خبر الحساب علينا.. هآرتس

الساعة 09:36 ص|15 ديسمبر 2010

بقلم: شاؤول اريئيلي

(المضمون: سياسة نتنياهو الكاذبة التسويفية وآثارها السيئة على الاسرائيليين عامة - المصدر).

شهدنا في الاسبوع الاخير من جديد الفرق الذي لا يُطاق بين تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأفعاله في واقع الأمر. لكنه لاول مرة منذ تم انتخابه، يبدو أن الجمهور الاسرائيلي اضطر الى أن يرى الثمن الذي يجب علينا دفعه من اجله. أثبت الحريق في الكرمل الثمن المؤلم من حياة الناس للتخلي الطويل عن خدمات الطواريء، التي يفترض أن تُقدم الحل زمن الحرب التي اعتاد نتنياهو تهديدنا بها. وكذلك قد يجبي رفضه جهود الاقناع الامريكية في شأن "التجميد" ثمنا باهظا من اسرائيل – مع "مقترحات ردم هوات" امريكية أقرب من الموقف الفلسطيني، وبـ "تقدير من جديد" للفيتو الامريكي، عندما يشعل الفلسطينيون نار "الانتفاضة السياسية".

هذه التقصيرات تكشف عن العرض – الخداع الذي يعرضه نتنياهو، وكالعادة فيه سيدفع الجمهور الثمن. أولا، عندما عاد وتبين للجميع أن احراز ايران القدرة الذرية هو تهديد للعالم العربي كله، وقد كاد ينجح نتنياهو في احتياز ذلك لاسرائيل، بانشاء التعليق الشرطي بين الجهد الامريكي على طهران وبين استعداده لتجديد المسيرة السياسية. عندما عرض الامريكيون، مقابل اطالة التجميد، رزمة مساعدة أساسها تحسين القدرة الاسرائيلية على مجابهة التهديد الايراني، فضل نتنياهو أن يدافع عن اسرائيل خاصة ببناء مئات الوحدات السكنية خارج الكتل الاستيطانية. وحينما ألمح الى عملية عسكرية، ضمن في واقع الأمر أن يصعب على اسرائيل أن تواجه حتى حريقا هو نتيجة محققة لهجوم بالصواريخ.

ثانيا، برغم تصريحه بأهمية الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، يحاول دق إسفين بين الرئيس ومجلس النواب. وقد سارع الى أن يستبدل أوراقا بالعلاقات الحميمة بالرئيس وادارته، التي تقوم على شعور عميق بتماثل المصالح والقيم المشتركة، وهو في طريقه الى خسارة الفيتو الامريكي في مجلس الأمن، الذي تمتعت به اسرائيل عشرات السنين. بتطبيق شامل للتجميد، خلافا للاقتراح الامريكي الأولي العام الماضي، أضعف اعتراف الرئيس جورج بوش بالحاجة الى احتساب الكتل الاستيطانية زمن التسوية الدائمة، بل دهور الأحياء اليهودية في شرقي القدس الى منزلة بؤر استيطانية.

ثالثا، وبرغم تصريحاته في شأن "دولتين للشعبين"، لم يتم أي اجراء ذو شأن لتقديمه. بل على العكس طلب اشتراط التفاوض باعتراف فلسطيني بصبغة اسرائيل اليهودية، برغم أننا حصلنا على ذلك منذ كان تصريح بلفور. واختار زمن التجميد التعبير عن فهمه للانفصال عن الفلسطينيين بالموافقة على بناء 3500 وحدة سكنية في المستوطنات. وكي يُظهر استعداده لدفع "أثمان مؤلمة" اهتم بأن يُجاز قانون استفتاء الشعب.

رابعا، لم ينسَ نتنياهو ايضا "تقديم" الصورة الاقليمية. إن رجب طيب اردوغان أسهم في الحقيقة إسهاما أكبر في إضاعة العلاقات الاستراتيجية بتركيا، لكن أحداث القافلة البحرية التحرشية الى غزة، وإذلال السفير التركي وتهديدات وزير الخارجية ليبرمان لا تساعد بالتأكيد. كذلك مبادرة الجامعة العربية التي تعض عليها مصر والاردن والسعودية بالنواجذ، لا تُبحث في منتدى اللجنة السباعية التي تراها "لا بداية".

وفي النهاية لن ننسى لرئيس الحكومة نشاطه في تحسين العلاقات بين اليهود والعرب بقانون الولاء، وبتوسيع دائرة العمال وتقسيم العبء بقانون التهرب من الخدمة العسكرية. بعد سنتين من الوعود الفارغة، بدأت اسرائيل تدفع الثمن الكامل لسياسة طلب البقاء الفارغ لنتنياهو.