خبر ويكيليكس: الحقيقة هي علنية.. اسرائيل اليوم

الساعة 03:15 م|06 ديسمبر 2010

ويكيليكس: الحقيقة هي علنية.. اسرائيل  اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: الحقيقة ليست هناك، في مئات الاف وثائق ويكيليكس بل في القرارات التي تتخذها الادارة - المصدر).

الملوك عراة. سواء كان هناك من يهتف بذلك بين الجمهور ام لا. اذا كان ويكيليكس يكشف عورتهم أم لا. فالجميع يعرف بان ما قيل خلف ظهورهم ليس ما يقال امامهم. والجميع يتصورون، الى هذا الحد أو ذاك، ما يقال عنهم. برلسكوني، مثلا، او القذافي في لحظة سواء عقل (اذا كان لديه مثل هذه اللحظات).

لا يوجد أي شك: كاشفو الوثائق هم مجرمون خرقوا بشكل فظ قوانين الولايات المتحدة، وهم جديرون بعقوبات جسيمة. ولكن المادة التي نشرت حتى كتابة هذه السطور تثير الابتسام اكثر مما توقف شعر الرأس. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تسعى الى أن تعرف اذا كان كرستينا كيرشنر تتناول الادوية، الرئيس مبارك يعتقد أن نتنياهو ساحر ولكن غير مصداق، والسفير الامريكي في المانيا ليس واثقا من أن وزير الخارجية الالماني مناسب لمنصبه. قصة كبيرة.

* * *

ولكن السؤال الحقيقي هو اذا كان ويكيليكس يكشف لنا الحقيقة ام أنه يعرض علينا اقوالا تقال في الحمامات الدبلوماسية، وليست حقا الامر الحقيقي. إذ أنه عندما نكشف نحن أحدا ما ونعرضه بعريه، فاننا عمليا نكشف وجها واحدا من شخصيته، وجها يمثله أقل من وجهه المرتدي. فبعد كل شيء، معظم الوقت يكون الناس مرتدين.

مثلا، ما المهم بهذا القدر اذا كان فور انتخابه يأخذ نتنياهو زاوية مع مصدر امريكي ويكشف له بانه مستعد لتبادل الاراضي مع الفلسطينيين، اذا كان بعد سنتين من انتخابه لا يوجد أي تقدم في المسيرة السياسية.

ماذا يهم ان يكون الصينيون يقولون للامريكيين، سرا، انهم بشكل عام مع كوريا الموحدة، وانهم ليسوا متحمسين جدا لزعماء كوريا الشمالية اذا كانوا في كل حالة صدام بين الكوريتين سيؤيدون بعيون مغمضة كوريا الشمالية. وهل ان السعوديين يتوقون جدا لان يهاجم أحد ما ايران هو أمر لم نعرفه؟ ولكن ويكيليكس وما ادراك ما ويكيليكس – اذا حصل شيء كهذا فانهم سيكونون اول من سيساعد طهران ويعقدون مؤتمرا صحفيا مع احمدي نجاد ليتضامنوا ويهددوا وينقذوا ويقطعوا. إذن اين الحقيقة؟ في الهمسات التي انكشفت أم في التصريحات العلنية؟

فقط احسبوا كم مرة نحن نقول عن الاشخاص المقربين لنا: "أي غبي!"، "أي خنتريش"، فقط لانهم يتأخرون عن اللقاء، او تفلت منا كلمة ليست في مكانها. فقط احسبوا كم مرة يقولون هم عنا ذلك، من خلف ظهرنا، حسنا، ماذا في ذلك؟ فهل هذا هو رأيهم الحقيقي فينا؟ ما القصة! هل هذا القول هو الذي يوجه سلوكهم اليومي تجاهنا؟ بالتأكيد أن لا. هل يثير فضولنا ما يقوله الناس المقربين منا عنا خلف ظهرنا؟ بالتأكيد. هل هذا مهم؟ بشكل عام لا.

* * *

لا ينبغي للولايات المتحدة أن تقول كم فظيع التسريب واي ضرر الحقه. عليها أن تعتذر عن المنشورات وتكتفي بالشرح بانه في احاديث غير ملزمة ترمي الى اعداد خلفية وليس الى تحديد سياسة. الحقيقة ليست هناك، في مئات الاف وثائق ويكيليكس بل في القرارات التي تتخذها الادارة. غير مرة الملك هو عارٍ بالذات عندما يكون مرتديا.