خبر السياسة ضد العلم -هآرتس

الساعة 09:37 ص|19 ديسمبر 2010

السياسة ضد العلم -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قُبلت اسرائيل يوم الخميس الماضي كمرشحة للعضوية الكاملة في مركز البحوث الاوروبي CERN، وهو البؤرة الاهم في العالم لبحوث الفيزياء الذرية. "هذا انجاز كبير لاسرائيل، سيدفع العلم الى الامام"، هكذا رحب بالقرار رئيس الدولة شمعون بيرس.

        الانضمام الى  CERNهو فرصة طيبة لفحص موقف الحكومة من العلم، والسؤال اذا كان الى جانب الفخار المبرر بالاعتراف بدور الفيزيائيين الاسرائيليين، تقوم الدولة بما فيه الكفاية لضمان مستقبل البحث العلمي في اسرائيل. لشدة الاسف، الجواب سلبي. اسرائيل تقتطف اليوم الثمار المتأخرة للاستثمار في التعليم العلمي في الماضي، وتهمل المستقبل في صالح اعتبارات سياسية قصيرة المدى.

        رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على علم بالاهمية الحيوية لاسرة علم هائجة ومزدهرة لمستقبل النمو والازدهار في اسرائيل. وحكومته تدفع الى الامام مشاريع لاعادة علماء اسرائيليين يعيشون ويعملون في الخارج، في ظل اضعاف سيطرة الجامعات القديمة، التي يرى فيها نتنياهو دفيئة لمعارضيه السياسيين من اليسار. كما أن هذا على ما يبدو هو السبب في أن الحكومة تشجع عودة الباحثين في العلوم الطبيعية، وليس في العلوم الانسانية والاجتماعية، والتي يعتبر فيها الطاقم الاكاديمي "راديكاليا" في نظر نتنياهو.

        التدخل السياسي الاكثر ضررا يأتي بالنسبة للاصوليين: فاليوم ستصادقة حكومة نتنياهو على سلسلة قرارات، تأتي لتخليد عزلة الطائفة الاصولية وتملصها من الخدمة الالزامية في الجيش الاسرائيلي. وبدلا من الفرض على الاصوليين، الذين ازداد معدلهم في جهاز التعليم، تعليم المواضيع الاساسية للرياضيات والانجليزي – يخلد نتنياهو مخصصات ضمان الدخل لطلاب الدين والتي تتركهم في عالمهم الضيق للمدارس الدينية وتبعدهم عن سوق العمل. التحذير الحاد الذي اطلقه رئيس التخنيون عن انهيار التعليم العلمي، والذي نشر في "هآرتس" الاسبوع الماضي، لم يوقظ نتنياهو. وبدلا من انتهاج برنامج وطني للتعليم العالي في اساسه تعليم المواضيع الاساسية لكل الاطفال، يفضل رئيس الوزراء تعزيز قوة الاحزاب الاصولية في الائتلاف وتعزيز تعليم التوراة. في المنافسة التي بين السياسة والعلم، لدى نتنياهو تنتصر السياسة.