خبر في غزة ..أينما تذهب تجد وجوها عابسة

في غزة ..أينما تذهب تجد وجوها عابسة

فلسطين اليوم _ غزة ( خاص )

أضحت صفة الكآبة هي الملازمة لوجوه الموطنين الغزيين , فأينما تذهب ترى وجه عابسة تبدو عليها ملامح القهر والتعب والفزع , وإذا حولت أن تفهم من أي شخص عن سبب إحباطه تجد إجابة واحدة من الجميع " أنا متضايق نفسيا , ولا أحب أن أعبر عما في داخلي" , فما السبب وراء هذه الكآبة ؟ وهل هناك سبيل للتخلص منها ؟ وهل لمكان السكن دور في الحالة العامة للمواطنين ؟

 

فعلى سبيل المثال خلال إحدى الاحتفالات التي أقيمت لأطفال  قطاع غزة لوحظ أن أطفال القطاع لا يتفاعلون جديا مع الموسيقى أو مع أي نشاط يتم عرضه , وبدا العديد منهم بصورة تتناقض مع طفولته وكأنه يحمل هموم الدنيا كلها.

 

شبكة فلسطين اليوم الإخبارية حاولت أن ترصد أسباب حالة الكآبة المسيطرة على مواطني القطاع وأن تضع بين أيديهم حلولا للتخلص منها .

 

فقد أوضح الدكتور فضل أبو هين مدير مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات في حديث خاص لفلسطين اليوم أن الإحصائيات العليمة  التي أجريت على المجتمع الفلسطيني قبل حوالي عشر سنوات أوضحت أن 15 % من المواطنين يعانون من اكتئاب مرضي , في حين بلغت نسبة الأشخاص الذين يكتسبون الصفة من طبيعة المجتمع حوالي 85% .

 

ونوه أبو هين إلى أن السمة الغالبة على مواطني غزة هي الجدية وليست الكآبة ولكنها تجهل الإنسان يبدو وكأنه مكتئباً , مؤكدا أن معاناة الشعب الفلسطيني المتكررة ونمط الحياة في قطاع غزة هي التي تجعل النظرة الحادة هي الغالبة على مواطني غزة .

 

وذكر أبو هين أن مكان الإقامة , وثقافة المجتمع , والعادات المجتمع في كل منطقة وحي من أحياء قطاع غزة من شأنه أن يعكس على نفسية الأشخاص , ضاربا المثل بشريحة الأطفال بأن بعض الأماكن تحض الأطفال على اللعب في حين يعتبرها البعض الآخر مضيعة للوقت .

 

وعن أثر الحرب الأخيرة على قطاع غزة فقد أكد أبو هين بأنها قد تركت بصمتها على المواطنين , موضحا أن الحالات النفسية قد ازدادت بعد الحرب .

 

ونصح أبو هين كافة الجهات التي لها علاقة بصنع القرار أو تنشئة الأشخاص بأن تسعى دائما لزرع البسمة على وجه الجميع , وأن تحترم الآخر وتمنحه الثقة بالنفس .

 

وعن أكثر الحالات النفسية السائدة في قطاع غزة فذكر أبو هين أن حالتي القلق والاكتئاب مؤكدا أن علاج مثل هذه الأمراض يأخذ زمن أطول من الزمن الذي يحتاجه علاج الأمراض العضوية .