خبر المعضلة الايرانية -يديعوت

الساعة 09:45 ص|21 ديسمبر 2010

 

المعضلة الايرانية -يديعوت

من اوباما حتى تشرتشل

بقلم: ناحوم برنياع

منذ زمن غير بعيد عاد الرئيس اوباما من زيارة في عدة دول في الشرق الاقصى. وأكثرت وسائل الاعلام الدولية من الحديث عن فشل محاولته اقناع حكومة كوريا الجنوبية بتكييف سياستها الاقتصادية وفقا لاحتياجات الولايات المتحدة. وصُب على اوباما وابل من الهزء: اذا كان لا يستطيع ان يفرض ارادته على دولة مثل كوريا الجنوبية، التي تدين بمجرد وجودها للولايات المتحدة، فليس له ما يبحث عنه في العالم.

انتباه أقل مُنح لزيارته الى الهند، وبالأساس الى بند واحد على جدول اعمال الزيارة، والذي فيه اهتمام يتجاوز العلاقات بين الدولتين. قسم كبير من النفط الذي يُنتج في ايران يصدر الى مصافي البترول في الهند ومن هناك يعود الى ايران.

ايران وفيرة بالنفط، ولكنها فقيرة بمصافي البترول. وحسب مصادر في اسرائيل، يسعى اوباما الى ضم المصافي الهندية الى العقوبات ضد ايران. الهدف هو تجفيف الايرانيين.

أما ماذا سيفعل الهنود فلم تعرف مصادري أن تقوله، ولكن يُستخلص من اقوالهم استنتاجان. الاول، هو انه في اطار العقوبات ضد ايران تعمل ادارة اوباما بجدية وتصميم. جر الأرجل، الذي تميزت به الادارة الامريكية في الماضي حل محله احساس بالطواريء، هذا الاستنتاج يُستخلص بوضوح ايضا من وثائق "ويكيليكس". اوباما جدير بالثناء من اسرائيل وليس بالشتائم والسباب.

الاستنتاج الثاني هو انه يوجد معنى للعقوبات. فقد بدأت صراعا داخليا في قيادة النظام حول المشروع النووي – هل صحيح لايران ان تواصل البرنامج رغم العقوبات أو انه من الأفضل لها أن تتوصل الى اتفاق دولي على وقفه.

بالتوازي يُكثرون من الحديث في العالم عن الخيار العسكري. الافتراض العام هو ان هجوما عسكريا امريكيا غير وارد. امريكا متورطة في حربين غير شعبيتين، في افغانستان وفي العراق، وفي ركود اقتصادي عميق. اغلبية حاسمة في الرأي العام تعارض بشدة فتح جبهة جديدة. كما ان البنتاغون تعارض، من وزير الدفاع وحتى رئيس اركان القوات المشتركة.

بقيت اسرائيل. خلافا للولايات المتحدة، يدور النقاش هناك مع وضد هجوم عسكري على ايران على رؤوس الأشهاد، أما في اسرائيل فهو مكبوت. فهو يجري، اذا كان يجري، في الغرف المغلقة. اذا كان الجيش الاسرائيلي يستعد لهجوم على ايران أم لا، لا يعرفه سوى شركاء السر. أما الجمهور فلا يعرف سوى حقيقة واحدة، وحتى هذه ايضا بفضل حريق الكرمل: ان الحكومة لم تفعل في هذه الاثناء شيئا كي تُعد نفسها لنتائج هجوم ضد ايران، اذا ما وعندما. الاطفائيات التي كانت تنقصنا في الكرمل ستنقصنا أكثر بكثير اذا ما أُطلقت صواريخ حماس، حزب الله وربما ايضا سوريا وايران لكل مدينة في البلاد.

لاسرائيل يوجد رئيس وزراء يتطلع الى دخول التاريخ بمستوى تشرتشل، الرجل الذي تصدى للتهديد النازي وهزمه. لشدة الأسف، نسي تشرتشلنا ان يأخذ الى حملة النصر خاصته أنبوب اطفاء.

في الجدل حول الخيار العسكري الاسرائيلي يجب التمييز بين المستوى السياسي – أي رئيس الوزراء ووزير الدفاع – وبين قادة أذرع الأمن: رئيس الاركان، رئيس شعبة الاستخبارات، رئيس الموساد ورئيس المخابرات. ما هو موقف كل واحد من هذه الشخصيات في هذه المسألة، لا نعرف. حقيقة واحدة معروفة: في غضون فترة قصيرة جدا يُنهي ولاياتهم كل الاربعة، وبدلا منهم سيأتي أناس جدد.

جيل كامل يذهب دفعة واحدة، وجيل جديد يأتي بدلا منه. هذه ظاهرة شاذة بل ولعلها غير مسبوقة، في تاريخ جهاز الأمن الاسرائيلي.

فهل يوجد لها صلة مع الجدل حول التصدي للنووي الايراني؟ ليس لدي أي فكرة.