خبر « البحث العلمي » في المدارس.. « قيمة » تفتقد الفهم الصحيح

الساعة 10:43 ص|09 ديسمبر 2010

"البحث العلمي" في المدارس.. "قيمة" تفتقد الفهم الصحيح

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

استجابة لمتطلبات متعددة كان لابد من تعزيز ثقافة البحث العلمي لدى طلبة المدارس الأمر الذي نادت به العديد من المؤتمرات العلمية التي أقيمت خلال السنوات الماضية، ومع بدء تنفيذ وزارة التربية والتعليم بالحكومة الفلسطينية بغزة لهذا البحث حتى ظهر تذمر لدى العديد من الأهالي من هذه البحوث ليس إلا سوى بسبب الفهم الخاطئ لهذه البحوث.

فالعديد من الطلبة يعكفون على شراء البحوث العلمية الجاهزة من المكتبات المختلفة، في حين يلجأ آخرون إلى سحبه عن طريق الانترنت، الأمر الذي يرهق كاهل أهالي الطلبة ويجعلهم يتذمرون من هذه البحوث.

هذا التذمر، ليس فقط لإرهاق الطلبة بهذه البحوث، بل أن الكثير منهم لا يفهم المعنى الحقيقي لهذه البحوث وجدواها وفائدتها للطالب، في حين تكون الأسباب راجعة للمدرس الذي يرهق الطلبة بهذه الأبحاث، في حين يكون لديه سوء فهم لطبيعة هذا البحث ومتطلباته.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدث إلى الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي المساعد للشئون التعليمة، لفهم طبيعة هذه البحوث العلمية التي باتت جزء من هموم الطلبة وذويهم خلال العام الدراسي.

وقد أوضح الدكتور ثابت، أن البحث العلمي هو بحث بسيط حول موضوع معين يطرحه الطالب ويجيب عليه من خلال مصادر معينة، يستغرق منه ساعتين أو ثلاثة ساعات، ويتم مناقشته من قبل المدرس وطرحه على الطلبة الآخرين.

 

لجنة خاصة

وأشار إلى أن وزارته شكَّلت لجنة خاصة للبحث العلمي من مشرفين متخصصين من مهامها تعميم ثقافة البحث العلمي بين طلبة المدارس الحكومية، كما سيتم إصدار (دليل الطالب في البحث العلمي)، تتيح للطالب كيفية عمل البحث، وأنواعها، ونماذج مطروحة من أبحاث متخصصة.

وبين، أنه سيتم طرح هذا الدليل خلال الأسبوع الماضي للتجربة، مشيراً إلى أنه سيتم نشر الأبحاث المتميزة للطلبة في مجلة علمية متخصصة ستصدرها الوزارة، فيما جرى الاتفاق على أن تقوم كل مدرسة بإنشاء مجلة خاصة بأبحاث الطلبة المتميزة.

وأشار وكيل الوزارة إلى أنه يمنع البحث المسحوب عبر الانترنت أو شراء البحوث الجاهزة عبر المكاتب، موضحاً أن هناك سوء فهم لدى أولياء الأمور حول البحث العلمي فضلاً عن عدم اهتمام من قبل بعض المدرسين الذين يرون في البحوث العلمية عبئاً جديداً عليهم، ويأخذ وقتاً إضافياً من جهدهم الأمر الذي يجعلهم ينبذون فكرة البحث العلمي، 

جدير بالذكر، أن الوزارة قد عقدت اجتماع لمناقشة موضوع "البحث العلمي" بحضور عدد من المشرفين التربويين والمدراء الحاصلين على درجات عليا في التربية ومتخصصين في هذا المجال.

وانبثقت اللجنة بعد اعتماد الوزارة لإستراتيجية البحث العلمي وتوجهها نحو الاهتمام بجهد الطلبة الذاتي والخروج من النمط التقليدي للتعليم الذي يقوم على التلقين والحفظ إلى الواقع الميداني والحصول على أوجه المعرفة من مصادر مختلفة.

وبيَّن ثابت أنَّ الوزارة ستولي البحث العلمي خلال الفترة القادمة أهمية بالغة، بعد أن وجدت تركيزًا على الكتاب المدرسي واعتمادًا كليًا على المعلم وشرحه، وإهمال لمصادر المعرفة الأخرى.

 

نمط حديث

وأشار إلى أنَّ التوجه الجديد يهدف إلى تعريف الطلبة بماهية البحث العلمي وأهميته، وإبعادهم عن النمط التقليدي للتعلم خاصة أنَّ طلبتنا يستطيعون إتقان مهارة البحث رغم صغر سنِّهم.

وأوضح ثابت أنَّه ستوكل إلى لجنة البحث العلمي إعداد مادة علمية خاصة توزع على الطلبة من كافة المراحل، مشيرًا إلى نجاح التجربة لطلبة الصف العاشر، حيث تمكَّن الطلبة من إجراء أبحاث علمية جيدة تناسب قدراتهم العلمية.

وأكد أن الوزارة قررت صرف منحة مالية خاصة بالبحوث العلمية لكل مدرسة، وتزويد المكتبات المدرسية بالكتب التي تفيد الطلبة في أبحاثهم.

أما عن تذمر بعض الأهالي من كون هذه البحوث مكلفة مادياً، بين الدكتور ثابت، أن المدارس لا تطالب ببحوث علمية مكلفة بل إن من يعتمدون على شراء هذه البحوث أو يقومون بسحبها عبر الانترنت هو من يكلفه مادياً ويعتبر طالب غير مجتهد، لكن الوزارة تطلب بحثاً بسيطاً غير مكلف يمكن كتابته بخط اليد على أوراق بسيطة وتسليمه للمدرس.

 

تعزيز البحث عن المعلومة

وأشار الدكتور ثابت، إلى أن البحث يمكن الحصول عليه والإجابة عنه من خلال الكتب المدرسية والتي تؤكد الوزارة على أنها المصدر الأساسي للحصول على المعلومات، على اعتبار أن الوزارة تعزز ثقافة القراءة من خلال الكتب المدرسية والمتواجدة بالمكتبات، في حين يكون الانترنت أحد مصادر هذه المعلومات وليس الرئيسي.

وعن دور المدرس في ذلك، أوضح الوكيل المساعد للوزارة، أنه مطلوب من المعلمين تخصيص حصة دراسة لمناقشة البحوث وعرضها على الطلبة، فيما يتم إصدار مجلة متخصصة بهذه البحوث، فضلاً عن انتقاء أفضل الأبحاث لنشرها عبر مجلة البحث العلمي بالوزارة.

ولم ينكر الدكتور ثابت، وجود بعض المعلمين الذين يعارضون البحث العلمي على اعتبار أنه يزيد عبئاً إضافياً على المعلم، ويحتاج لمتابعة مستمرة كتصحيح هذه البحوث ومناقشتها.