خبر الناطق باسم سرايا القدس: هناك فرق بين حكومتي رام الله وغزة ونتطلع لنقل خبراتنا للضفة

الساعة 11:01 ص|25 نوفمبر 2010

الناطق باسم سرايا القدس: هناك فرق بين حكومتي رام الله وغزة ونتطلع لنقل خبراتنا للضفة

فلسطين اليوم- غزة

أكد "أبو أحمد" الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن ساحة العمل الميداني في غزة مفتوحة على مصراعيها؛ وأنه لا توجد أيّ عوائق أمام المقاومة لتنفيذ مخططاتها.

 وقال "أبو أحمد" في حديث مُطّول مع "مركز باحث للدراسات" في بيروت، أن المقاومة تسعى بشكل جدي لنقل خبراتها للضفة الغربية، وذلك لأن المواقع العسكرية والمستوطنات منتشرة بكثرة، وبإمكان المقاومين تنفيذ عملياتٍ بشكلٍ يومي.

وأضاف "سرايا القدس كجناح مقاوم من حقه العمل في كافة الأراضي المحتلة، والانقسام السياسي بين غزة والضفة أثر سلبياً على المقاومة في الضفة أكثر منها في غزة، وأنه هناك فرقٌ كبير بين حكومة رام الله التي تُحرّم وتُجرّم المقاومة والمقاومين، وتنظر للمقاومة بأنها عملٌ غير مشروع؛ وتترجم ذلك على الأرض، وبين حكومة غزة والتي تقول بأن المقاومة يجب أن تكون مدروسة، وأنه يجب ألاّ نعطي العدوّ الفرصة لينقضّ على غزة؛ كما يجب أن نبني قدراتنا العسكرية جيّداً قبل أيّ مواجهة قادمة، وهذا ما يمكن أن نتّفق مع بعضه ونختلف مع بعضه الآخر".

وتابع "ولكن، يجب التأكيد هنا أن ساحة غزة بالنسبة لنا رغم بعض الاحتكاكات الميدانية إلا أنها مفتوحة على مصراعيها للمقاومة؛ وليس أمامنا في غزة أيّ عائقٍ للقيام بكلّ ما من شأنه الحفاظ على مصالح شعبنا".

وأوضح الناطق باسم السرايا "هناك الكثير من الإشكاليات التي تحدّثت عنها وسائل الإعلام وقالت إنها حصلت بين الحكومة وسرايا القدس لم تكن معنا؛ بل مع الجماعات السلفية التي كان بعض عناصرها منتمين لسرايا القدس أو "القسّام"، ولكنهم غادروها، وعندما تقع المشاكل بينهم وبين الحكومة، يحدث الخلط لدى المواطنين ووسائل الإعلام، ولكن في الحقيقة معظم هذه الحوادث لا تكون معنا ولا علاقة لنا بها".

واستبعد "أبو أحمد" أن يُقدم العدو الصهيوني على شن حرب واسعة، مشدداً على أن أي حرب مقبلة لن تكون نزهة وستكون بمثابة انتحارٍ لجيشه.

 

وإليكم نص المقابلة كاملاً:

- غرفة العمليات المشتركة التي شكّلتها الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية في غزة، لو أردنا أن نعرّفها: هل هي جسم قائم فعلاً وله هيكلية؟ أم أنها مسمّى فقط يترجم فعله في التنسيق الميداني على الأرض؟

لا توجد غرفة عمليات مجتمعة بمعنى الكلمة، ما حدث هو اجتماعٌ لقادة الأجنحة العسكرية في غزة، خرج بتوصيات وقرارات حول كيفيّة مواجهة أيّ عدوانٍ صهيوني محتمل ضدّ قطاع غزّة.

وهذه الغرفة ليست جديدة على عمل المقاومة الفلسطينية. فمنذ سنين، هناك عملٌ مشتركٌ يتجلّى في التنسيق الميداني بين الأجنحة العسكرية؛ ولكن هذا التنسيق كان ميدانياً وآنياً.

