خبر نقاش عميق.. معاريف

الساعة 11:30 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: ميخال أهروني

(المضمون: للواء بار ليف فتوجد على ما يبدو مقاييس اخلاقية اشكالية. ولكن الشكل الذي نحن كمجتمع ننظر فيه الى القصة يقول شيئا ما جد بائس عن مقاييسنا الاخلاقية - المصدر).

شقفة اللواء اياه، ساحر للب في الشرطة، ثلاثيات. بندوق غير صغير على ما يبدو، هذا البار ليف. لحظة، هل هي عشيقته هي التي خدرت رفيقتها أم ماذا؟ في اللحظة التي تبين فيها بان الحديث لا يدور على ما يبدو عن اغتصاب بل عن منظومة علاقات جنسية غير تقليدية، كان واضحا أن قصة اللواء بار ليف ستتحول من نقاش مبدئي الى ضحكة للصحاب.

لم تعد هذه مسألة أخلاقية، لم تعد هذه مسألة آداب عامة، بدفعة واحدة تحول بار ليف من لواء في الشرطة الى ممثل في فيلم. جنس آخر دوما يفعل هذا. رجل يحيط نفسه بالنساء وحكايات سريره العاصفة تختلف جوهريا عن حكايات أسرتنا الناعسة تشعل الخيال. اثنتان معا؟ هي جلبت صديقتها؟ الرغبة في سماع المزيد من التفاصيل الحلوة تدع جسامة التفاصيل بعيدا في الخلف. فقط اعطونا المزيد من المعلومات. إرووا لنا المزيد عن الرجل الفحل والعشيقة الخانعة.

أخيرا فضيحة جنس عادية. ليس الرئيس السابق قصاب الذي زعم أنه "لوح بعضوه" امام الوجه الدهش لاحدى موظفاته، بل رجل حقيقي، ذاك الذي يسيطر على الوضع وعلى نسائه. المرحلة التالية ستكون برنامج حواري بادارة بار ليف يدير فيه نقاشا معمقا عن الفارق بين الجنس مع النساء المرؤوسات له وبين الجنس مع السجينات.

هذه تشعلنا، هذه القصة. نحن ننظر اليه بابتسامة مفعمة بالمعنى، باللغمز. بعض الشيء لاننا منحرجون، وكثيرا لانه حين يصل الامر الى الجنس نحن نصبح جنسيين. الشكل الذي نحكم فيه على الرجال في مثل هذه الوضعيات هو مختلف عن حكمنا على النساء. عندما تكون ضحايا، مثلما في حالة الرئيس السابق قصاب، يكون هناك أسود وأبيض، محظور ومسموح. عندها تكون مرتبة الرجل ومرتبة المشتكيات مأخوذة بالحسبان. عندما يكون الحديث عن العاب جنسية، حتى ولو كانت أكثر سادية وبشاعة فالوضع مختلف. عندها ننظر نحن الى الوضعية مثلما ننظر الى مجلات التعرية. الفضول يفوق الانتقاد. نزعة التلصص تدور الزوايا. عندها لا يكون الحديث يدور عن نساء مراتبهن أدنى من مرتبة المستغل عندها لا يكون الحديث عن علاقات إمرة واستغلال للضعف. أحد لا يسأل نفسه كيف، بحق الجحيم، لواء في الشرطة يشارك في حفلات جنسية جماعية قد يكون فيها بعد استغلالي. يحتمل أن تكون من جلبت شابة اضافية الى غرفة الاسرة هي عشيقة بار ليف وليس هو نفسه. يحتمل أن تكون ذات المرأة هي التي أدخلت المخدر في القصة. ولكن الاشخاص الاخلاقيين لا يقيمون علاقات جنسية مع امرأة يحتمل الا تكون قادرة على التمييز بين الخير والشر. اللواء في الشرطة يفترض به أن يكافح مخدر الاغتصاب لا أن يأخذ قليلا منه الى البيت لاستخدامه الشخصي.

ولكن الاخلاق ومسائل الاداب هي كبيرة ومعقدة ولا تتخذ صورة جيدة. الاخلاق خلافا لمجلات التعرية، اقل قدرة على الوصول بكثير. الاخلاق هي تلك الحدود التي، نحن، كمجتمع نرسمها لانفسنا. الاخلاق هي الحدود التي يرسمها الانسان لنفسه. أما للواء بار ليف فتوجد على ما يبدو مقاييس اخلاقية اشكالية. ولكن الشكل الذي نحن كمجتمع ننظر فيه الى القصة يقول شيئا ما جد بائس عن مقاييسنا الاخلاقية. لرجل شرطة كبير توجد عشيقة تجلب له صديقاتها لاغراض جنسية. واذا دخل في ذلك ايضا مخدرات عندها فان من خدر، ماذا خدر وكم كانوا في الغرفة عند المضاجعة يصبح ديكورا وليس القصة نفسها. هذا لا يسرق اللب، هذا الشقفة. هذا مقزز وتنم عنه رائحة كريهة. اذا كان اللواء بار ليف اقام بالفعل علاقات جنسية مع امرأة مخدرة فهو ليس رجلا وليس سارقا للب وليس حلوا. انه مجرم.