية".

هذا الاسبوع يُنشر على رأس موقع "اسرائيلي وطني" نداء للانضمام الى المظاهرة في حي هتكفا. "من المهم أن نُبدي التضامن والدعم من اجل السكان اليهود لجنوب تل ابيب، الذين تحولوا الى أقلية عرقية ضعيفة، مهددة، عديمة الوسيلة ومظلومة في أحيائها"، كما كتب في النداء.

من الصعب أن نعرف اذا كان الغباء أو التهكم الذكي هما اللذان يوجهان الكاتب. الواضح هو ان الرسالة تستند الى نبرات من الاحباط والاحساس بالظلم والذي يعود الى عشرات السنين.

ليس صعبا تجنيد ضحايا الاهمال السلطوي، بما في ذلك اولئك الذين يعرفون جيدا بأن الجريمة والخوف، التعليم السيء والارصفة المحطمة، بدأت قبل سنوات طويلة من وصول السكان الجدد.

قوى مختلفة ومتضاربة تنبش في وعاء الضغط في الأحياء. وخلق الوضع تحالفات غريبة: البولنديون مع اليمنيون، الشرقيون مع الافارقة، المتدينون مع ليبرمان، الحاخامون مع تجار العقارات. هناك ما يكفي من الكراهية للجميع. "آباؤنا وأجدادنا قدموا الى بلاد التراث، من كازبلانكا ومن اليمن كي يسيروا في بلاد اسرائيل في الشارع دون خوف ورعب"، يشرح يهودا فوئه، عضو النواة التوراتية في عراد، الذي يساعد في تنظيم المظاهرة في تل ابيب. أحد رفاقه يشرح بأن فقط زعيما قويا مثل افيغدور ليبرمان يمكنه ان يطرد المتسللين. يتبين انه عندما تكون هناك حاجة الى الاتحاد ضد الآخر والاجنبي، فان عقد الزواج المدني وباقي أفاعيل ليبرمان لا تشكل عائقا.

في اوساط سكان الأحياء يمكن بالذات سماع التعاطف مع الافارقة، الناجين في زمن أكثر سواءً للعقل وتقاليد دينية شرقية معتدلة. "المؤسسة العنصرية، تجلبهم الينا لاننا على ذات لون جلدتهم"، يقول أحد السكان. "نحن شرقيون، وهم جد يشبهوننا. أما في شمالي تل ابيب فسيكونون شاذين". النائب ميخائيل بن آري من الاتحاد القومي يوافق على ذلك. وهو يقف على رأس مجموعة من رجال اليمين تعمل على إسكان 200 افريقي في رمات افيف، كي "يعاني" اليساريون الاغنياء منهم، وليس فقط اليمينيون الفقراء.