أما اليوم، وبسبب التهديدات الصهيونية بشنّ عدوانٍ جديدٍ على القطاع، وما يدور من حراكٍ سياسيٍ لتصفية القضية الفلسطينية، فقد رأت فصائل المقاومة أن تشكّل هذه الغرفة لإعداد خطّة دفاعٍ استراتيجيٍ مشترك، توحّد العمل بشكلٍ كاملٍ ، وتنظّم العلاقة اليومية بين الفصائل على الأرض؛ كما تدفع باتجاه توحيد العمل العسكري بشكلٍ كامل، آنياً ومستقبلياً.

 

 -برأيكم؛ هل تشكّل هذه الغرفة أعلى سقف لتوحيد العمل المقاوم في القطاع؟

غرفة العمليات المشتركة هي أفضل ما تمّ التوصل إليه في هذا المجال، إذ يصعب الوصول لما هو أرقى من ذلك، بسبب التباينات السياسية بين فصائل المقاومة.

 

- الحديث في هذا الموضوع يقودنا إلى عنوانٍ آخر ... حقيقة تهديدات الاحتلال بشنّ عدوانٍ جديدٍ على القطاع.فمنذ فترة، دولة الاحتلال تقول بأن المقاومة في غزة امتلكت وسائل قتالية متطوّرة، من بينها صواريخ تصل إلى عمق الأراضي المحتلة!

أما نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة فأكد أنه في حال اشتعلت جبهة غزة فستكون مستوطنات العدوّ تحت مرمى نيران المقاومة!هل يمكننا القول أن العمق الإسرائيلي بات فعلاً في مرمى صواريخ المقاومة؟

العمق الصهيوني، أو بالأحرى جزء منه، كان خلال الحرب الماضية في مرمى صواريخنا. وأنا هنا أقصد (بئر السبع/أسدود)؛ ولكن ما يمكنني تأكيده الآن هو أنه في حال اندلاع حربٍ جديدة فستصل ضربات المقاومة إلى أماكن أبعد من بئر السبع وأسدود.

أما فيما يخصّ تهديدات العدوّ، فهي ليست تهديدات عبثيّة، لأن لها أهدافاً سياسية وأخرى ميدانية، تلتقي في إطار الضغط النفسي على المقاومة في غزة.

ونحن نعتقد أن قرار الحرب علينا قد اتّخِذ بشكلٍ نهائي في الدوائر الصهيونية المغلقة. ولكن، بعض الظروف الإقليمية هي التي تؤثّر على تنفيذ هذا القرار، خاصّة الموقف الأمريكي المتأزّم في العراق وأفغانستان.. والموقف الأمريكي مؤثّر، لأن الولايات المتحدة ستكون عوناً وسنداً للعدوّ في أيّ حربٍ جديدة على غزة.

لذلك، نحن اتخذنا قراراً بأنه في حال حدوث عدوان صهيوني على القطاع، فلن يبقى هناك خطوط حمراء أو محرّمات وسنستخدم كلّ ما نمتلك من قوّة وسنضرب في أماكن أبعد بكثيرٍ من الماضي؛ وهذا ما يعلمه العدو جيّداً.

 

-  برأيكم، كيف سيكون شكل العدوان القادم على غزة؟ وهل سيكون بعنف عدوان "الرصاص المصبوب"؟

وصلتنا معلومات من بعض الأصدقاء بأن العدوان القادم سيأخذ شكل حملة قصفٍ عنيفةٍ ومركّزةٍ على المرافق الحيوية التي تشكّل عوامل صمود للقطاع.ومن هنا، نحن نستبعد شنّ العدوّ لحربٍ برّيةٍ واسعة، لأنه يعلم جيّداً بأن دخوله للقطاع لن يكون نزهة، بل سيكون بمثابة انتحارٍ لجيشه. وهو أدرك ذلك جيّداً من خلال توغّلاته في المناطق الحدودية التي تواجه بمقاومةٍ باسلةٍ من قِبل رجال المقاومة.

