خبر غارديان: واشنطن تؤخر دفن جثة « التسوية »

الساعة 09:30 ص|16 ديسمبر 2010

غارديان: واشنطن تؤخر دفن جثة "التسوية"

فلسطين اليوم- وكالات

قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية إن عملية "السلام" في الشرق الأوسط ماتت ولكنها لم تدفن بعد، وإن الولايات المتحدة حاولت تشجيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كشرط سابق لاستئناف المفاوضات، ولكن دون جدوى.

وأوضحت ذي غارديان في افتتاحيتها أنه بالرغم من أن لا أحد يرغب في دفن "جثة عملية "السلام" التي شبعت موتا"، فإن تحالف الجناح اليميني في حكومة نتنياهو يبدو مرتاحا لفشل المفاوضات المباشرة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، الذين ربما يعتبرون أن أي يوم يمر دون اتفاق نهائي بشأن "السلام" يشكل فرصة لحركة آلات خلط الإسمنت والبناء بحرية.

ويبدو أن القادة الفلسطينيين غير راغبين في تنفيذ وعودهم بالاستقالة لأنهم سيخسرون مناصبهم وقوتهم وثقلهم السياسي، وبالرغم من الشرعية التي ربما لا تزال تتمتع بها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، فإن الفلسطينيين ينظرون إلى السلطة الفلسطينية بوصفها بديلا عن الجنود الإسرائيليين، ليس أكثر.

وأما "إسرائيل" فستبقى تحاصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وتعد العدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وسط مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.

تشييع جنازة

وأما الولايات المتحدة فلا تود تحديد موعد "لتشييع جنازة عملية السلام"، وذلك لأن إصدار شهادة الوفاة الفعلية يتطلب مراجعة وتمحيص 18 سنة من المحاولات غير المثمرة والجهود الفاشلة لتحقيق "السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الأرض، وذلك آخر ما يفكر في فعله رئيس أميركي يرغب في الترشح لفترة رئاسية ثانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن التقى نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن، واستنفد كل المحاولات بشأن إستراتيجية الإدارة الأميركية لحل الصراع في الشرق الأوسط.

كما ستمضي إسرائيل في فرض وضع الدولة الواحدة، وستكون هناك طرق منفصلة للإسرائيليين، وحكومتان منفصلتان لليهود والعرب، بحيث تبقى القيادة الفلسطينية ضعيفة ومنقسمة.

وبينما دعت ذي غارديان حزب العمل "الإسرائيلي" إلى الانسحاب من التحالف الحكومي وبالتالي تعرية نتنياهو وأنصاره، فإنها دعت في المقابل عباس إلى تفكيك السلطة الفلسطينية، مما يعني وجود الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، وبالتالي مطالبة الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن ما يزيد تعقيد المشاكل المتعلقة بعملية "السلام" في الشرق الأوسط، هو الدعم المتواصل وغير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة للإسرائيليين على حساب بؤس ومعاناة الفلسطينيين.