خبر الخطة « ب ».. هآرتس

الساعة 11:35 ص|03 ديسمبر 2010

بقلم: شلومو أفنيري

(المضمون: يقترح الكاتب والمفكر الاسرائيلي المعروف خطة يُسميها الخطة ب لحل مع الفلسطينيين حتى لو لم تنجح المفاوضات السلمية بين الطرفين، تُنفذ من طرف واحد - المصدر).

تدل الصعاب التي لقيها الرئيس اوباما في جهوده لجلب الاسرائيليين والفلسطينيين الى طاولة التفاوض على مبلغ صعوبة التوصل الى اتفاق حتى لو تم تجديد المحادثات. إن من يعتقد أن واشنطن، التي لم تنجح مدة 18 شهرا في الافضاء الى تجديد التفاوض، ستنجح في التغلب على الفروق بين الطرفين في التفاوض نفسه – يُنمي أوهاما خطرة. فاذا كان من الصعب الى هذا الحد التغلب على قضية تجميد البناء، فكيف سيكون من الممكن احراز اتفاق على الموضوعات الجوهرية – الحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين؟.

لهذا على اسرائيل أن تصوغ خطة بديلة، وأن تعلن الآن بأنها ستنفذها في حال فشلت المفاوضات. يجب أن تقوم الخطة على خطوات من طرف واحد وألا تقترح تفضلات على الفلسطينيين، بل أن تحاول الحفاظ على المصالح الاسرائيلية في وضع جمود. وستعرض هذه الخطة البديلة (الخطة ب) لاول مرة ايضا مبادرة اسرائيلية، لان اسرائيل ردت على ما عُرض عليها وتُرى رافضة حتى الآن.

وهذه هي العناصر الرئيسة للخطة:

·        إزالة الحصار عن غزة. لم يحرز الحصار أهدافه (اسقاط حماس واطلاق سراح جلعاد شليط) وعرض اسرائيل على أنها جهة عنيفة تُنكل بسكان مدنيين يُرون ضحايا. يجب على اسرائيل أن تعلن بأنها ستسمح بالمرور الحر للسلع الى غزة ما عدا الوسائل القتالية، وأن تدعو جهات دولية (الاتحاد الاوروبي) الى ارسال مراقبين الى نقاط العبور.

·        أن تعلن اسرائيل بأنها ستنقل السيطرة على المنطقة ج الى الفلسطينيين، مع التنسيق الأمني مع عناصر الأمن الفلسطينية المحلية، وأن تستمر على سياسة التخفيف في كل ما يتعلق بالحواجز – وكل ذلك مع الخضوع لاستمرار التهدئة في الميدان.

·        أن تُمكّن اسرائيل من مرور مراقب للسلع من الضفة الى موانيء اسرائيل.

·        أن تُخلي اسرائيل – كما التزمت في الماضي – البؤر الاستيطانية غير القانونية.

·        أن تُستعمل خطة اخلاء – تعويض سخيّة لمصلحة مستوطنين يريدون العودة الى اسرائيل نفسها.

·        أن توقف اسرائيل البناء في المستوطنات وراء الجدار الأمني.

ولما كانت هذه الخطة غير مشروطة بالتفاوض، فان اسرائيل لا تطلب مقابلا عن تنفيذها، لكن خطوات فلسطينية مثل تغيير الخطابة في شأن حق العودة، وتغييرات في الخطط الدراسية تتجاهل وجود اسرائيل وما أشبه ستُتلقى بالمباركة.

سيكون بطبيعة الأمر من يعارضون هذه الأفكار بدعوى أن اسرائيل تمنح الفلسطينيين تنازلات بلا مقابل. هذا خطأ: فالخطة تقوم في واقع الأمر على ما يراه أكثر الجمهور في اسرائيل قاعدة لاتفاق مع الفلسطينيين. ومهما يُرَ الأمر عجيبا فان الحقيقة انه يمكن حول خطة كهذه انشاء اجماع واسع جدا، من ميرتس الى "اسرائيل بيتنا". وقد تشجع الخطة الفلسطينيين ايضا على زيادة مرونتهم في التفاوض، وتُستقبل في الغرب بالمباركة وإن لم تكن بالحماسة بصفتها بديلا من الاخفاق.

اخطأ اهود باراك خطأ شديدا في سنة 2000 عندما مضى الى كامب ديفيد بلا خطة بديلة. لا يجوز تكرار هذا الخطأ. ليس الاختيار أبدا بين السلام والحرب فقط فهناك دائما طريق ثالث ويجب أن نكون مستعدين للسير فيه.

يئس آرثر روبين، وهو من كبار القادة الصهاينة والذي مال في مرحلة ما الى "معاهدة سلام"، يئس في النهاية من امكانية التوصل الى اتفاق وقال إن "ما نستطيع عرضه على العرب لن يقبلوه، وما يقبلون لا نستطيع عرضه". حان وقت أن نفهم أن علينا محاولة تقرير مصيرنا بأيدينا وألا ننتظر "جودو".