 

- في حال اشتعلت هذه الحرب التي تتحدّثون عنها، هل سيشهد الأداء القتالي لسرايا القدس نقلاتٍ نوعية؟

أؤكّد لكم بأن الفيصل في الأداء القتالي هو امتلاك الإمكانات اللوجستية؛ إذ إن الإمكانات البشرية متوفّرة لدى فصائل المقاومة...أما فيما يخصّ المرحلة القادمة، فنحن لن نتحدّث عن التغيّرات المتوقّعة؛ وهي ستظهر في حال شنّ عدوانٍ واسعٍ على غزة، حيث سنُعلن عمّا لدينا من إمكانيات وما يمكن أن نستخدمه لضرب العدوّ الصهيوني في وقتها.

 

- كيف تقيّمون أدائكم في التصدّي للعدوّ خلال الحرب الماضية؟

الحرب الماضية كانت مفاجئة فعلاً وخصوصا في يوميها الأولين، استطعنا بعدها تغيير أدائنا والارتقاء به خلال الأسبوعين الأوّلين للحرب كان أسلوبنا محصوراً بالقصف الصاروخي على مستوطنات العدوّ؛ ولقد استخدمنا هذا السلاح في حينه، رغم عدم توفّر قدراتٍ صاروخيةٍ كبيرةٍ لدينا. وهذا الأداء أثر معنوياً على سكّان مستوطنات غلاف غزة، وضغط على العدوّ باتجاه التسريع في إنهاء الحرب على غزة.

بعد التوغّل البرّي الإسرائيلي في القطاع، اختلفت الصورة بشكلٍ كبير، واختلف معها نوع القتال، منتقلاً إلى مرحلة المواجهة المباشرة وقد سجِّل للسرايا عمليات نوعية في هذه المرحلة من الحرب، لعلّ أهمّها كمين منطقة السموني بحيّ الزيتون في جنوب غزة، حيث وقعت مجموعة من لواء المظلّيين في كمينٍ نصبته سرايا القدس هناك؛ وقد قتِل عددٌ من جنود اللواء، من بينهم ضابط كبير وفق ما سمعه احد الأسرى المدنيين من أبناء المنطقة أثناء احتجازه لدى العدوّ. وقد استشهد خمسة من مقاتلينا في هذه العملية.

 

- لا نريد أن تكشفوا لنا أسراراً عسكرية. ولكن هل وسائلكم ستختلف في أيّ مواجهةٍ قادمة؟

أساليبنا ستختلف في عدّة جوانب( في التمويه والتنقّل والاتصال والتواصل). والأهم من ذلك، هو إدراكنا بأن أيّ مواجهة جديدة تحتّم علينا ألاّ نسير فوق الأرض. لذا، إن لم نستطع الوصول للعدوّ من فوق الأرض، فسنصل إليه من تحتها...

وقد استفدنا درساً آخر مهماً أيضاً، وهو أنه لا يلزمنا التحرّك كثيراً في ساحة المواجهة، لأن كلّ وحدة عسكرية من السرايا متواجدة في مكانٍ ما ستعمل فيه، بحيث تكون تحرّكات المجاهدين قليلة، حتّى يصعّب على العدوّ استهدافهم.

 

- اليوم الاحتلال هو خارج غزة بالمعنى الجغرافي على الأقلّ .... والمقاومة انحصرت في بعض العمليات المتفرّقة على السياج الفاصل....ما هو مستقبل العمل العسكري المقاوم في غزة، من وجهة نظركم؟

لا نعتقد أن الوضع في غزة سيظلّ على هذه الحالة، كون عدوّنا، -بحكم تكوينه العقائدي- يبحث دوماً عن الحروب. لذلك، نحن نطوّر وسائلنا لمواجهة أيّ خطوةٍ يُقدِم عليها العدوّ.

