خبر إستكشَفوا امريكا.. هآرتس

الساعة 03:51 م|07 ديسمبر 2010

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: اعلان اسماعيل هنية أمام صحفيين اجانب بأن حركته لن تعارض اتفاقا مع اسرائيل في حدود 1967 خطوة من الحركة الى الأمام تستدعي أن تنظر اسرائيل في ذلك وتُهييء ردا مناسبا عليه - المصدر).

يصعب ألا نتأثر بـ "استكشاف امريكا". لا امريكا التي مُزقت أستارها بوثائق "ويكيليكس" بل "الاستكشاف" الكبير لمحللين وباحثين اسرائيليين لاحظوا فجأة أن العرب يبغضون ايران. في أحد الايام، من بين مئات آلاف البرقيات نشأ تحالف الأحلام: العرب واسرائيل في مواجهة ايران. نحن الآن مطمئنون. يجوز الاستمرار بالاحتلال لأن العرب معنا بسبب ايران. واستنتاج مواطني الحُلم أنه يحسن إبقاء ايران ذرية كي نستطيع الحفاظ على التحالف مع العرب. تعلمون أن اسرائيل ليست حلما وستصنع سلاما بطبيعة الأمر لتعزيز تحالفها مع العرب.

لو أن المتفاجئين اجتهدوا في قراءة الصحف العربية منذ الثورة الاسلامية في ايران، ولو تابعوا تبادل الضربات الاعلامية بين السعودية ومصر وبين ايران في السنين الاخيرة لتلاشت مفاجأتهم. لكن من ذا يُصدق الزعماء العرب عندما يتحدثون على رؤوس الأشهاد. الوثائق الامريكية، والبرقيات السرية هي الحقيقة الحقّة.

اليكم مفاجأة اخرى اختفت في التقارير. بحسب احدى البرقيات، قال حاكم قطر لضيف امريكي مهم، إن حماس ستكون مستعدة للاعتراف باسرائيل. وقال بشار الأسد لضيف امريكي مهم بحسب برقية اخرى إن حماس "ضيوف غير مدعوين" في بلاده وقارنهم بالاخوان المسلمين الذين ذبحهم والده.

لكنه اختفى تقرير علني في مهرجان الكشوف الصحفية: ففي الاسبوع الماضي أعلن اسماعيل هنية لصحفيين اجانب بأن حركته ستحترم نتائج كل استفتاء شعبي يتعلق باتفاق سلام مع اسرائيل حتى لو خالف الاتفاق مبادىء الحركة. وفوق ذلك "لن تعارض حماس انشاء دولة فلسطينية في حدود 1967 عاصمتها القدس، وحل مشكلة اللاجئين الذي يشتمل على تحرير أسرى من السجن الاسرائيلي". فليس ثمة عودة اللاجئين، ولا القضاء على دولة اسرائيل ولا شروط مسبقة. وأهم من ذلك انه يفترض أن تُدير السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس مع اسرائيل تفاوضا يثمر اتفاقا يمكن عرضه ليُستفتى فيه الشعب الفلسطيني وللموافقة العامة عليه.

ليست حماس شريكة اسرائيل في التفاوض، ولا يعرض هنية نفسه ايضا مرشحا لاجراء تفاوض. لكن حماس هددت السلطة الى الآن بأن تثبط كل اتفاق لانه لا شرعية منذ البدء لمفاوضة اسرائيل. كان عباس يستطيع ادراك أنه لو تم التوقيع على اتفاق فان الاتفاق لن يمثل سوى نصف الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال. وفجأة جاءت رسالة تنازل وموافقة من قبل حماس. يجوز اجراء تفاوض مع اسرائيل وشرعيته تُنقل لقرار الشعب الفلسطيني. لكن عباس ايضا أعلن بأنه سينقل كل اتفاق لاستفتاء الشعب، لكن عندما يصبح أشد معارض له، والخصم العقائدي مستعدا هو ايضا لخطوة كهذه فان هذا تحول جوهري.

ما الذي يجعل حماس تتبنى موقفا كهذا الآن على التخصيص؟ عندما يكون التفاوض عالقا، وترفع الولايات المتحدة يديها وتفهم انه لن يكون تجميد بناء في المستوطنات؟ هل تتكمش حماس حقا عن مبادئها كما اتهمها احمد عساف متحدث فتح؟ يكمن بعض التفسير في طموح حماس الى إغراء الجماعة الدولية ولا سيما الولايات المتحدة بأن تراها شريكا في مسارات سياسية بعد أن خيّبت اسرائيل أمل واشنطن.

ويكمن تفسير آخر في نية حماس تحدي عباس وفتح بكونهما ممثلين للشعب الفلسطيني. كذلك يؤثر الضغط الاقتصادي في غزة وربما تحفظ الاسد من "ضيوفه غير المدعوين". وقد يكمن التفسير الحقيقي في الخيار الوحيد الذي بقي للفلسطينيين وهو اعلان دولة تحظى باعتراف دولي، ولا تريد حماس التخلي عن شراكة كهذه في الاعتراف.

مهما يكن التفسير – وقد يأتي في برقيات "ويكيليكس" التالية – فانه يفتح مسار محادثة مهما لا بين اسرائيل والفلسطينيين فحسب بل بين الفلسطينيين بعضهم مع بعض. إن الاعتراف بحدود 1967 هو اعتراف بالواقع من قبل حركة عقائدية كحماس وهو يُهييء الارض لقيادة فلسطينية موحدة. اسرائيل مدعوة بطبيعة الامر الى الانضمام للتصور الواقعي الجديد، أو الى أن تنتظر كالعادة المبادرة الفلسطينية التالية.