خبر غزة: التهديد يستمر فقط- إسرائيل اليوم

الساعة 09:48 ص|21 ديسمبر 2010

غزة: التهديد يستمر فقط- إسرائيل اليوم

بقلم: امونه الون

(المضمون: اسرائيل تحت هجوم بالصواريخ من قطاع غزة وقد أصبح الامر عاديا راتبا الى حد أن الاسرائيليين لا يتنبهون لذلك - المصدر).

أصبح الامر راتبا الى حد أننا لا نكاد نتنبه اليه. تطلق قذيفة رجم أو صاروخ قسام من قطاع غزة على اسرائيل. اذا كان السقوط "في منطقة مفتوحة" وكان التقرير الاخباري انه "لم يقع مصابون ولم يحدث ضرر" فلا يُجهد الذهن نفسه لاستيعاب ما سمعته الأذن. أُبلغ في الشهر الماضي عن 28 سقوطا كهذا لكن الأنباء عن ذلك أقدم من أن تكون جديدة. وتفضل الصحافة الاسرائيلية – التي أيد أكثر العاملين فيها كما تذكرون الخطة السياسية التي جعلت قطاع غزة قاعدة لإطلاق الصواريخ – تفضل كما يبدو الانشغال بها في أقل قدر ممكن.

        بعيدا عن العناوين الرئيسة يحاول الجيش الاسرائيلي مواجهة هجوم الصواريخ المتصل وأحداث أمنية اخرى مثل زرع شحنات ناسفة ومحاولات تسلل أخذت تزداد في الوقت الاخير في "غلاف غزة". وفي داخل القطاع أخذت تزداد ازمة السكان الغزيين المزدحمين والفقراء وهم مليون ونصف مليون من البشر ما زال يُعرف ثلثاهم -  بعد ثلاثة أجيال – بأنهم لاجئو 1948 الذين يرتقبون تحقيق "حق عودتهم" داخل دولة اسرائيل. إن المس بأهداف اسرائيلية هو طريقة حماس في غزة التي تولت السلطة بفضل الحماقة الاسرائيلية من اجل إحداث "أفق سياسي" لهؤلاء السكان أو وهم نشاط لكسر الحصار الذي يخضعون له.

        بُشرنا أمس انه في اعقاب تسلح أناس حماس بصواريخ مضادة للدبابات وفي اعقاب اصابة صاروخ كهذا دبابة للجيش الاسرائيلي عملت في احباط محاولة تسلل سيضع الجيش هناك منذ الآن فصاعدا كتيبة دبابات مزودة بدرع مضادة للدبابات. يُبين المراسلون العسكريون لمن يعتقد ان هذه بشرى مطمئنة ان الكتيبة المذكورة هي الكتيبة الواحدة الوحيدة في الجيش التي تملك درعا كهذه وأن جيش حماس تعلم محاربة الدبابات من جيش حزب الله في لبنان وطورها بمساعدة أفراد الحرس الثوري الايراني. بعبارة اخرى؛ ان كلمات رئيس الاركان غابي اشكنازي للجنود زمن زيارته الاخيرة لموقع كيسوفيم على حدود غزة: "ستقع هنا أحداث اخرى. سيستمر القتال حول الجدار وفي مجال الأمن ويجب ان نكون مستعدين". لا يوجد مواطن اسرائيل لا يقشعر بدنه لقراءة كلمات كهذه قالها اشكنازي هناك جوابا عن اسئلة الجنود عن العملية العسكرية القادمة: "جولة" ستكون أكبر وأكثر تعقيدا مما عرفنا في الماضي ومن المهم أن ننهيها بنصر مؤكد واضح.

        لا يوجد من لا يهتز لسماع هذا الكلام وتأثيره في محاربي الجيش الإسرائيلي وفي سكان عسقلان وما حولها وفي ميزان الرعب بين اسرائيل وايران.

        لكن قد يكون أكثر إراحة خاصة بسبب هذه الزعزعة التي تثير القشعريرة تناول شؤون اخبارية اخرى. من الأكثر جاذبية مثلا بحث "تقديم المسيرة السلمية" أي تقديم اقامة دولة حماس في يهودا والسامرة ايضا على شكل تلك الموجودة في قطاع غزة.

        يقول رئيس الحكومة: الامر الأساسي أننا نطمح الى السلام وهو يطمح بكل ما أوتي من قوة لأن يبدو "طامحا للسلام"، لكن يوجد – داخل اسرائيل وخارجها – من يفسرون طموحه هذا بأنه ضعف. يوجد داخل اسرائيل من يرونه موافقة من رئيس الحكومة على انسحابات اسرائيلية اخرى برغم ان الجيش الاسرائيلي لا يملك كما قلنا آنفا سوى كتيبة مدرعة مضادة للدبابات واحدة وقد أصبحت مشغولة على الحدود مع غزة. وهم في جبهة حماس – حزب الله – ايران يرون ذلك شهادة على مس ناجح بقوة صمود دولة اسرائيل وقدرتها على البقاء.

دولة اسرائيل تحت هجوم بالصواريخ، وهو امر راتب الى حد أننا لا نكاد نتنبه اليه.