ونعتقد جازمين بأن مستقبل غزة لن يكون مظلماً. ولو أتيحت لها بعض الإمكانيات العسكرية، فإن العدوّ سيفكّر ملياً في إخلاء بعض المستوطنات والمواقع العسكرية القريبة من غزة. وبهذا، يمكن أن تحقّق مقاومة غزة مستقبلاً مشرِقاً لشعبنا ودافعاً أساسياً ليرحل العدوّ عن المزيد من الأرض....ولكن الأمر الأكثر أهمية،  برأينا، هو نقل خبراتنا إلى فصائل بالضفة الغربية، لأن المواقع الصهيونية هناك، من مستوطنات ومواقع عسكرية منتشرة بكثرة، تمكن المقاومين من تنفيذ عملياتٍ بشكلٍ يومي.

 

- خيار المقاومة أو الكفاح المسلّح، هل هو مجرّد تكتيكٍ يؤدّي إلى سياسي يُصار من خلاله إلى إقامة كيان فلسطيني يعيش بجوار إسرائيل؟ أم أنه يشكّل خطاً استراتيجياً لتحقيق الأهداف الوطنية بتحرير كامل التراب الفلسطيني؟؟؟

لو كان الكفاح المسلّح يمثّل طريقاً للوصول إلى حل سياسي، فبئس هذا الكفاح، ولا يوجد أيّ داعٍ له...إن مقاومتنا هي وسيلة لتحرير فلسطين، كلّ فلسطين.....ولكن، أيضاً، نحن مع تحرير أيّ شبرٍ من ارض فلسطين بأي طريقة؛ سواء كانت عسكرية أو سياسية....شريطة ألاّ يقودنا هذا الهدف إلى وقف المقاومة أو التخلّي عن السلاح...

وانسجاماً مع هذا التوجّه، نحن رحّبنا بالانسحاب الصهيوني من غزة، والذي حصل بفعل المقاومة لا المفاوضات أو التسويات السياسية.ونؤكّد أنه في حال انسحب الاحتلال حتى حدود 67، فسننطلق من هذه الأرض لتحرير باقي فلسطين.

 

- قبل فترة، كشفت ليست بالطويلة صحيفة هآرتس العبرية بأن قائمة المطلوبين في الضفة قد تضاءلت إلى الصفر بفعل التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن الصهيونية...كيف تنظرون إلى هذا الواقع المرير: السلطة متساوقة مع الاحتلال، والشعب ومقاومته يدفعون الثمن؟

ما ذكرته صحيحٌ مئة بالمئة؛ وربّما هو أقلّ من الحقيقة بكثير. إذ لم تنقل الصحيفة الصهيونية التعذيب الوحشي الذي يتعرّض له أبناء المقاومة في سجون السلطة ...أؤكّد لك أننا نمتلك معلومات موثّقة عن انتهاكاتٍ جسيمةٍ من قِبل أجهزة السلطة بحقّ عناصرنا المعتقلين. والتهمة التي وجِّهت لهم هي الانتماء لتنظيمٍ محظور، حيث طِلب منهم التوقيع على تعهّدٍ بعدم ممارسة أيّ نشاطٍ كان داخل الضفة!

 

- مع كلّ هذه الانتهاكات من قِبل السلطة بحقّ عناصركم ومشروعكم المقاوم، ألا تفكّرون بتحرّكٍ ما لمواجهتها وثنيها عن هذه الممارسات؟

 

ما نقوم به وسنظلّ نقوم به هو محاولة التحرّك في الضفة باتجاه مقاومة العدوّ، ولن نسمح لأنفسنا بمواجهة أيّ طرفٍ فلسطينيٍ مهما كانت الخلافات....وهذه المشكلة لا يمكن أن تحلّ إلاّ بعودة السلطة إلى الصفّ الوطني...وإذا لم تفعل، فإن الوضع الراهن لن يستمرّ، في ظلّ حالة غضب شعبي شديدة إزاء ممارسات السلطة. والمنطق يقول بأن من يفقد التأييد الشعبي يفقد أيّ شرعية.

