خبر في غزة.. عرسان يبحثون عن موظفات رواتبهم بالدولار!!

الساعة 06:09 م|06 ديسمبر 2010

في غزة.. عرسان يبحثون عن موظفات رواتبهم بالدولار!!

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

للوهلة الأولى كان يعتقد بأن الشباب يبحثون عن العروس ذات الدين و ذات الأخلاق الحميدة و بنت النسب العريق المعروف، و ذات جمال حتى لو كان إلى درجة معقولة، و لكن صعوبة الحال لريما جعلتهم يبحثون عن الموظفة، بعد أن كانت الموظفة هي من لا تجد من يخطبها او حتى يتزوجها سوى فئة قليلة.

 

لكن الظروف التي يعيشها المواطنون في غزة اليوم من حصار مطبق و بطالة يغرقون بها، جعلتهم يفكرون بطريقة أخرى و يحسبون القضية من نواحي مادية بحتة، بل و ينظرون إلى المادة كأساس لاستمرار الحياة الزوجية بسعادة ، حيث تشتكي بعض الفتيات من الأسلوب الذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في المجتمع عندما يتقدم أحد لخطبتهن.

 

الفتاة م.ش، من مخيم النصيرات روت لفلسطين اليوم حادثة حصلت معها عندما زارت بيتها احد النساء لخطبتها فتقول: " ما أن دخلت إلى غرفة الضيوف و أنا احمل فناجين القهوة حتى بدأت تسألني ما هو تخصصك؟ و كم معدلك الجامعي؟" و عندما انتهت من أسئلتها قامت و هي تعتذر "ابني يريد موظفة، انتو عارفين الوضع بنتكم ما شاء الله عليها بس لو موظفة أو تخصصها مطلوب في سوق العمل...."

 

 هذه الظروف التي تتحدث عنها الأم لا تخفى على أحد، فالظروف الاقتصادية و ظروف الحصار و الانقسام بين أبناء الوطن الواحد و وجود آلاف العاطلين فرض على الشباب و أهاليهم عدة أمور وصلت لهذا الحد، و لكن لا يجب أن تصل إلى هذه الدرجة عند اختيار شريكة الحياة، فكيف نتصور طبيعة الحياة التي سوف يعيشونها بعد الزواج طالما إن الزواج بني على شيء كذلك و كيف سيربون أولادهم عليها؟

 

و لعل الغريب في الأمر أيضاً انتشار و اتساع هذه الظاهرة في المجتمع بين طالبات الثانوية العامة، حيث تقول أخصائية الإرشاد العائلي، الأستاذة ريم طبيل في حديث خاص لـ فلسطين اليوم: " من خلال الاطلاع على رغبة الطالبات الثانوية العامة في دراسة التخصص، هناك عدد لا بأس به من الطالبات اللواتي كل همهن أن يتخصصن بتخصصات تتيح لهم فرصة العمل من اجل الزواج بغض النظر عن رغباتهم"، مضيفة ان هذه الاعتقادات لربما تتحول الى مصيبة تقع على كاهل الزوجين عندما يتفاجئا بأن تخصصها لم يعد مقبولا أو معدلها الجامعي لا يؤهلها للحصول على وظيفة، كما هو الحال في وظائف وكالة الغوث التي اصبحت تحدد معدلاً فوق 75% للقبول في الوظائف لديها"

 

 و أوضحت طبيل أن هناك تغيراً ملحوظاً في المنظوم الاجتماعي، ظهر من خلال انتشار هذه الظاهرة، موضحة أن العبء المادي الملقى على عاتق الأسر الفلسطينية و الظروف التي يعيشونها تجبرهم على الموافقة على تزويج بناتهم بهذا الشكل لا سيما أن وصلت البنت إلى سن العشرين أو تخطت هذا العمر، حتى و أن كان الشاب المتقدم غير حاصل و لا حتى على شهادة ثانوية عامة.

 

و حول نظرة الإسلام لهذه الظاهرة، قال الشيخ الداعية، د. حازم السراج أن في هذا السلوك ظلم للفتيات، لا سيما و انه لا يتماشى مع نظرة الإسلام للزواج و طرق اختيار شريك الحياة.

 

و قال أن أساس الزواج قائم على اختيار شريكة الحياة صاحبة الدين و الأخلاق الحميدة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "

 

و في الختام، هذا قول النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ . ودل الحديث على أن مصاحبة أهل الدين في كل شيء هي الأولى لأن مصاحبهم يستفيد من أخلاقهم وبركتهم وطرائقهم ولا سيما الزوجة فهي أولى من يعتبر دينه لأنها شريكته وأم أولاده وأمينته على ماله ومنزله وعلى نفسها.