خبر جواب وعائلات الثراء.. هآرتس

الساعة 10:07 ص|17 ديسمبر 2010

بقلم: يوسي سريد

(المضمون: أثرياء اسرائيل أقل تبرعا وانفاقا على الحاجات العامة والاجتماعية من نظرائهم في العالم الواسع فمتى يفعلون فعل الأغيار في الولايات المتحدة خاصة؟ - المصدر).

ليس لي اصدقاء أثرياء ولا صاحب مجموعة شركات واحد. أهذا سبب للفخر أم للحياء؟ لا أعرف اسماءهم – عوفر ودانكنر واريسون وسائر العائلات الثرية – إلا من وسائل الاعلام، ولا سيما زوايا النمائم التي اقرأها في البدء قبل أن أتجه الى الاخبار الرئيسة، وإلا فكيف سأعلم من يصادق من ومن يلتزم لمن. هذا هو الخيط الذي يربط بين الساسة والبلوتوقراطيين، فمن هنا يجذب الخيوط.

سأدقق الآن: التقيت ذات مرة اسحق تشوفا الذي تبرع بواسطتي بعدة آلاف من الشواقل لعازف بيانو موهوب من سدروت، دُعي الى المانيا لدورة استكمال. والتقينا مرة اخرى في معهد نتانيا. وكنت أنا متكلما وكان هو موزع هبات على الطلاب الجامعيين، تحدث عن الحق الذي بلغ اليه.

تدخلت بعدم أدب في كلامه وقلت ملاحظة أن ليس الحديث عن حق بل عن واجب. فوجيء تشوفا لان المال ماله وحقه ان يفعل به ما شاء.

قبل بضعة اشهر تزوج ابن صديق. دُعي من قبل العروس من جملة من دُعي جميع كبار أثرياء اسرائيل. تقدم تشوفا إلي وقال: "فكرت فيما قلته في المعهد وفهمت، كنت على حق".

آمنت للحظة انني أفدت بشيء ما وأن احتجاجي لم يذهب عبثا لكن أملي خاب سريعا. أنا أتابع سلوكه في قضية أرباح الغاز وألخص لنفسي ان تشوفا لم يفهم شيئا، لا شيء.

ليس هو فقط. فجميع نظرائه الاسرائيليين ما زالوا لم يفهموا ما اصبح مفهوما الآن من تلقاء نفسه لمليارات كثيرين في العالم ولا سيما في امريكا الخنزيرية. فها هو ذا مؤسس فيس بوك ورجل العام مارك سوكربرغ قد اعلن في الايام الاخيرة انضمامه الى وورن بافت والى بيل غيتس وبأنه يلتزم ان يخصص أكثر ماله للصدقة.

هذه "الصدقة" تقرر العدل: أوليسوا قد جمعوا كنوز قارون من موارد طبيعية هي لنا جميعا؛ واستمدوا مالهم الضخم من الثروة البشرية التي أعدتها الدولة وجعلتها في خدمتهم، وهي محفوظة لكل مواطن يدفع الضريبة؛ وحشدوا قوتهم الاقتصادية والسياسية من قوة شراء كل مستهلك وايداعاته. جاءتهم ثروتهم من الجمهور ويجب ان تعود الى الجمهور. انهم مدينون دينا كبيرا للمجتمع وعليهم ان يقضوه. ان ما وقع في نصيبهم سيُعاد منه نصيب الأسد.

إن 57 مليارا تسير على آثار بافت وغيتس وتسوكربرغ – وهذه حركة كاملة تحشد الزخم. أما عندنا، في المجتمع الذي أوجد التكافل والتضامن فما تزال لا توجد صلة بين التملق والتبرع: فالبُسط التي تُبسط أمام الأسخياء – المشاهير حمراء جدا: انهم في اسرائيل أقل تبرعا مما يوجد في كل دولة متقدمة اخرى. ان المصارف المحلية تخصص نحوا من نصف في المائة فقط من ارباحها لاهداف عامة وكذلك ايضا سائر المصالح الكبيرة.

أما الأغيار في مقابلتهم، وهم أقل خبرة بالاحكام الشرعية، فانهم أكثر سخاءا كثيرا. تبجحنا بتسليط الكثير من الضوء الذي لا يخبو على الأغيار الى أن بقينا في الجزء المظلم من الكرة الارضية.

كيف سنفسر الفرق بين الساسة والأثرياء. هل تعلم الاثرياء من الساسة أن يجنوا لبيوتهم، من تعلم من من؛ هل اثرياء اسرائيل الذين بلغوا العظمة هم في الحاصل العام جماعون صغار وهل هم كالفئران في أوكارها التي تتمتع بالجُبن الدسم الى حد ان يتخلوا لشراهتهم عن مسؤوليتهم.

مهما يكن الامر. لم يتخلوا عن محافظهم في حياتهم وفي موتهم.

اسرائيل تنتظر اول وورن بافت فيها.