 

- في حال حدوث حراك شعبي ضد السلطة... أين سيكون موقع سرايا القدس؟

نحن لسنا مع أيّ فتنةٍ تؤدّي لانقسامٍ جديد في الصفّ الفلسطيني. وبذا، نحن لن نكون البادئين بأيّ عمل يستهدف السلطة أو أجهزتها في الضفة ...ولكن، نحن لا نضمن أن لا يقوم بعض المجاهدين بمواجهة أيّ محاولة اعتداء عليهم من قِبل أجهزة السلطة. ونحن نعرف انه يجوز شرعاً لأيّ شخصٍ الدفاع عن نفسه ضدّ من يعتدي عليه.

أما في حال حدوث هبّة شعبية لرفع الظلم الواقع على الشعب والمقاومة، فأوكّد لك أنه لن يكون حينها باستطاعة أيّ فصيل أن يسيطر على هذه الهبّة. وتعلّمنا التجارب السابقة أن الشعب هو من يحرّك الفصائل وليس العكس.

 

- في بدايات الانتفاضة، كانت مدينة جنين توصف بأنها عاصمة السرايا.... أين أنتم الآن في الضفة، وما هو دوركم؟ وهل يوجد تنسيق في القرارات والعمل المقاوم بين سرايا القدس في غزة والضفة الغربية؟

نعم؛ كانت مدن شمال الضفة هي أكثر الأماكن التي تتواجد وتنشط فيها سرايا القدس. أما بعد اجتياح مخيّم جنين عام 2002 واستشهاد أكثر من 30 قيادياً من سرايا القدس... فقد تغيّرت الأمور نوعاً ما ...لكنّنا عاودنا نشاطنا في الضفة بشكلٍ عام. وكثيراً ما يتمّ اعتقال مجاهدين على يد أجهزة السلطة؛ ولكن، هذا النهج القمعي لن يدفعنا للاستسلام؛ وفي أيّ فرصةٍ تسنح لنا لتنفيذ أيّ عملٍ في الضفة أو في الداخل، لن نتأخّر عن ذلك.

أما فيما يخصّ التنسيق بين غزة والضفة، فالاستراتيجيّات أو الخطّ العام لعمل السرايا واحدة في غزة والضفة. ولكن، في الأمور التفصيلية من يقرر هو القائد الميداني.

 

- ما هي طبيعة علاقتكم مع القيادة السياسية للجهاد؟ "بمعني هل أن تنفيذ عملٍ ما يستلزم قراراً من رأس الهرم السياسي للحركة، أم أنه متروك لكم كجناح عسكري؟

العمل الميداني البسيط "كالتصدّي لقوّةٍ صهيونيةٍ متوّغلة، أو تنفيذ قصف بالقذائف قصيرة المدى، يتمّ بقرارٍ من مسئول اللواء "القائد العسكري للمنطقة "التي تشهد الحدث. ولكن، إن كان الأمر يتعلّق بعمليةٍ نوعيةٍ في أيّ مكان، بما يُحدِث تداعيات، فيجب أن تتمّ الموافقة عليها من قِبل المستوى السياسي للحركة.

 

- من وجهة نظر سرايا القدس، ما هو الفرق الجوهري بين حكومتي غزة ورام الله في التعامل مع المقاومة؟

هناك فرقٌ كبير. فحكومة رام الله تحرّم وتجرّم المقاومة والمقاومين. وهي تنظر للمقاومة بأنها عملٌ غير مشروع؛ وتترجم ذلك على الأرض. أما الحكومة في غزة، فتقول بأن المقاومة يجب أن تكون مدروسة، وأنه يجب ألاّ نعطي العدوّ الفرصة لينقضّ على غزة؛ كما يجب أن نبني قدراتنا العسكرية جيّداً قبل أيّ مواجهة قادمة. وهذا ما يمكن أن نتّفق مع بعضه ونختلف مع بعضه الآخر .

ولكن، يجب التأكيد هنا أن ساحة غزة بالنسبة لنا رغم بعض الاحتكاكات الميدانية إلا أنها مفتوحة على مصراعيها للمقاومة؛ وليس أمامنا في غزة أيّ عائقٍ للقيام بكلّ ما من شأنه الحفاظ على مصالح شعبنا.

