خبر عمال الحصمـة.. والتحدي القادم!

الساعة 09:35 م|18 نوفمبر 2010

عمال الحصمـة.. والتحدي القادم!

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

لا يكاد يمر يوم على أبناء شعبنا، حتى تطالعنا الأنباء بإصابة أحد عمال الحصمة برصاص الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لقطاع غزة، حتى كاد الأمر يصبح روتين يومي، يواصل فيه المحتل استهداف من يبحثون عن لقمة عيشهم.

فالأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعت بالعديد من أبناء شعبنا خاصةً الأطفال والشبان منهم للعمل في هذه المناطق لجمع الحصمة، وما يتبقى من البيوت التي دمرتها آلة الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

أدهم أبو سلمية المنسق الإعلامي للخدمات الطبية في قطاع غزة أكد في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن معظم الذين يعملون في جمع الحصمة هم أطفال وشبان صغار؛ دفعهم لذلكَ الحصار والبطالة الناتجة عن إغلاق المعابر وتشديد الحصار.

وأضاف، أن العمل في الحصمة جاء بعد منع الاحتلال إدخالها للقطاع في إطار سياسة التضييق على المواطن الفلسطيني خلال الأعوام الأربعة، وتزايد بعد العدوان على غزِة، نتيجة الدمار الذي أحدثه الاحتلال المجرم عندما دمر كلياً وجزئياً حوالي 25 ألف منزِل.

وأشار أبو سلمية، إلى أن هؤلاء الشبان وجدوا فرصة جيدة من خلال جمع بقايا هذه المنازل لاستخدامها في إعادة الإعمار لبعض المنازل المدمرة، حيث بدأت مهنة جمع الحصمة منذ فبراير 2009، فكانت بدايتها كان الجمع من المناطق الداخلية.

وحتى بداية الصيف تقريباً بدأ الشباب يتوجهون نحو المناطق الحدودية القريبة من الطرف الآخر مما جعلهم عرضة للاستهداف، وعلى الرغم من استهدافهم المباشر إلا أنهم يصرون على العمل حتى أن بعض المصابين يعودون بعد الشفاء للعمل مرة أخرى.

وعزا أبو سلمية إصرار الشبان على العمل في جمع الحصمة رغم الأخطار التي تحدق في هذه المنطقة، إلى الفقر الذي يعاني منه العديد من الأسر الفلسطينية، حيث يضطر هؤلاء الشبان للعمل.

وذكر، أن قضية عمال الحصمة يحمل وجهان للقضية، الأولى الناحية الإنسانية وهو شباب بطالة وجمع حصمة وعائلات فقيرة وحصار، أما الوجه الثاني فهو قانوني وهو فرض منطقة عازلة " آلبفرزِول"، ومايترتب عليه من التهام أراضي زِراعية.

وأضاف أبو سلمية، أن المساحة التي تقع الآن تحت سيطرة نيران الاحتلال على الخط الزائل هي حوالي 50 كيلو متر، وهي المناطق الأكثر خصوبة في قطاع غزِة وهو ما يؤثر على السلة الغذائية للقطاع، كما أن هذه المنطقة تعتبر مناطق غذية القطاع بالمياه الجوفية وهذا أمر أكثر خطورة.

وفيما يتعلق بإحصائية عدد شهداء المناطق العازلة، فأوضح أبو سلمية أنهم بلغوا منذ بداية هذا العام لحوالي 47 شهيداً.

وعبر أبو سلمية، عن خطورة استمرار إسرائيل في انتهاك القانون الدولي الإنساني خاصة أن غالبية المصابين هم من فئة الأطفال، معتبراً استهداف المدنيين انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الإنساني ويعبر عن حالة النكران المطلق للقانون الدولي من قبل الاحتلال الصهيوني وإنكار مطلق لمبدأ الإنسانية.

ولحماية المدنيين من هذه الانتهاكات، قال أبو سلمية:" إننا بصدد مخاطبة الجهات الدولية الراعية للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن استمرار إسرائيل في انتهاكات القانون واستهدافهم المتعمد واليومي للمدنيين".

وأشار إلى أن القانون ينص على وجوب حماية الأشخاص الذين لا يشاركون في العمليات العدائية من الهجمات في جميع الأوقات، وأنه يجب عدم استهدافهم مهما تكن الظروف، مطالباً بوقف سياسة استهداف المدنيين وحمايتهم ولجم هذا العدو الذي يمتد في إجرامه بسبب عدم تحرك الجهات الدولية الراعية لهذا القانون.