وللتوضيح، فإن الكثير من الإشكالات التي تحدّثت عنها وسائل الإعلام وقالت إنها حصلت بين الحكومة وسرايا القدس لم تكن معنا؛ بل مع الجماعات السلفية التي كان بعض عناصرها منتمين لسرايا القدس أو "القسّام"، ولكنهم غادروها. وعندما تقع المشاكل بينهم وبين الحكومة، يحدث الخلط لدى المواطنين ووسائل الإعلام. ولكن، في الحقيقة، معظم هذه الحوادث لا تكون معنا ولا علاقة لنا بها.

 

- في أكثر من مناسبة، تردّد مصادر -وجلّها مصرية- أن هناك تهدئة غير معلنة بين إسرائيل وحماس في القطاع! ما مدى صحّة هذه الأنباء؟... وهل أنتم جزءٌ من هذه التهدئة، إن كانت موجودة فعلاً؟

لو كان هذا الكلام صحيحاً، لما شهدنا القصف والتوغّل الصهيوني شبه اليومي وحركة الطيران والبوارج في سماء غزة وبحرها. الموجود فعلاً هو تفاهم بين فصائل المقاومة؛ أي توافقٌ غير مكتوب لتهدئة الأمور في غزة، بهدف تأمين بعض الهدوء لشعبنا ولبناء ما دمّرته الحرب الإسرائيلية، ولترميم قدرات المقاومة.وقد اجتمعت الفصائل في دمشق بعد الحرب وأقرّت هذا الواقع.

 

- هل شاركت كلّ الفصائل في هذا الاجتماع؟

من اجتمع وقرّر هي الفصائل التي لها قوّة فاعلة على الأرض. وهذا كافٍ لتحديد مسار المواجهة.

 

- هل من تفاصيل حول ما توافقتم عليه في دمشق؟

ما تمّ التوافق عليه هو أن يكون الردّ من قِبل المقاومة على أيّ عدوانٍ بمثل حجمه. فإذا حصل توغّل نتصدى له. أما موضوع إطلاق الصواريخ من القطاع، فهو موضوع حسّاس؛ لذا، تمّ التوافق على التقليل قدر الإمكان من استخدام هذا الأسلوب، إلاّ في حالاتٍ معيّنة، كالاغتيالات مثلاً؛ فحينها تكون كلّ الوسائل متاحة للرد. ويتمّ هذا الردّ من دون اجتماعٍ لغرفة العمليات المشتركة، إذ إن الغرفة أقرّت عناوين، يجري تنفيذها بحسب الواقع على الأرض.

 

- أجمعت فتح وحماس على أن خلافهما الآن بات ينحصر بالملفّ الأمني... أنتم كجناح عسكري مقاوم، تؤدّون بشكلٍ أو بآخر تؤدون دوراً أمنيا في القطاع...لو طُلِب منكم تقديم تصوّركم لتسوية هذا الملفّ، فماذا تقولون؟؟؟

نحن في سرايا القدس نرى أن الملفّ الأمني هو ملفٌ معقّدٌ وشائكٌ لعدّة أسباب، أهمّها أن هناك جهازاً أمنياً تابعاً لسلطة تحكمها اتفاقات أمنية بالتنسيق مع العدوّ ... وبذا، لا يمكن لهذا الجهاز أن ينسّق أو أن يتعاون مع جهازٍ أمنيٍ في غزة يلاحق العملاء مثلاً! وكيف لقائدٍ أمنيٍ في رام الله، معروفٍ بملاحقته العناصر المقاومة، أن يتعامل وينسّق مع جهازٍ نقيضٍ له!

لذا، الحلّ الوحيد بدءاً وجهة نظرنا هو أن تُنهي السلطة كلّ الاتفاقيات الموقّعة مع العدوّ، بدءاً من أوسلو وما تلاها...لتشكّل بعد ذلك مرجعية وطنية تكون بديلة للسلطة، تتكوّن من كافة الفصائل بلا استثناء. وهذه المرجعية هي التي تقوم بتشكيل أجهزة أمنيّة وطنية مهنيّة وغير فصائلية، تكون مهمّتها الدفاع عن الشعب في وجه الاحتلال وليس العكس!